الشيخ الصفار: البشرية أمام منعطف تاريخي كبير نتيجة (كورونا)
ويقول إن البشرية ستنتصر على جائحة كورونا قريبا.
ويحثّ على الدعاء لعلماء الطب لجهودهم في إنقاذ البشرية.
ويعتبر الجوائح تذكيرا للبشر بأنهم في عالم لا سيطرة لهم عليه.
ويؤكد مقولة "ما بعد كورونا ليس كما قبلها".
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن للأوبئة التي تجتاح البشرية جوانب أخرى ينبغي النظر لها والمتمثل بعضها في كبح جماح الغرور عند البشر وتحفيزهم على البحث العلمي وإعادتهم النظر في التعامل مع الطبيعة.
وأضاف في محاضرته العاشورائية السابعة مساء الأربعاء 7 محرم 1442هـ الموافق 26 أغسطس 2020م إن البشرية ستنتصر على جائحة كوفيد -19 قريبا بعون الله ثم بفضل جهود العلماء والباحثين.
واستدرك في المحاضرة التي نقلتها قناة التسامح على "يوتيوب" بأن العالم الذي نعرفه قبل الجائحة لن يكون كما هو عليه بعدها وفقا للخبراء.
وأوضح بأن تاريخ مواجهة الأوبئة والأمراض يكشف بأن البشر يصابون غالبا بالحيرة أولا ويدفعون مئات آلاف الضحايا تاليا ثم سرعان ما تجري السيطرة على الوباء والقضاء عليه.
وتابع بأن هذا ما جرى مع سلسلة من الأوبئة القاتلة التي حصدت أرواح الملايين من البشر مثل الطاعون والجدري والكوليرا والملاريا وغيرها.
ومضي يقول بأن الانسان كما تغلب على الأوبئة السابقة فإنه سيتغلب بإذن الله على هذا الوباء الجديد قائلا بأن المعركة مع هذا الوباء لن تستغرق وقتا طويلا كما تفيد المؤشرات بخلاف الأوبئة السابقة.
وقال سماحته إن العلماء المشغولين في مختبراتهم العلمية في البحث عن لقاح يصد هذا الوباء يستحقون أن ندعو لهم بالتوفيق والنجاح لأنهم يسعون لإنقاذ البشرية "حتى لو كانوا يقبضون الثمن على أتعابهم".
دروس
وقال سماحة الشيخ الصفار إن للأوبئة جوانب أخرى تستحق النظر ويتمثل بعضها في كبح جماح الغرور عند البشر وتحفيزهم نحو البحث العلمي وإعادتهم النظر في التعامل مع الطبيعة.
وأوضح بأن الجوائح تنطوي على تذكير للبشر بأنهم في عالم لا سيطرة لهم عليه ولا تحكّم لهم به وإنما للكون والحياة بارئ مدبر مهيمن وهو الله سبحانه وتعالى.
وأضاف أن على الإنسان ألا يتملكه الغرور بسبب ما حقق من انـجازات وتوصل إليه من معارف فهي تبقى ضئيلة في مجمل اسرار الكون الذي قال العلماء أنهم يجهلون 96% من أسراره.
واستدرك بأن من دروس الجائحة أيضا أنها تحفز البشر على البحث العلمي والاكتشاف.
ومضى يقول بأن الأمراض الفتاكة حفّزت الإنسان للتعرف على نظام جسمه، وطريقة عمل أجهزته وأعضائه حتى وصل الطب في العصر الراهن إلى مستوى قراءة شيفرة الجينات الوراثية.
وفي ذات السياق رأى سماحته أن وقع الأوبئة والخسائر الفادحة تدفع البشرية نحو اكتشاف نقاط الضعف وتدارك الأخطاء في أنظمتها المعيشية والاجتماعية وفي تعاملها مع الطبيعة التي جرى تدميرها.
منعطف كبير
وقال الشيخ الصفار إن البشرية في وقتنا الراهن تقف أمام منعطف كبير كما يذهب إلى ذلك العلماء والباحثون " فما بعد كورونا ليس كما قبلها".
وأوضح بأن ثقافتنا الدينية تحث باستمرار على النظر إلى "النصف المملوء من الكأس" أي التحلي بالإيجابية حتى في النظر إلى الكوارث التي تمر بحياة البشر.