الشيخ الصفار يدعو لتعزيز حسن الظن بالآخرين وتفعيل انعكاسات التراحم الاجتماعي
دعا الشيخ حسن الصفار لتعزيز قيمة حسن الظن بالآخرين التي تعد انعكاسًا مهمًا للتراحم الاجتماعي وتفسير مواقفهم وأعمالهم بالتفسير الإيجابي بعيدًا عن النظرات السوداء وسوء الظن الذي يعد مؤشرًا لسوء النفس.
وجاء حديثه للحشد الكبير في جامع الرسول الأعظم بصفوى في ليلة الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف، وميلاد الإمام جعفر الصادق مساء الخميس ليلة الجمعة .
وأكد الشيخ الصفار خلال الحفل الذي شارك فيه كل من المنشد حسين الحمادي، والشاعر سعيد آل رهين، على ضرورة الابتعاد عن سوء الظن الذي يعد حالة سيئة تفسد النفوس والقلوب والعلاقات بين الناس كي تسود في المجتمع صفة الرحمة والتراحم.
وشدد على أهمية الابتعاد عن إدعاء تزكية النفس والصدق والعمل الصالح وفي المقابل اتهام المختلفين في الرأي بالأنانية، وحب الظهور، والترائي ونعتهم بمختلف الصفات لمجرد الاختلاف في الموقف أو الفكرة والقناعة ووجهات النظر.
ونوه الشيخ الصفار للانعكاس الثاني للتراحم الاجتماعي والمتمثل في «لين الكلام» داعيًا لأن يكون اللسان عذبًا بعيدًا عن الفحش والكلام السيء والمزعج للآخرين، واختيار أفضل وأحسن العبارات والكلمات.
وحث على «التعامل برفق مع الآخرين دون أذى» والذي يعد انعكاسًا ثالثًا للتراحم بين الناس مشيرًا للحضور بإتباع أسلوب الرحمة وعدم الاستهانة في التعامل مع الآخرين.
وقال «كلما كنت أقوى كنت محاسبًا أكثر في التعامل مع الضعيف حيث ينبغي أن يتعامل الإنسان مع الآخرين بالعدل والإحسان».
وأوصى بالتخلق بأخلاق «الهداة» على نحو بذل الإحسان والخير للناس، وعدم الإساءة لأحد حتى في حالة التعرض للإساءة من قبل الآخرين إتباعًا للرسول الكريم وأهل بيته الذين كانوا النموذج الذي يجتذب القلوب بأخلاقهم وهديهم وإحسانهم مع المسيئين.
وركز على أهمية أن تسود في المجتمع أجواء التراحم والود والرفق بعيدًا عن الغلظة والقسوة والجفاف.
وتحدث الشيخ الصفار عن ما تمنحه حالة الصفاء والارتياح بين الناس من سعادة واطمئنان على نفوس وحياة أفراد المجتمع على عكس ما تنتجه حالة الجفاف والغلظة من توترٍ وتشنج في أعماق المجتمعات المعبئة بالقسوة.
وتطرق إلى أن المجتمع المتراحم يكون أكثر «إنتاجية وعطاء» بسبب تكاتف ومساعدة الناس لبعضهم البعض على خلاف ما ينتجه المجتمع الذي يعيش حالة القسوة والغلظة من محاربة الناس لبعضهم البعض، وعرقلة المسار، والمحاربة والأذى.
وأضاف بأن ذلك من أحد أسباب التخلف عن الإنتاج والعطاء والأعمار والتنمية.
وأوضح بأن المجتمع المتراحم يكون «أنموذجا» يستقطب الآخرين ويجلب احترامهم وتقديرهم بينما المجتمع الذي يعيش أبناءه التشنج والتوتر ينظرون له بدونية ولا يحترمونه بل يكون الانطباع حياله سيئا سلبيا.
واختتم الشيخ الصفار حديثه بالتأكيد الديني على الاهتمام بصفة الرحمة واقتباس الهدي النبوي والتخلق بأخلاقه وأن «نكون رحماء فيما بيننا».