الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه اجمعين
وبعد
فأعرفكم بنفسي أولاً فاني أعمل مدرساً بالقطيف آتياً من الرياض وقبل مجيئي إلى هنا كنت أعتقد أن الشيعة فئة من الكفرة بالله وأنهم أناس يتقربون إلى الله بقتلنا وإيذائنا ولكن نظرتي هذه تغيرت الآن وأيضاً رؤيتي لهذا الموقع ولكن لا يزال في رأسي بعض الأسئلة والتي أرجو منكم الإجابة عليها:
1. ما هي عقيدتكم في القرآن الكريم وما رأيكم في الروايات الكثيرة عندكم والتي تدعي تحريف القرآن؟
2. وما عقيدتكم في صحابة رسول الله (ص)؟
3. ما رأيكم في التفاسير الباطنية لديكم والتي بمقتضاها نكون حفنة من المشركين والكفرة بالله مثل تفسير القمي والفرات وغيرهم؟
وأخيراً وليس آخراً لم أكن لأرسل هذه الرسالة إلا بعد رؤيتي للموقع كما أرجو في حالة الإجابة على اسئلتي أن تكون أجوبة مفصلة غير عامة راجياً من الله أن يوفقنا وإياكم للحق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين،
الأخ الكريم :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
قرأت في رسالتك شخصية الإنسان المسلم الواعي الذي يلتزم بقوله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا) وقوله تعالى: (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)، وقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم) هدانا الله وإياك إلى الحق ووفقنا جميعًا للخير والإصلاح.
1ـ القرآن هو كلام الله المنزل الذي أوحاه إلى نبيه المصطفى وهو هذا المصحف المتداول بين أيدي المسلمين الذين تعهد الله تعالى بحفظه (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ونبرأ إلى الله من القول بأي زيادة أو نقيصة فيه. أما الروايات التي تدعي تحريف القرآن فهي باطلة زائفة لا نؤمن بصحة شيء منها، ولا نرتب أي أثر عليها فالأحكام الشرعية نأخذها من القرآن المعروف، وليس عندنا أي حكم شرعي نستدل عليه بآية خارج هذا القرآن.
2ـ أما صحابة الرسول فهم ذلك الجيل الذي تم على يديه نصرة الرسول ونشر الدين، وهم السابقون إلى الإيمان والمجاهدون في سبيل الدعوة، والذين مدحهم القرآن الكريم، وأشاد بهم الرسول العظيم ، فلا يسع أي مسلم إلا احترامهم وتوقيرهم وتقديرهم، وعندنا دعاء مروي عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين ـ وهو الإمام الرابع من أئمة الشيعة ـ نردد قراءته في الثناء على الصحابة وذكر فضلهم وفضائلهم والدعاء لهم. نعم نحن لا نعتقد عصمة الصحابة، فهم كسائر البشر كل واحد منهم معرض للخطأ، ولا نرى مانعًا من دراسة سيرة كل واحد منهم وتقويم مواقفه وتصرفاته، وحينما يبدو لنا أنه قد ارتكب خطأ على ضوء الكتاب والسنة، فإننا نقول للخطأ هذا خطأ ولا نسد أعيننا، ولا نقدس الأشخاص على حساب المبادئ.
3ـ كل تفسير من التفاسير يعبّر عن مستوى وفهم صاحبه ولسنا ملزمين بقبول أي تفسير مهما كانت درجة مؤلفه، بل نعرض ما جاء فيه على أصول الدين ومبادئه الثابتة وعلى قواعد العقل والمنطق، وما خالف ذلك نرفضه ونضرب به عرض الجدار.
ومن الأصول الثابتة عدم جواز تكفير أحد ممن ينطق بالشهادتين ويصلي إلى القبلة، وكل ما ورد في أي تفسير من التفاسير التي ذكرت بعضها أو غيرها غير صحيح ولا يعمل به أحد من الشيعة، وأحكامهم الفقهية واضحة في التعامل مع إخوانهم أهل السنة باعتبارهم مسلمين وإخوانًا لهم في الدين. وتفسير القمي والفرات اللذان ذكرتهما ليسا معتبرين ولا معتمدين وعليك بالاطلاع على تفسير (الميزان) و(مجمع البيان) و(الأمثل) و(التبيان) وغيرها من التفاسير الموثوقة رغم أنا لا نعتبر كل ما ورد في أي منها صحيح وملزم بل لابد من إخضاعه للتفكير والبحث.
ونرحب باستمرار تواصلك معنا وتقبل خالص التحيات والأشواق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.