الشيخ الصفار لـ شفقنا: هناك تيار يريد ان يجيب على التطرف بالممارسات التحريضية
يعرب رجل الدين الشيعي السعودي الشهير عن عظمة الخطاب الشيعي الرئيس في احترامه القيم الإنسانية السامية كـ الحرية و العدالة وينتقد التيارات التي تواجه المذاهب الأخرى بلغة التفرقة والتحريض.
وأشار حجة الإسلام و المسلمين الشيخ حسن موسى الصفار في حوار خاص بـ "شفقنا" إلى الوضع الحالي للشيعة في العالم وقال ان الأوضاع الجديدة التي طرأت في العالم منحت الفرصة لمختلف المجموعات في المجتمعات ان تبين نفسها أكثر من ذي قبل. بحيث أفل نجم القوى المستبدة و نشرت المفاهيم الخاصة بالحرية وحقوق الإنسان وازداد عدد الوسائل التي يتم التعبير عن الآراء من خلالها كما تمت زيادة الإمكانيات التي يعبر الفرد من خلالها عن آراءه إلى حد كبير.
وأضاف: ان المجتمعات الشيعية باعتبارها جزء لا يتجزأ من المجتمع الإنساني المعاصر استفادت من عملية التنمية والتطور في العالم وتحظى بأوضاع أفضل من السابق. فبعض من الشيعة تسلموا مقاليد الحكم السياسي في بلدانهم ويلعبون دورا كبيرا في قيادة بلادهم و لهم منظمات سياسية ومؤسسات مستقلة إعلاميا ويلعبون دورا مؤثرا على الصعيد الإقليمي و العالمي.
وأشار الشيخ الصفار إلى التحديات التي تواجهها الشيعة في يومنا هذا بالقول ان اكبر تلك التحديات هي إقامة علاقات مع المحيط الإسلامية ؛ ذلك لان القوى السياسية التي تسيطر على الحكم و السلطة لا تريد إشراك القوى الأخرى كالشيعة التي تعتبر مهمشة وفضلا عن الاتجاهات الدينية المتطرفة نشرت رؤى تثير الريبة في مجال أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام ويتهمون أتباع أهل البيت بأنهم كفرة وأصحاب بدعة وضالين.
وأضاف إلى جانب هذه القضايا لابد ان لا نتجاهل دور القوى الاستكبارية و الكيان الصهيوني حيث أنها تستفيد من الصراع والتوتر الشيعي السني.
وأضاف الشيخ حسن الصفار: بكل أسف هناك تيار له حضور بين الشيعة الذي يسير في اتجاه هذه المحاولات المعارضة لتحقيق الوحدة الإسلامية و يقوم بنشر رؤى وأفكار محرضة كردة فعل في مواجهة التطرف الذي يحمله الطرف الثاني وهذا ما أدى إلى بروز صراعات طائفية ويزيد من المخاطر الناتجة عنها في مجال الخلافات السياسية كما نشاهد هذا الأمر في العراق ولبنان.
وفي نفس السياق قال الشيخ حسن الصفار: من واجب كافة القادة والمفكرين في الأمة الإسلامية من الشيعة والسنة بان يقوموا بإصلاح هذه القضية الخطيرة جدا التي جاءت نتيجة الصراعات الطائفية. و وبالتحديد ينبغي على الشيعة من امتازوا بالحكمة والذكاء ان يقتدوا بمنهاج الأئمة فيما يتعلق بالصبر ويقدموا مصالح الأمة الإسلامية السامية ويضحوا من اجل دعم الوحدة الإسلامية.
كما تطرق إلى التحديات الأخرى التي تواجهها الشيعة في العالم بالقول ان الحصول على إرادة التحديث في الثقافة الدينية هي من التحديات الأخرى التي تواجهها الشيعة فالثقافة السائدة عليهم خرجت في الأزمنة الماضية ونتيجة البيئة التي كانت تمارس ضدهم الظلم والضغوط. أما الشيعة في يومنا هذا يعيشون عصرا جديدا و تحولوا إلى قوة مؤثرة في بلدانهم وتغير واقعهم نحو تحقيق الأحسن وتغير العالم من حولهم لكن يصر الجل الأعظم من الشيعة على الثقافة السابقة التي تحمل سمات الظلم والجور والحزن وتبدي أغلبية أوساطهم الدينية مقاومة في وجه التنمية والتحديث في المجال الثقافي وتعبر عن تحفظاتها في هذا المجال.
واستطرد قائلا ان الإصلاحيين الشيعة الحداثيين يعانون ضغوطا كبيرة كي يتراجعوا عن أفكارهم النقدية والحديثة.
وأعرب الشيخ الصفار عن عدم رضاه من عمل الإعلام الشيعي الحالي وقال لو قمنا بمقارنة الإعلام الشيعي وآراء الإسلام السامية ومدرسة أهل البيت عليهم السلام و الإعلام المتطور والمؤثر الغربي لنرى ان الإعلام الشيعي ليس في المستوى المأمول فان أغلبية الإعلام الشيعي لها أفكار قديمة وليس لها إبداع أنها متمسكة بالأساليب الجديدة .
وأضاف إنني أرى بان الإعلام الشيعي حقق نجاحات ضئيلة على مستوى الكم والفحوى في مجال بث رسالة أهل البيت عليهم السلام والسبب يعود إلى قلة وسائل الإعلام تلك وبالتحديد في مجال اللغات الحية الأخرى وبسبب الأفكار السطحية.
كما قدم الشيخ حسن الصفار اقتراحاته لتحسين أوضاع الشيعة في العالم وقال ان الشيعة هم جزء من العالم وتتأثر بالجوانب السلبية والايجابية وإنهم جزءا من الوطن الذي يعيشون فيه ولا يمكن النظر إلى الشيعة كـ عالم مستقل ومؤسسة مستقلة فلابد وبغية تحسين أوضاع الشيعة ان تبتعد عن الانزواء والاستقلال عن مجتمعها والبيئة المحيطة بها.
وأضاف هناك قضايا ضرورية بغية تحسين تعامل الشيعة مع التطورات اليومية أولها بناء واقع أفضل كي يكون نموذجا بارزا من الانتماء إلى مذهبهم وثقافتهم. فإذا كانت الحكومة بيدهم عليهم تقديم تجارب ناجحة من التنمية والتطور العلمي والصناعي وعلى المستوى العالمي لابد ان يقدموا علاقات جيدة إذا كونوا حزبا او حركة فلابد إثبات شعاراتهم الصحيحة ومنافسة الأحزاب والتيارات الأخرى عبر النشاط وتقديم العمل الوطني.
وأضاف الصفار ان الأوضاع نفسها تصدق على مستوى الحوزات العلمية والمؤسسات الفكرية ومؤسسات المجتمع المدني والأجواء الاجتماعي وعليهم ان يتنافسوا معا لكي يكونوا نموذجا ساميا و متعاليا.
وفي نفس الإطار أضاف كما ينبغي على الشيعة وبغية تحسين أوضاعهم العمل على تنمية المؤسسات الدينية لديهم وبناء إطارات جديدة للمرجعية وتحديث أساليب التدريس في الحوزات العلمية وتحديث خطاب المنابر الحسينية وفي نهاية المطاف تبني مشاريع تقدمية على مستوى العالم الإسلامي والقضايا التي تهم المجتمعات الإنسانية.
وتحدث الشيخ الصفار عن الخطاب الشيعي المعاصر بأنه هناك جزء من الخطاب الشيعي وبسبب التأكيد على القيم الإسلامية السامية كالحرية والعدالة والاستقلال من هيمنة الأجانب يثير الفخر والاعتزاز لأنه يبين الوجه الناصع لسيرة أهل البيت والمفاهيم الإسلامية الأصيلة وفضلا عن هذا انه يتحدث عن هموم الأمة الإسلامية وضرورة الوحدة والتقارب بين المذاهب الإسلامية المختلفة.
وأضاف أما هناك جزء يثير الأسف والحزن ويقدم صورة سيئة عن مذهب أهل البيت لأنه يتحدث بلغة تحريضية مع الآخرين ويؤكد على أمور هامشية وظاهرية ويضر بفحوى مدرسة أهل البيت عليهم السلام.
كما قد الشيخ حسن الصفار مقترحاته لتنمية علاقات الشيعة بإتباع الأديان الأخرى وقال في البداية علينا ان نهتم بمقارنة الأديان والعمل بما ورد في القرآن "لتعارفوا" وهو شكل من أشكال التعارف الثنائي وفي هذا المجال يبرز عمل الحوزة العلمية في قم نفسه بشكل ملفت في إنشاءها جامعة الأديان والمذاهب. أما الاقتراح الثاني فانه تقوية ثقافة التسامح والترحيب بالآخرين لتقديم صورة ناصعة عن رسالة الإسلام إلى المجتمعات الأخرى وأما الاقتراح الثالث فهو الجدية في التعامل مع الآخرين من أتباع الأديان الأخرى حيث ينفع البشرية جمعاء ويرقي بالقيم السامية الذي يؤمن كافة أتباع الديانات الأخرى بها.
وفي نهاية الحوار تحدث عن تجاهل حقوق الشيعة في بعض الدول بالقول إذا ركزت الدول بمفهوم المواطن فإنها لا تتجاهل حقوق كافة المواطنين من أتباع كافة الأديان والمذاهب والقوميات والطوائف فالمشكلة هي ان بعض الدول لا تعير اهتمام بمفهوم المواطن فتمارس الظلم بحق المواطنين منهم الشيعة.