الشيخ الصفار: ذكر الله لتقويم المشاعر والسلوك
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن الانسان المؤمن حينما يدعوا الله ويطلب منه شيئا فإن هذا الدعاء والطلب يعبر عن طموحه وتطلعه وما يرغب فيه.
وأضاف: المؤمن يدعوا لله أن يجعل أوقاته عامرة بذكره، وأن تكون موصولة بخدمته كما ورد في دعاء كميل (واجعل اوقاتي في الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصولة)
وأبان أن هذا يفترض أن يكون تعبير عن رغبة في نفس الانسان، يريد من الله سبحانه أن يوفقه لهذا الأمر.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها سماحة الشيخ الصفار في مسجد الإمام علي بمنطقة الخرس في الأحساء بدعوة من سماحة الشيخ حسين العايش إمام المسجد ظهر يوم (الاثنين 9/10/1433هـ الموافق 27/8/2012م).
وتساءل سماحته ماذا يعني أن تكون أوقات الإنسان مشغولة بذكر الله؟ وأن تكون حياته موصولة بخدمة الله؟
وأوضح أن ذلك يعني: ان يكون هناك حضور لله سبحانه دائما وأبدا في فكر وقلب الانسان.
وتابع: إنما يتحرك الانسان ويعمل بسبب دوافع، هذه الدوافع اما ان تكون الرغبة والشهوة وخدمة الذات، وإما ان يكون الدافع التقرب إلى الله.
وأضاف: الانسان المؤمن ينبغي ان يكون في كل سكناته، وحركاته، ولحظاته مندفعا بدافع التقرب إلى الله سبحانه.
وأوضح الشيخ الصفار أن كل حركة للإنسان يمكن ان يكون فيها عابدا لله إذا استحضر ان هدفه هو الامتثال لأمر الله والسير في طريق طاعته، فنوم الانسان يمكن ان يكون عبادة وكذا تناوله الطعام، والذهاب إلى العمل.
وأن الكلمة الطيبة للبعيد والقريب كالزوجة والأولاد، والتبسم بقصد ابداء السرور والبهجة في وجه الاخ المؤمن عبادة: (تبسمك في وجه اخيك صدقة).
وأعتبر الشيخ الصفار ان الإنسان بهذه الطريقة يكون في كل حياته في رحاب الحضور الالهي ورضا الله سبحانه.
وفي جانب آخر تساءل سماحته عمّا جاء في الدعاء (وبخدمتك موصولة) ماذا يعني ان تكون في خدمة الله، والله غني عن العالمين؟ وماذا يستطيع الانسان ان يقدم لله؟ والله يعطينا برحمته؟
وقال: يعني أن يكون الإنسان المؤمن في خدمة القيم والمبادئ الالهية، وأن يعمل من اجلها ومن اجل اعلاء كلمة الله في الارض.
كما أن خدمة الناس ومساعدتهم مظهر لخدمة الله ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً﴾ ومما تعنيه الآية ما ينفق لاقراض المحتاجين ومساعدتهم.
وأشار الى إن الانسان المؤمن الحقيقي العارف بالله إذا التقى مع أي إنسان يستحضر ان هذا مخلوق لله منحه كرامته ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ﴾، وأن (الخلق عيال الله واحبهم إلى الله انفعهم لعياله).
واعتبر أن احترام المؤمن لأي انسان وتقديره له ومساعدته إياه، وعونه له هي خدمة لله سبحانه.
وقال في ختام كلمته أن الإنسان المؤمن ينبغي ان يعيش هذا الفهم، على مستوى المشاعر لينعكس على سلوكه وممارسات حياته.
من جانبه شكر سماحة الشيخ حسين العايش الشيخ الصفار وقال: نشكر سماحة الشيخ حسن الصفار فقد تفضل علينا بهذه الزيارة ونشكره على هذه الموعظة القيمة ونقدّر دوره وخدماته للمجتمع.
وتحدث الشيخ العايش للشيخ الصفار عن البرامج التربوية والثقافية والاجتماعية في المسجد وعرّفه على الكوادر العاملة في الأنشطة القائمة.
ومساء يوم الاثنين زار الشيخ الصفار الشيخ توفيق البوعلي في مكتبه بمسجد الإمام الحسن في الهفوف بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء، كما زار سماحة الشيخ جواد الجاسم في مكتبه واطلع على جانب من أنشطته الثقافية والاجتماعية.
وكان الشيخ الصفار قد لبى دعوة أسرة الصقر في قرية الشهارين بالحسينية الكاظمية ظهراً وبحضور عدد من العلماء الأفاضل والشخصيات الاجتماعية.
وقام بزيارة لسماحة السيد هاشم الشخص في منزله بالقارة وزيارة السيد منصور الغافلي. كما لبى دعوة الوجيه الحاج محمد الخرس (ابوهاني) مساءً بحضور جمع من العلماء والوجهاء.