شخصيات دينية واجتماعية تدعو لنبذ الأفكار والثقافات التي تعزز الاختلاف والعنصرية
دعت شخصيات دينية واجتماعية إلى ضرورة التعايش المجتمعي الذي يصب ضمن أطر اسلامية تربوية منبثقة من قيم ومبادئ النبي والأئمة الأطهار، والذي يقوم على الألفة والمحبة بين أفراد المجتمع، ونبذ عن الأفكار والثقافات التي تعزز الاختلاف والعنصرية.
جاء ذلك خلال أحياء مسجد الرسالة بمحافظة القطيف ذكرى مولد النبي الأكرم محمد ﷺ مساء يوم الخميس، وتحت عنوان ”رسول الله يوحدنا“.
مولد النبي في مسجد الرسالةوتعددت خلال الامسية الفقرات الثقافية والدينية بمشاركة نخبة من رجال الدين والكتاب والمنشدين، قدمها هاني الدار استهلت بآيات من الذكر الحكيم للقارئ الدولي بدر الحجي.
وأكد الكاتب بدر الشبيب على ضرورة الاعتصام بهدي الله وكتابه وما بث فيهما من منهج وحدة الأمة.
وقال أن الدين جاء لرفع الاختلاف، حيث كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين ومن هنا كان تركيز الخطاب القرآني الذي بلغه المصطفى محمد ﷺ شديدا على الدعوة للاجتماع ونبذ الفرقة.
واضاف: ”نعم رسول الله يوحدنا ولكن بشرطها وشروطها ولعل من أهم الشروط الأرضية الصالحة للوحدة بنشر ثقافة الوحدة القرآنية والنبوية ونبذ الفرقة والكراهية“.
وحث الشيخ حسين المصطفى على مبدأ التسامح والتعايش بين أطياف الأمة الواحدة التي جاء بها النبي محمد ﷺ منذ قدومه مهاجرا إلى المدينة المنورة، ووضعه بنود أساسية في الوثيقة النبوية والتي ركزت على الأمن الاجتماعي والتعايش السلمي بين الجميع وضمان حرية الاعتقاد والتعبد لكافة الطوائف.
مولد النبي في مسجد الرسالةوقال ان ”هذا إعلان صريح للوحدة الوطنية بين أفراد وطوائف المجتمع، مع التركيز على ترسيخ مبدأ المسؤولية الفردية“.
وتضمن الحفل تقديم قصائد شعرية ولائية منها ألقاء الشاعر ياسر آل غريب قصيدة ”رسالة مسك“، وأنشدت فرقة سيد الشهداء أوبريت بعنوان ”طفل عليين“.
وشدد الشيخ حسن الصفار على أهمية إشاعة روح الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع، متأسفًا على الحالة التي وصل لها المجتمع من حالة التنافر والتباعد.
وذكر عددًا من الأسباب أولها السبب النفسي وتضخم الغرائز الإنسانية وعلى رأسها غريزة حب الذات، وسيطرة الثقافات والعنصرية وتسربها بحيث يشعر الفرد أنه أفضل من غيره، بالإضافة إلى الخلل في العلاقات الاجتماعية التي تسبب العداء والكراهية بين الأفراد.
وأكد على دور الرسالات الإلهية التي تعيد الإنسان إلى حالته السوية وتعالج هذه الأسباب السالفة الذكر، وفق التشريعات والقيم الدينية، وتدعو للعلاقات السليمة التي تعظم الحقوق بين الإنسان وأبناء مجتمعه.
وأستشهد بالدور الرسالي الذي بذله النبي ﷺ واستطاعته في إنهاء حالة النزاع وإشاعة الألفة والمحبة بين قلوب الناس.
وتأسف على الممارسات التي تدعو إلى التنافر بين التجمعات الدينية، واتخاذها الدين كغطاء لتعطي نفسها مبررات دينية من خلال الفهم الخطأ للدين، وإجازة التعامل مع المؤمنين بالهجران والحقد والكراهية بسبب تضارب المصالح، وأصبح التلاقي شكلياً.
وطالب الشيخ الصفار: ونحن نحتفل بميلاد الرسول ﷺ علينا أن نضع مبادئه وتعاليمه نصب أعيننا، وأن ندخل السرور والفرح عليه وعلى أهل بيته بتطبيق هذه المبادئ والتعاليم.
وصاحب الحفل فعاليات معرض الكتاب حيث شاركت المكتبة القطيفية للباحث عباس الشبركة بمعرض للكتاب القطيفي، بعرض مؤلفات عن السيرة النبوية لكتاب قطيفين، وكذلك جماعة الخط العربي بمعرض للمخطوطات الإسلامية.