الشيخ الصفار يدعو إلى مراكز دراسات حديثة حول سيرة آل البيت(ع)
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى قيام مراكز دراسات حديثة يقوم عليها علماء ومحققون للبحث في سيرة آل البيت على نحو علمي ورصين ومتجدد.
وقال الشيخ الصفار خلال خطبة الجمعة في محافظة القطيف شرق السعودية بتاريخ 2 شعبان 1433هـ الموافق22 يونيو2012م "لا بد وأن يفتح باب التحقيق العلمي في السيرة والتاريخ".
وأوضح أن المسلمين الشيعة عانوا طويلاً من نقص كبير في مجال دراسة التاريخ نتيجة الظروف السياسية التي عاشوها.
واستدرك سماحته بالقول "لكن لا عذر لنا الآن، ولا مبرر في أن يستمر هذا الضعف في دراسة تاريخنا".
وأشاد الشيخ الصفار في معرض حديثه بشخصية العلامة الراحل الشيخ باقر شريف القرشي الذي وافاه الأجل قبل أيام في النجف الأشرف بعد عمر مديد قضاه في الدراسة والبحث التاريخي.
وفي إشارة إلى الراحل القرشي قال سماحته "هذا الرجل كسر جمود الاهتمام بالفقه والأصول الذي كان سائداً في الحوزة آنذاك".
وتابع "كان العلماء غالباً منشغلين بالفقه والأصول، فتفرغ القرشي لكتابة سيرة أهل البيت بأسلوب جديد ولغة عصرية ومنهجية جديدة".
ومضى سماحته في القول انه إلى عقود قليلة خلت لم يكن بين أيدينا الا الكتب التراثية القديمة في السيرة والوفيات التي تتناول سيرة أهل البيت بلغة مؤلفيها وزمانهم.
وأردف أن الراحل القرشي كان السبّاق في شمولية البحث والتحقيق في سير أئمة أهل البيت من زوايا وأبعاد اجتماعية واقتصادية وفكرية وسياسية فنجح في تقديم العشرات من الأبحاث والدراسات الحديثة وغير المسبوقة.
حيث قدم سيرة كل إمام ضمن سياق البيئة السياسية والاجتماعية التي عاصرها.
وقال سماحته لم تعد المسألة فردية، مضيفاً بأن هذا الجهد الكبير لا بد وأن يتواصل بقيام مراكز للدراسات والأبحاث وأن يفتح الباب واسعاً أمام أعمال البحث والتحقيق الجادة.
وعلى صعيد متصل انتقد الشيخ الصفار "التقصير" في الحديث عن سير الأئمة الطاهرين والدفع للاقتداء والتأسي بهم في مقابل الاهتمام بالمظاهر على حساب المضمون.
وتابع بأن أموالاً كثيرة تبذل على المظاهر ذات الصلة بأهل البيت كالإطعام واقامة المضايف في الطرقات "ولسنا ضد هذا الموضوع في أصله".
وأضاف سماحته أنه لا ينبغي أن يكون الاهتمام بالمظاهر الاحتفالية على حساب الأمور الأهم المتصلة بالتعريف بجوهر رسالة أئمة أهل البيت.