الليلة السادس من محرم
الشيخ الصفار يدعو إلى انفتاح أكبر على الآراء الدينية غير السائدة
وينتقد رفض الشباب بعض الآراء الدينية استنادًا إلى وجهة نظر واحدة.
ويقول إن 95% من المسائل الدينية مختلف فيها وتحتمل أكثر من رأي.
وينتقد رجال الدين الذين يمنعون من الاطلاع على وجهات النظر الاخرى.
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى الانفتاح على نحو أكبر على مصادر الثقافة العامة، والدينية الغنية بالآراء العقدية والفقهية المتعددة، والنأي عن الركون إلى الآراء الأحادية السائدة.
وقال مخاطبا الشباب في محاضرته العاشورائية مساء السبت السادس من محرم 1440هـ الموافق 15 سبتمبر 2018م "إن ما تسمعونه من بعض الخطباء، قد لا يكون بالضرورة هو الرأي الأفضل والأنضج، وإنما هو المتوافق مع السائد والمألوف".
وأمام حشد من المستمعين في مجلس المقابي بمدينة القطيف وجه سماحته نقدا لاذعا للشباب الذي يعربون عن رفضهم بعض الآراء الدينية استنادا الى رأي شائع أو وجهة نظر واحدة.
واستطرد بالقول "هؤلاء الشباب قد لا يعلمون أن الرأي الذي ينتقدونه هو مجرد وجهة نظر واحدة في الدين، ولو اطلعوا لوجدوا وجهات نظر أخرى مغايرة يقبلونها".
وفي هذا السبيل تناول الشيخ الصفار مسألة الردة عن الدين وأحكام قتل المرتد، قائلابأن هناك اراء فقيهة لا تذهب إلى هذا الرأي بل تناقشه وتخالفه.
وأوضح بأن المسائل القطعية في الدين ربما لا تتعدى الخمسة في المئة وفقا للشهيد الصدر والشيخ الفياض المرجع الديني المعروف، ما يعني ان 95% من المسائل الدينية مختلف فيها وتحتمل جملة من الآراء المتباينة.
ورأى سماحته في مجال الثقافة الدينية ان معظم الناس يكتفون بما يسمعونه من المنابر ولا يتجهون للتفكير والمطالعة والبحث، ولذلك يكونون عرضة للشك والشبهات.
واستطرد ضمن سياق النقد الذاتي بالقول ان قلة رجال الدين وطلبة العلوم الدينية يحظون بحصيلة ثقافية خارج المنهاج الدرسي الموجود في الحوزات الدينية من النحو والفقه والمنطق والأصول.
ومضى يقول إن قلة من رجال الدين هي المهتمة بالمطالعة العامة "ولذلك يقل في حوزاتنا أمثال الصدر ومطهري والطبطبائي والشيرازي وامثالهم قياسا على آلالاف في الحوزات".
وانتقد في السياق بعض رجال الدين الذين يمنعون الناس من الاطلاع على وجهات النظر الاخرى في الفكر والفقه "وهذا حجر وضيق افق. فلا انكار في مسائل الخلاف".
كما أعرب عن امتعاضه من بلوغ مستوى الحجر على عقول الناس حد المنع من اطلاعهم على وجهات النظر المغايرة حتى في القضايا التاريخية فضلا عن الدينية".
وتسائل سماحته "ما الذي يضير اذا اطلع الشباب على آراء اخرى وإن كانت شاذة أو غير شائعة اذا كانت تجيب على تساولاتهم وسببا لحفظ دينهم".
حركة الثقافة في المجتمع
وضمن سياق المحاضرة التي جاءت بعنوان "المجتمع والابداع الثقافي" دعا الشيخ الصفار إلى دعم الحركة الثقافية بأبعادها المختلفة من المكتبة والمسرح والفنون والسينما والشعر والأدب والمتحف.
وأضاف القول ان المجتمع الأهلي ينبغي ان يتبنى ويدعم حركة الثقافة في ابعادها المختلفة. معربا عن الأسف من ضئالة الدعم للمناشط الثقافية.
إلى ذلك أشاد سماحته بالمبادرات الثقافية القائمة في المنطقة من تأسيس دار نشر نشطة واقامة معارض الكتاب والمنتديات الثقافية والمناشط الفكرية والفنية. داعيا إلى دعم أكبر لحركة التأليف والنشر.
وقال كلما تقدمت الثقافة اسهمت بفاعلية اكبر في تنمية المجتمع، وفي المقابل كلما تراجعت انخفضت فاعليتها في تنمية المجتمع.