ضمن حملة «إطعام وإسهام»
الشيخ الصفار: نأمل أن يكون المضيف عنوانا لاستيعاب الطاقات وخدمة المجتمع
قال الشيخ حسن الصفار أنه يأمل أن يتحول المضيف والموكب إلى عنوان لاستيعاب طاقات الشباب عبر برامج وأنشطة دائمة ينطلقون منها لخدمة مجتمعهم، رافضا أن يكون عملهم موسميا.
وأضاف: علينا أن نطرح برامج نستوعب من خلالها الشباب، ونواصل العلاقة معهم إلى ما بعد المناسبة، ليكونوا متصلين بقيم الدين، وبالرسالة التي ضحى من أجلها الإمام الحسين ، فلا ينبغي أن تنتهي صلتنا بهذه الطاقات الشابة المعطاءة بانتهاء المناسبة.
ورفض سماحته أن تقتصر هذه الأنشطة وخدمة الشعائر على الذكور فقط، وقال ينبغي «أن نبتكر برامج لفتياتنا حتى يشاركن في إحياء هذه المناسبات في أجواء من العفة والنزاهة والالتزام الأخلاقي».
جاء ذلك خلال كلمة بثتها اليوم (5 محرم1435ه الموافق 29/10/2014م) قناة «حديث القطيف» على اليوتيوب بمناسبة حملة «إطعام وإسهام» للعام الثاني. وقال الشيخ الصفار: مجتمعنا مجتمع شاب، ونسبة الشباب نسبة عالية، ويحتاجون إلى استيعاب واحتضان، ويمكن لهذه المضائف والمواكب أن تقوم بدور كبير في استيعاب طاقات أبناء المجتمع، وتوجيهها لما ينفعهم وينفع مجتمهم.
وأبان سماحته أن التركيز في إحياء المناسبات والشعائر الحسينية ينبغي أن يكون على نشر الوعي وتعزيز القيم في نفوس الناس، وتبني حاجات المحتاجين في المجتمع.
وتابع: في مثل هذه المناسبات وفي أجواء الشعائر الحسينية تكون النفوس مهيأة لتقبل الفكر والتوجيه والموعظة، فعلينا أن نهتم بتوفير الثقافة السليمة والوعي الذي يحتاجه المجتمع من خلال الكتاب أو الأفلام القصيرة، والمسرحيات الهادفة، وكل وسائل التأثير في أفكار الناس ونفوسهم.
وطالب بعدم إغفال الدور الاجتماعي لهذه الشعائر، وتوجيهها في خدمة المجتمع، وتسائل: كم لدينا من العوائل تعيش في بيوت غير صالحة للسكن وتحتاج إلى التأهيل والترميم والإصلاح.
وأضاف: لو أن كل مضيف حمل على عاتقه وتبنى فكرة ترميم مجموعة من بيوت العوائل الفقيرة، وأعلن عنه، وسعى خلال العام لذلك لكان العمل مباركا ومضاعفا وفيه صفة الديمومة.
وتحدث سماحته عن بذل الطعام للناس، فهو عنوان الكرم والسخاء الذي يشجع عليه الإسلام، وقد وردت نصوص كثيرة تحث على الإطعام، لكن بذل الطعام ينبغي أن يكون مستهدفا للفئات الأكثر حاجة للطعام والإطعام.
وتابع: ندعو هذه المضائف الكريمة التي هي عنوان من عناوين إحياء الشعائر الحسينية إلى الاهتمام بحاجات العوائل الفقيرة، والتعاون مع الجمعيات الخيرية لمعرفة المحتاجين ورصد أوضاعهم، والسعي لحل مشاكلهم.
واقترح أن يُشترى كميات من الطعام كمؤونة للعوائل المحتاجة كما تحدث في شهر رمضان المبارك حيث تقوم بعض الجهات بتوفير المؤونة للمحتاجين وتقوم بتوصيلها إليهم، وبدل أن يقدم الطعام المتهيئ فقط يقدم لهم مؤونة من الطعام تكفيهم لعام كامل.
وعن موارد الخدمة لأهل البيت قال سماحته: إن أبرزها هو إحياء ذكرهم، لأن ذكرهم هو معلم ومنار في طريق البشرية، وتعزيز القيم التي عاشوا من أجلها والرسالة التي خدموها ونذروا حياتهم من أجل تثبيتها، والتأسي والاقتداء بهم في خدمة الناس والاهتمام بآلام الفقراء والمحتاجين.
وأوضح أن من الواجب علينا أن يبقى ذكر أهل البيت خالدا في الحياة، ويجب أن نورثه للأجيال المقبلة، فكل عمل له دور في إحياء ذكر أهل البيت وتخليدهم له أجر وثواب عظيم عند الله.
وتابع: أهل البيت مشروع رسالي قيمي، وخدمتهم هي خدمة مشروعهم القيمي، وفي كلامهم وسيرتهم اهتمام بعباد الله الفقراء، والمستضعفين، والمحتاجين.
يشار إلى أن حملة «إطعام وإسهام» بإشراف «لجنة المحبة بالقطيف» تنطلق للعام الثاني على التوالي وهي تدعو المضايف الحسينية المنتشرة في المنطقة بأن يضيفوا إلى خدمة الإطعام إسهامات أخرى. وتدعو اللجنة الجمهور بالمشاركة في الحملة على هاشتاق #إطعام_وإسهام.