الأحساء: الشيخ الصفار: كفاءة المعلم وإخلاصه يسدّ النقص والخلل في منظومة التعليم
وصف الشيخ حسن الصفار دور المعلم بأنه أساس ومحوري في العملية التعليمية ويمكن أن يسدّ النقص ويجبر الخلل الذي قد يكتنف سائر جوانب التعليم.
وقال: إن المعلم المخلص لدينه ومجتمعه ينظر إلى عمله في التعليم كرسالة ومهمة مقدّسة وليس مجرد مهنة لتحصيل راتب للمعيشة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الشيخ الصفار ضمن برنامج «معلمي قدوتي» في مجلس الأستاذ حسن العبدالله «أبو هيثم» بقرية «الحوطة» في الأحساء مساء يوم الجمعة ليلة السبت 13 صفر 1436ه الموافق 6 ديسمبر 2014م.
وطالب الشيخ الصفار المعلمين بالاجتهاد في الارتقاء بالمستوى التعليمي لطلابهم، محذراً من مؤشرات الانخفاض والتدهور الذي تشكو منه كثير من أوساط الطلاب في مختلف المراحل.
وقال: إن على المعلم أن يكون ملمّاً بالمادة العلمية التي يقدمها لطلابه وأن يصرف جهداً في التحضير وفي أسلوب الأداء والعرض ليتأكد من استيعاب الطلاب للدرس.
مضيفاً: أن على المعلم أن يوسع أفق اطلاعه على المادّة التي يدّرسها بمواكبة الأبحاث والنظريات حولها، وأن لا يكتفي بحدود المنهج التعليمي في تحضيره للدروس.
من جهة أخرى أكدّ الشيخ الصفار على الدور التربوي والتوجيهي للمعلم، الذي عليه أن يدرك مدى التحديات التي يواجهها أبناء هذا الجيل، على صعيد الالتزام الأخلاقي والقيمي، وتشكيل الوعي الاجتماعي.
واعتبر الصفار أن المعلم الواعي هو الذي يجتهد في تأهيل الطلاب ليكونوا أعضاء فاعلين وصالحين في مجتمعهم، و على مساعدتهم للنجاح في حياتهم. فهو بهذا الدور يقوم بعمل عبادي يقربه إلى الله تعالى و يؤهله لنيل مرضاته، ويقدم في نفس الوقت أجل و أعظم خدمة لمجتمعه ووطنه.
وبين في قبال ذلك الثمرة التي سيجنيها هذا الجيل فيما لو قام المعلم بدوره الحقيقي تجاههم، فمنهجية تعاطيه معهم ستؤثر إلى حد كبير في تشكيل شخصياتهم، وصنع مستوياتهم الدراسية.
وأمام تحدي الالتزام القيمي و الأخلاقي اعتبر سماحته أن الشعور بالمسؤولية الدينية و الاجتماعية يجب أن تدفع المعلم لاستنفار كل طاقاته وقدراته، واستغلال موقعيته للإسهام في تربية هذا الجيل، الذي تحدق به الأخطار من كل جانب.
مشيراً إلى أنّ المعلم يحظى بموقعيه تتيح له ممارسة هذا الدور، وأداء هذا الواجب العظيم، فهو بشخصيته وسلوكه يجب أن يكون نموذجاً و قدوة طيبة لأبنائه الطلاب. لأنه بذلك يغرس في نفوسهم هذه المواصفات، و يدفعهم إلى تقمصها و الاستفادة منها.
مشيداً سماحته بالدور الكبير الذي يمارسه بعض المدرسين على هذا الصعيد من خلال تخريج مجموعة من الطلاب يشهد لهم بالعطاء و التفوق.
من جانب آخر ركز الشيخ الصفار على أهمية تشكيل الوعي الاجتماعي و مساعدة الطلاب و الأبناء على التكيّف مع التغيرات والتحديات التي تواجههم و فهم العقلية التي يفكرون بها.
ونوه إلى ضرورة تشجيع الطلاب و دفعهم نحو الأجواء النافعة و البرامج المفيدة، و ابتكار السبل و الطرق و المنابع التي تساعد على اقناعهم وتوجيههم الاتجاه النافع لينخرطوا في تنمية المجتمع والوطن.
الجدير بالذكر أن البرنامج شارك فيه الشاعر المبدع الشاب حيدر العبدالله بقصيدة رائعة بعنوان : نزهة بين جنبيك.
وافتتح البرنامج بتلاوة عاطرة من الذكر الحكيم للمقرئ الأستاذ عباس الشقاقيق.