الشيخ الصفار: إحياء ذكرى ميلاد الإمام الحسن (ع) باستحضار سيرته
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى استحضار سيرة الإمام الحسن في التعامل الاجتماعي، فقد عرف بحليم أهل البيت وهي من أبرز ضفاته، حتى اعترف له بها أعدائه، وعلى أتباعه ومحبيه أن يقتدوا به في هذا المنهج.
وأضاف: إننا نعيش ضمن دوائر اجتماعية لا نجد بالضرورة ما يسرنا منها، فالعلاقات تحكمها رغبات وشهوات ومصالح، وقد أودع الله سبحانه فينا قوة الغضب لحماية ذواتنا إذا واجهها ما يستفزها وتراه خطرًا على مصالحها.
وقال: إن سيرة الإمام الحسن وتوجيهاته ترشدنا إلى أن نتحكم في الاستفزازات التي تواجهنا ضمن العلاقات الاجتماعية، وكيف نتحكم بالقوة الغضبية.
وأضاف: «قيل للإمام الحسن : ما الحلم؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس»، أي أن يسيطر الإنسان على نفسه حينما يواجهه الآخر بتصرف مستفز، ذلك أن غريزة الغضب تتحرك عنده لتحميه من الاستفزاز الموجه إليه.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها ضمن احتفال أقيم بمناسبة ميلاد الإمام الحسن في مسجد الإمام الحسين في صفوى بتاريخ 14/9/1434هـ الموافق 24/7/2013م.
ودعا الشيخ الصفار إلى تغليب لغة العقل للاسترشاد بنوره، في حال التعبير عن الانزعاج والغضب، وعدم ترك المجال مفتوحًا لهذه القوة لتتحكم بحياة الإنسان، بل يجب التدرب على عكس ذلك.
وأعتبر أن ترك المجال مفتوحًا للقوة الغضبية لتتحكم في تصرفات الإنسان قد تدخله في متاهات، وتخلق له عداوة لأتفه الأسباب، فبعض المواقف يجب التغاضي عنها.
وحث سماحته إلى التمعن في سيرة أهل البيت في التعامل مع المحيط كالأبناء والآباء وباقي المجتمع، فالبطولة ليست في الغضب بل في التحكم فيه.
وقال: نسمع عن قصص يدمى لها الجبين، كضرب أو شتم يصدر من ابن لأبيه أو أمه، أو لزوجته أو أحد أطفاله، إنهم أمانة ويجب مراعاة الله في التعامل معهم، والإحسان إليهم.
وعن التعامل مع الآخر المختلف الذي يستفز الإنسان بالشتم والتكفير قال سماحته: إن أهل البيت علمونا بسيرتهم أن البطولة ألا ننزلق في حرب الشتم والسباب، بل بالتمسك بقيم الإسلام العظيمة.
وأضاف: من يريد الدفاع عن أهل البيت فلابد أن يتبع أسلوبهم الذي هو هدي القرآن، وتتمثل فيه قيم الإسلام.
وأشار إلى أننا كمحبين للإمام الحسن يجب أن نقرأ حلم الإمام الحسن كمنهج في التسامح الاجتماعي، ونعمل على تأهيل المجتمع بهذه الصفة.
واستشهد الشيخ الصفار بقصة يذكرها التاريخ عن حلم الإمام الحسن ، إذ يروى أنه اجتاز على الإمام شخص من أهل الشام ممن غذاهم معاوية بالكراهية والحقد على آل البيت فجعل يكيل للإمام السب والشتم، والإمام ساكت لم يرد عليه شيئاً من مقالته، وبعد فراغه التفت الإمام فخاطبه بناعم القول، وقابله ببسمات فياضة بالبشر قائلاً: «أيها الشيخ: أظنك غريباً؟ لو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك ولو استحملتنا حملناك، وإن كنت جائعاً أطعمناك وإن كنت محتاجاً أغنيناك، وإن كنت طريداً آويناك».
وأضاف سماحته: وما زال الإمام يلاطف الشامي بهذا ومثله ليقلع روح العداء والشر من نفسه حتى ذهل ولم يطق رد الكلام، وبقي حائراً خجلاً كيف يعتذر للإمام وكيف يمحو الذنب عنه؟ وطفق يقول: «الله أعلم حيث يجعل رسالته».