في خامس محاضراته العاشورائية
الشيخ الصفار ينتقد بشدة "احتكار الجنة" عند بعض الفرق الدينية
- ويقول ان محتكري الجنة يتمنون صراحة الهلاك لجميع من خالفهم.
- ويوضح ان حديث الفرقة الناجية هو مورد انتقادات علمية واسعة متنا وسندا.
- ويقول بأن الأصل هو ان يشمل الله تعالى أغلب البشر بالرحمة لا العذاب.
انتقد سماحة الشيخ حسن الصفار بشدة نزعة بعض الفرق والاتجاهات الدينية حيال احتكار الجنة لهم وحدهم دون سائر البشر، محذرا من مفاعيل سلبية لهذه النزعة "الخيالية والمتعالية".
وقال الشيخ الصفار في خامس محاضراته العاشورائية مساء الإثنين ليلة الثلاثاء 05 محرم 1439 هـ الموافق 26 سبتمبر 2017م أن من مفاعيل دعوى احتكار الجنة عند البعض هو الشعور بالتعالي واحتقار الآخرين بزعمهم أنهم من أهل الجنة والآخرون أهل النار.
وأضاف بأن من سلبيات هذه النظرة أنها تجعل الإنسان يتشبث بالمسميات على حساب المضمون فتجده يضمن لنفسه النجاة في الآخرة لا عن استحقاق وعمل وإنما لمجرد انتماءه لهذه الطائفة أو تلك الفرقة.
وتابع ان أسوأ ما ينتاب محتكري الجنة أنهم يتمنون صراحة الهلاك لجميع من خالفهم من أتباع الطوائف والأديان الأخرى وقد لا يتردد الواحد منهم في ارتكاب الفضائع بزعم التعجيل بأولئك الناس إلى النار.
وشدد القول بأن سماحة الإسلام تأبى لأبناء الأمة أن تتملكهم حالة الإحتقار لغيرهم من البشر فضلا عن الإحتقار المتبادل بين بعضهم فرقا ومذاهب تحت مزاعم احتكار كل منهم الجنة لنفسه.
ودعا سماحته إلى تصحيح الأفكار والآراء لتكون على هدي ما جاء عن النبي وأهل البيت حيال الالتزام الجاد بالعمل لضمان سعادة الآخرة والنأي عن الأماني والتشبث بالمسميات.
وأضاف بأن جوهر الدين أبعد بكثير من مجرد التشبث بالمسميات والشكليات لضمان دخول الجنة لجهة الالتزمات العديدة الواجب الوفاء بها لنيل هذا الإستحقاق.
ووسط حضور حاشد اكتضت بهم قاعتا مجلس الحاج سعيد المقابي بالقطيف استعرض سماحته العديد من الآراء النقدية لحديث الفرقة الناجية.
وقال ان كل فرقة اسلامية لاتزال تتشبث بحديث الفرقة الناجية الوارد عن النبي باعتبارها هي الفرقة الناجية دون سواها مع كل ما يشوب هذا الحديث من ملاحظات متنا وسندا.
وأضاف بأن هذا الحديث ينبغي أن لا يتسبب في خلق نظرة قاتمة عند المسلمين تجاه بعضهم بعضا.
- آفاق الرحمة الإلهية
وفي نظرة أرحب لآفاق الرحمة الإلهية قال الشيخ الصفار ان صفتا الرحمن والرحيم إنما جاءتا في مستهل سُوَر القرآن الكريم لتكريس الرحمة الالهية التي يحيط بها سبحانه أغلب البشر في الآخرة.
وأوضح بأن جميع الدلائل تشير الى أن الأصل عنده تعالى هو ان يشمل الناس بالرحمة لا العذاب.
وأضاف بأن مقتضى العدالة الإلهية ان لا يعذب سبحانه إنسانا عاميّا كان أو عالما لم تبلغه الرسالة بصورة مقنعة لقاعدة قبح العقاب بلا بيان.
وتابع بأن أغلب البشر ربما لا يستحقون العذاب في الآخرة وبذلك صرح عدد من الفقهاء. مشيرا الى ان الكافرين ليسوا جميعا مستحقين للعذاب في الآخرة فقد يشملهم وصف المستضعفين وفقا لصريح القرآن الكريم.
وقال سماحته أن الفرقة الواحدة المستحقة للعذاب الأخروي هي فرقة الجحود والعناد للحق وما عدا ذلك فسائر البشر هم مورد رحمة الله تعالى ودخول الجنة.