الشيخ الصفار ينتقد انشغال الأفراد بالقضايا المذهبية عوضا عن أمور المستقبل
أنتقد الشيخ حسن الصفار انشغال بعض الأفراد بالقضايا المذهبية والجدل الطائفي بدلا من اهتمامهم بأمور المستقبل والتجديد في الأفكار التي تصب في مصلحة المجتمع.
ونفى الصفار في ختام الموسم الثقافي الثالث عشر لمنتدى الثلاثاء بأن المطلوب هو التنكر والاستغناء عن الموروث الديني من معتقدات وقيم موضحا أننا يجب ألا نتوقف عندها فتلهينا عن التفكر في المستقبل.
وأشار الصفار في الأمسية التي كانت بعنوان «أي ثقافة نريد في المجتمع السعودي» إلى وجود علاقة جدلية بين الثقافة والواقع، مبينا أن الثقافة أحدى المؤثرات التي تؤثر في تشكيل الواقع الاجتماعي الذي قد يفرز ألوان متعددة لثقافات وقد يلغي بعضها.
وأكد في الأمسية التي شهدت حضورا كبيرا من رجال الدين والمثقفين والنخب الاجتماعية من الجنسين على ضرورة تحديد المرحلة التي يشهدها المجتمع فما يكون صالحا لمرحلة ما ليس بالضرورة أن يناسب المرحلة الأخرى.
وأوضح الصفار العضو في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وجود نوعين من الثقافة هما ثقافة الركود والانكسار وثقافة النهوض والتطلع، مؤكدا على أننا في مجتمعنا المحلي نعيش مرحلة النهوض والتي تثبتها المؤشرات والدلائل المتنوعة.
واستدل الصفار في الأمسية التي افتتحها الأستاذ زكي البحارنة على مرحلة النهوض بارتفاع مستوى التعليم والإقبال على التعليم العالي، مثمنا انتماء البعض من الموظفين إلى مقاعد الدراسة واستكمالهم رغبة في حصولهم على مناصب أفضل.
وأضاف بأن الإقبال الكبير على المنتديات ووجود شريحة كبيرة من الكتاب والتي بدأت في نشر فكرها في الصحف الخليجية هو مؤشرات مرحلة النهوض التي نعيش.
وأكد الصفار على أننا اليوم نعيش مرحلة صراع وشد بين ثقافتي النهوض وثقافة الصراع، موضحا أننا ولكي نختار نوع الثقافة التي نريدها لمجتمعنا لابد من التركيز على ثلاثة سمات ضرورية.
وشدد الصفار على السمة الأولى التي يرى أهمية التأكيد عليها وهي ثقافة الأمل والتفاؤل والثقة، منوها بأن هناك ثقافة في المقابل وعلى النقيض منها والتي تنادي بتكريس قواعد ثقافة اليأس والإحباط.
وبين أن مرحلة التغير تحتاج إلى وقت وتضحيات وأثمان في سبيل الإصلاح الاجتماعي، مطالبا بأن تسود ثقافة النفس الطويل في المجتمع ومؤكدا على أن التغير والإصلاح لا يحدث بين ليلة وضحاها.
واعتبر الصفار بأن العيش في كهوف الماضي والتغني بأمجاد القرون الأولى والتشبث بالأفكار القديمة هي أحدى المشكلات التي تواجه مجتمعنا، مستشهدا بأننا لو قارنا بين ما تبثه القنوات الفضائية وما يسطره الكتاب في المواضيع التي تتناولها لوجدنا تفوقا واضحا وملموسا بالنسبة لمواضيع التي فيها اجترار للماضي والخلافات المذهبي بدلا من التفكير بأمور المستقبل والتخطيط إليه.
وأشار إلى أهمية التأكيد على تعزيز ثقافة المسئولية لكل فرد في المجتمع بإختلاف جنسه وعمره، موضحا بأن على الجميع الشعور تجاه الوطن والمجتمع بالمسئولية.
وأشار أنه على النقيض من هذه الثقافة توجد ثقافة التواكل والتفرج والتي مفادها بأن الوجهاء وكبار الدولة هم الملزمين بالتفكير وتحمل المسئولية والتي علينا عدم الركون إليها.
وطالب الصفار في ختام كلمته على ضرورة تشجيع المبادرات التي تسعى إلى الاهتمام بقضايا الافراد واحترام كل الانجازات وتقديرها وعدم اللجوء إلى التشكيك في النوايا مؤكدا أن الكبير هو الكبير بعطائه لمجتمعه.
يشار أن المنتدى والذي يرعاه المهندس جعفر الشايب اختتم موسمه الثالث عشر بهده الندوة بعد مسيرة عطاء كان قد استضاف هذا الموسم 36 محاضرا و21 نشاطا اجتماعيا وأقام 14 معرض شخصي وفني، بينما كان قدم 27 محاضرة تنوعت في محتوياتها مابين الثقافية والدينية والسياسية والطبية والأدبية.