الشيخ الصفّار: شهر رمضان وتصحيح العلاقة مع الله
انسجامًا مع الأجواء الروحانية لشهر رمضان المبارك حثّ سماحة الشيخ حسن الصفّار ـ حفظه الله ـ في خطبته الأولى لصلاة الجمعة 09/ 09/ 1428 هـ ـ 21/ 09/ 2007 م المصلّين إلى مسألة تذكّر علاقة الإنسان بخالقه، ومراجعة هذه العلاقة بين الفينة والأخرى، داعيًا إلى استثمار أجواء هذا الشهر الكريم، وتوجيه البرامج الشخصية والاجتماعية فيما يعزّز هذه الحالة لدى الإنسان، وبخاصّة تكثيف قراءة الأدعية الرمضانية، لما تذكر به الإنسان من تقصيره تجاه خالقه والمنعم عليه، أمثال دعاء الافتتاح، ودعاء أبي حمزة الثمالي.
حيث يحتوي هذان الدعاءان على مجموعة كبيرة من المضامين العالية فيما يرتبط بتحسين العلاقة وتصحيحها مع الله سبحانه، وتوثيق العلاقة معه سبحانه.
مشدِّدًا في نهاية الخطبة على أهمية أن ينعكس تحسين العلاقة مع الله سبحانه على سلوك الإنسان وفكره ونظرته للحياة وللناس، لا أن تظل مجرّد تعلّق عرفاني.
وفي الخطبة الثانية تحدّث سماحته عن دور العلماء الربّانيين في المجتمعات المسلمة وما تتركه من أثر في حياة المؤمنين، وذلك بمناسبة وفاة العلاّمة المحقّق السيد مرتضى العسكري، الذي توفي يوم الأحد الرابع من شهر رمضان، إثر صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 96 عامًا ملأها بالعلم والتحقيق والتأليف والعمل الاجتماعي والحركي.
فأشاد الشيخ الصفّار بالجوانب التي صرف العلاّمة العسكري جهده فيها، حيث اهتمّ بالتأليف في العقيدة والتأريخ الإسلاميين، محقّقًا فيهما ومتتبّعًا، صارفاً جُلَّ وقته فيها.
حيث اهتمّ ـ رحمه الله ـ بالتحقيق في كثير من الوقائع التاريخية، من أبرزها: كتابه (عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى) الذي عالج فيه ما أثير حول وجود هذه الشخصية ودورها المضخّم. وكذلك كتاب (150 صحابيًّا مختلقًا)، وكتاب (معالم المدرستين) الذي قارن فيه عقديًا وفقهيًا وتاريخيًّا بين المدرسة الإمامية ومدرسة الخلفاء.
وغيرها من كتب التاريخ والعقيدة وعلوم القرآن.
ثم تحدث سماحة الشيخ الصفار عن الأبعاد الثلاثة التي اتسمت بها شخصيته، فأشار إلى اهتمامه المبكّر بجانب التربية والتعليم بكافّة مراحله، ابتداء من رياض الأطفال والمدارس بكافة مستوياتها ومراحلها، وانتهاءً بإنشائه لكلية أصول الدين.
مع تركيزه وحثّه على الاهتمام بمسألة تطوير وتحديث المناهج والمقرّرات الدراسية الدينية، فكان من أوائل المنادين بذلك.
وفي الجانب الثاني من شخصيته تحدث عن جانب التحقيق العلمي الذي تميزت بها كتابات ومؤلّفات العلاّمة العسكري، وبخاصّة أنها تناولت جوانب كانت بحاجة إلى التمحيص والتحقيق.
وفي البعد الثالث ركّز فيه الحديث عن دوره في تأسيس الحركة السياسية الإسلامية في العراق، فكان من مؤسسي حزب الدعوة الإسلامية في العراق.
ودعا سماحة الشيخ الصفار إلى دراسة حياة علماء الأمة الرواد كالعلامة العسكري، لاستلهام روح الاستقامة والالتزام، وأخلاقيات الثبات والعطاء، وللاستفادة من تجاربهم الثرية في خدمة الدين والأمة.