في ذكرى ميلاد السيدة الزهراء (ع)
الشيخ الصفار: الايمان الحقيقي يتجسد في علاقتك بالناس
- وقال: كانت الزهراء ترى القرب إلى الله بمساعدة الناس
- مؤكدا أن السيدة الزهراء لم تنفصل عن مجتمعها وقضاياه
قال الشيخ حسن الصفار أن السيدة الزهراء كانت تجسد الإيمان الحقيقي، وكانت ترى أن القرب من الله يكون بمساعدة الناس، والاهتمام بهم. مؤكدا أن العبادة التي لا تنتج حبا لخلق الله عبادة فارغة.
جاء ذلك في كلمة القاء ضمن احتفال اقيم بمناسبة ذكرى ميلاد السيد الزهراء في مسجد الإمام الجواد بسهات مساء السبت ليلة الاحد 19 جمادى الآخرة 1438هـ الموافق 18 مارس 2017م.
واستعرض سماحته بعض الدروس المستفادة من حياة فاطمة الزهراء، ومن أبرزها خدمة المؤمنين، والسعي لقضاء حوائجهم، والتعامل معهم على أنهم "عيال الله وأن أحبهم إلى الله أنفعهم إلى عياله"، وأن الله يُسر ويفرح بمن يهتم بعياله.
وأشار سماحته الى ان التقرب إلى الله ليس حكرا على العبادات من صلاة وصوم بل أن مساعدة الناس ومعاملتهم بالحسنى من أفضل العبادات.
وتابع: الدين المعاملة، والعبادة التي لا تدفع لحب الناس ومساعدتهم عبادة ناقصة.
واستنكر سماحته شعور البعض بالتميز لتفوقهم على أقرانهم وأبناء محيطهم، فيستحضرون هذا التميز، ويعاملون الناس بتعالٍ وفوقية.
وأضاف: من يعيش حالة التعالي لتميزه لا يعود يشعر بالعلاقة الإنسانية، فلا يصرف وقته وجهده لهم.
وطالب الشيخ الصفار إعادة النظر في مقولة "الانشغال بالحق عن الخلق" واستبداله بـ "الانشغال بالخلق من أجل الحق".
وأبان سماحته أن أهل البيت لم يتعالوا على أحد رغم علمهم وعظمتهم وسمو مكانتهم، مؤكدا أن الزهراء كانت تدعوا "للجار قبل الدار".
وعن عظمة الاهتمام بعيال الله استشهد سماحته بقول الله – كما في الحديث - (يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي . قَالَ : يَا رَبِّ ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ ؟ فَيَقُولُ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ ، وَلَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ ؟...).
وأوضح الشيخ الصفار أن أهل البيت (ع ) ما كانوا يرون القرب من الله بالعبادات الخاصة وان كانوا قمة في ذلك، لكنهم اتخذوا من مساعدة الناس طريقا للتقرب الى الله .
واستشهد على انسانية السيدة الزهراء بتعاملها مع خادمتها، ذاكرا ما رواه سلمان الفارسي أنه قال: كانت فاطمة جالسة قدامها رحى تطحن بها الشعير، وعلى عمود الرحى دم سائل والحسين في ناحية الدار يتضور من الجوع، فقلت: يا بنت رسول الله، دبرت كفاك وهذه فضة، فقالت: أوصاني رسول الله أن تكون الخدمة لها يومًا، فكان أمس يوم خدمتها.
هذا وقد بدأ الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الحاج جعفر البوري، وختم بالمولد والاراجيز مع الملا الأستاذ حسين الربعان.