في ندوة مفتوحة الشخص يرفض ”التقديس“ والفزيع يحذر من التطرف
عقد منتدى الثلاثاء مساء أمس مناقشة مفتوحة لكتاب الشيخ حسن الصفار "العقلانية والتسامح بمشاركة الكاتب خليل الفزيع والدكتور السيد عدنان الشخص وتقديم الاستاذ محمد الشافعي.
وقال الكاتب الفزيع ”سماحة الشيخ حسن الصفار، نذر نفسه لإشاعة التسامح، فاستقبل في مجلسه العامر شخصيات عرفت بتفانيها في الدفاع عن التعايش المذهبي، وركز في محاضراته ومؤلفاته على مبدأ التسامح، باعتباره ركيزة إنسانية تضمن العدل والمساواة بين أطياف المجتمع الواحد“.
وأكد الفزيع الدور الهام الذي يلعبه العامل الاقتصادي في نمو التطرف في المجتمعات مشدداً على أن التطرف يولد تطرفا اخر.
ورأى أن التطرف الديني أخطر ما يهدد أمن الشعوب واستقرارها، ويعرقل مساراتها التنموية، ويشوه منجزاتها الحضارية
وانتقد الدكتور عدنان الشخص حالة التقديس او ما عبر عنها بحالة ”الانغلاق العقلي“ التي يعيشها بعض أبناء المذهب الشيعي لدرجة تجميد العقل.
وقال الشخص بعد أن كان المقدس هو الله والقرآن والسنة النبوية بتنا اليوم أما مقدسات كثيرة بما في ذلك أقوال لعلماء دين ماضين لا يراد المساس بها.
ودعا الشخص الخطباء إلى الانفتاح على الآخرين والمبادرة بدعوة حاملي الأفكار المغايرة لهم الى مجالسهم لإيصال رسالة بتقبل الآخر.
وأكد في الأمسية التي شهدت حضورا لافتا من رجال الدين والمثقفين أن الإنغلاق يؤدي الى شيوع حالة التطرف. منتقدا الفكرة الشائعة حول التخوف من الانفتاح خشية انحسار الهوية.
وقال أن الإدعاء بأن التسامح يقود إلى ضياع الهوية «ليس دقيقا».
من جهته انتقد الشيخ حسن الصفار الأفكار التي تطرح بأن قضية الإمام الحسين دافع للصدام والتمرد دائما، قائلا بأن قضية كربلاء كانت استثنائية في مسيرة أئمة أهل البييت.
وشدد الشيخ على الحاجة الماسة لتواصل المثقفين مع الدعاة الدينين من الخطباء والعلماء، مؤكداً بأن علاقة رجل الدين مع ذووي الرأي تعود عليه بالفائدة وترفده بالعلم.
وأضاف بأن الدين لا يطلب من حملته الإبتعاد عن الآخرين، مطالبا باتخاذ الأنبياء أسوة في مجالستهم للعامة.
ودعا الخطباء للانفتاح على الناس بمختلف التوجهات والأديان والاستفادة من هذا التواصل، منوها الى تجربته الشخصية في الاستفادة من التواصل مع ذووي الرأي.
ورأى أن تاثير المثقف على عالم الدين هو السبيل إلى التأثير في المجتمع، مطالبا بتجاوز العلاقة التنافرية بين الطرفين واصدار الأحكام الجزافية.
وشهدت الندوة مداخلات ثرية لعدد من الكتاب والمثقفين.
وجرى في الاثناء استعراض وتعريف بمبادرة 100مليونيرة بمشاركة الاستاذة فوز الضامن وسيدة الاعمال علوية الحمزة إلى جانب معرض تشكيلي للفنانة منى النزهة.