خلال استقباله الأديبة الكويتية القزويني برفقة محررات ”جهينة الاخبارية“
الشيخ الصفار: المبالغة في القلق على الهوية من دوافع التطرف والتشدد
أكد الشيخ حسن الصفار على أن المبالغة بالشعور بالقلق بحالة الاستهداف للهوية في كثير من الأحيان هو الدافع لحالات التطرف والتشدد والولوج في حالة غير إيجابية.
ونوه خلال استقباله صباح السبت 18 ربيع الثاني1436هـ الموافق 7 فبراير2015م الأديبة الكويتية خولة القزويني برفقة عدد من محررات «جهينة الاخبارية» إلى وجود العديد من الوسائل الإيجابية للدفاع عن الهوية.
وأبدى أسفه ممن ينحو نحو الوسائل والمظاهر السلبية على سبيل الإعلان الصارخ عن الهوية الدينية بشكل مبتذل.
وشدد الشيخ الصفار على ضرورة أن يكون ذلك في الحد المعقول دون أن يشكل استفزازًا للآخر لاسيما في ظل الحالة السائدة من التوتر والتشنج المذهبي.
وأشار إلى أهمية مراعاة القوانين والأنظمة والظروف والمحيط دون الانخراط في حالةٍ من الحماس والاندفاع الذي قد يتحسس منها الآخر.
وقال بأن (التعبئة الطائفية تربي جيلاً من الأبناء على التشدد والتطرف الفائض بالتحدي والحماس بحيث لا يمكن السيطرة عليه).
ودعا الشيخ الصفار لضرورة التبشير بثقافة التسامح والجرأة في الطرح في هذا الجانب والسعي لمسيرة التواصل والانفتاح والتلاقي الذي يؤتي ثماره وأكله بشكلٍ وبآخر كي تخف حالة الاحتقان مع تكرار فرص التواصل والتعاون.
وتكلم عن أهمية أن يتحمل كل المصلحين الواعيين واجبهم اتجاه تشكيك البعض في جدوى الانفتاح والتواصل في ظل عدم المقدرة على منع كل المظاهر السلبية ولكن السعي نحو تخفيفها وتنفيس الاحتقان.
وذكر بالحاجة للإيمان بأن جوهر الدين هو الاستقامة في الحياة والإدارة الصالحة لحياة الإنسان بعيدًا عن الغلو الديني والمذهبي الذي بدا لصيقًا بالكثير من الممارسات والخطابات.
وعرج لضرورة الاهتمام بتنمية المجتمعات من الناحية السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية الذي يعد بالدرجة الأولى واجب الحكومات فضلًا عن الدور الكبير للشعوب.
وأكدّ على تشجيع الآباء لفتح الآفاق أمام الأبناء للعمل الاجتماعي والاقتصادي لاسيما وأن كثيرًا منهم حينما ينخرط في مشروع عمل وينشغل به يصبح تحصينًا له عن الانجراف للتوجهات المختلفة.
وأوضح الشيخ الصفار أن الاجتهاد أكثر في التنمية الاجتماعية يسهم في استيعاب الأبناء وملئ فراغاتهم واستهلاك فائض القوة والطاقة لديهم.
وأرجع سبب وقوع الفئة الشابة فريسة للتوجهات والتيارات المختلفة والمتطرفة للفائض من الوقت وانسداد الأفق الذي لا يتيح لهم مجالات لتصريف تلك القوة واستثمارها في النطاق السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي والاجتماعي.
وقال لا بُدَّ من نشر الوعي وثقافة التسامح وقبول الآخر.
وأبدى خشيته من تكوين جيل من المتطرفين المهيئين للممارسات العنفية مستقبلا في حال تم غض الطرف والسكوت عن التعبئة المسببة لثقافة متطرفة ومتشددة ومبالغ فيها.
وعبَّر عن أمله بأن تتعافى المناطق العربية والإسلامية مما تعانيه من حالة الفوضى والاضطرابات والإرهاب الذي قد يكون مرشحًا للتمدد والتوسع.
ونوه الشيخ الصفار إلى ضرورة أن لا ينام العاقل على (حرير الأمل) وأن يأخذ أسوأ الافتراضات بعين الاعتبار فقد تتوسع وقد تصل لمناطق جديدة لاسيما فيما يخص تيارات وتوجهات العنف والتطرف.
وشدد على أهمية عدم الاقتصار على الدعاء والانتظار السلبي والأمل والتمنيات وإنما السعي والعمل نحو تحصين المجتمعات لمنع امتداد مثل هذه الاضطرابات والمشاكل للمناطق أو للحد منها وإزالة بعض مسبباتها وعناصرها.
وأشار إلى ضرورة الجهد والسعي على هذا الصعيد واشتراك الجهود الرسمية والأهلية من مختلف الجهات والأطراف.