سماحة العلامة الشيخ حسن الصفار حفظه الله
سماحة الشيخ الصفار رجل دين يحمل الكثير من العلم، بدأ الخطابة وهو في الحادية عشر من عمره، له أبوين كريمين ترتبط بمحمد وأهل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام، فأفرغا عليه من ذلك الولاء وغذدياه حبا لمحمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين كان يعشق العلم والعلماء فرغب في التفرغ لطلب العلم، فأثر فيه سلوك العلماء ومنهجهم، ورغب في السير على خطاهم وأن يتربى بينهم، ودرس على يد أبرز الأساتذة الفضلاء الذين كان لهم الأثر على شخصيته العلمية، ولذلك كان هذا العالم الجليل يمتلك أخلاقا عظيمة وعالية وتواضع رفيع المستوى مع أطياف المجتمع في المنطقة ومجتمعه المحيط به وهو باحث إسلامي متعلم مثقف.
وهو نموذج في التعامل بالمنطقة، له بروز وتعامل مع كبار الشخصيات في الدولة، وهو معروف لدى الجميع بأخلاقه وتعامله وتواضعه ولطافة لسانه، وله أيادي بيضاء على مستوى المنطقة وخارجها، ولد في القطيف سنة 1377 هجرية الموافق 1958 ميلادي، بالمنطقة الشرقية، تعلم القرآن ضمن الكتاتيب الأهلية في المنطقة، هاجر إلى النجف الأشرف للدراسة في الحوزة العلمية سنة 1391 هجري الموافق 1971 ميلادي، وجلس في النجف الأشرف لتلقي العلم مايقارب سنتين، وبعدها انتقل إلى الحوزة العلمية في قم المقدسة بإيران سنة 1393 هجري الموافق 1973 ميلادي، ثم التحق بمدرسة الرسول الأعظم بالكويت لمدة ثلاث سنوات.
وواصل دراسته العلمية في طهران من سنة 1400 هجرية الموافق 1980 ميلادي إلى سنة 1408 الموافق 1988 ميلادي، قام بتدريس عدد من المواد العلمية والدينية لمجاميع من طلاب العلوم الشرعية ومن الشباب المثقفين علميا، كمادة النحو ضمن كتابي «قطر الندى» لابن هشام، وشرح إبن عقيل الألفية وإبن مالك، ومادة المنطق للشيخ المظفر، ومادة الفقه ضمن كتابي شرائع الإسلام للمحقق الحلي، وشرح اللمعة الدمشقية للشهيد الأول والثاني ومادة أصول الفقه للشيخ المظفر، والرسائل للشيخ الأنصاري، كما درس تفسير القرآن، وشرح نهج البلاغة، والأخلاق والبلاغة والخطابة.
بدأ ممارسة الخطابة عام 1388 هجري الموافق 1968 وعمره إحدى عشر سنة واستضافته مختلف المجمعات في دول المنطقة لإحياء المواسم والمناسبات الدينية كانت تبث بعض محاضراته عبر بعض الإذاعات والقنوات الفضائية في مقتبس هذا العمر كان يلقب بالشامي الصغير على صغر سنه وبلاغته في الخطابة، وكانت هذه القنوات الفضائية تبث من الكويت والعراق وإيران ولبنان، وكانت محاضراته تدور حول بناء الشخصية، وتنمية المجتمع، والإصلاح في وسط المجتمع وبث ثقافة الوحدة والتقارب والتعايش والتسامح ما بين المجتمعات الإسلامية، وحماية حقوق الإنسان، صدر له عدة مؤلفات من الكتب في مختلف مجالات المعارف الدينية والثقافية والاجتماعية، وترجم بعضها إلى لغات أخرى.
ومن مؤلفاته المطبوعة، التعددية والحرية الإسلامية، بحث حول حرية المعتقد وتعدد المذاهب، التسامح وثقافة الاختلاف في بناء المجتمع وتنمية العلاقات التنموية والتعايش، بحوث في الدين والثقافة الاجتماعية، ومنها المذهب والوطن، وكثير من المؤلفات، كما نشرت له عدد من المجلات العلمية والثقافية، ومجلة الحوار، ومجلة الاجتهاد، ومجلة الوعي ومجلات أخرى، كما نشرت له بعض الصحف اليومية مقالات أسبوعية منتظمة، منها جريدة اليوم السعودية، وجريدة الوطن الكويتية، وجريدة الدار الكويتية، وجريدة الأيام البحرينية، وجريدة الوطن القطرية، وكثير من الصحف والمجلات.
أسس وقاد سماحته حراكا اجتماعيا يهدف إلى تعزيز وتطوير القيم الدينية، وتحقق مفهوم الوطن والمساواة بين المواطنين، والتجاوز والتميز الطائفي، والإقصاء الثقافي والمذهبي باعتماد منهجية العمل السياسي والإعلام الثقافي.
وله دور ريادي في حركة التواصل والانفتاح مع مختلف الأطباق والتوجهات في الساحة الوطنية الإسلامية وقام بمبادرات لفتح قنوات الحوار بين السلفيين والشيعة في المملكة العربية السعودية، استضاف عدد من القنوات الفضائية.
أنشأ ورعى عدد من المؤسسات الثقافية الدينية والاجتماعية في مناطق مختلفة، تقديرا لكفاءة سماحته وتوثيقا لدوره الديني والاجتماعي، منحه كبار مراجع الدين وأعلام الأمة إجازات للرواية ووكالات للتصدي للمهام الدينية، ومن أبرزها:
1 - المرجع الأعلى السيد علي السيستاني أدام الله ظله الشريف
2 - المرجع الديني السيد محمد الحسيني الشيرازي،
3 - المرجع الديني محمد اسحاق الفياض
4 - المرجع الديني السيد محمد رضا الكلبايكاني
5 - المرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
6 - المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي
7 - المرجع الديني محمد حسين فضل الله - لبنان
8 - المرجع الديني الشيخ لطف الله الصافي الكلبيكاني
9 - المرجع الديني الشيخ محمد فاضل اللنكراني.
وهذا أن دل على بروزه العلمي وثقافته الدينية الإسلامية في مختلف المجالات، كم يحمل هذا الرجل من فيض العلم والثقافة الاجتماعية، والأخلاق والتواضع والتسامح، وهو التي جمع بين العلم والأخلاق، كما كان له عدد من المحاضرات والبحوث متعددة ما بين عقائدية وفكرية، وفقهية واجتماعية وأخلاقية وروحية، كم يحمل هذا العالم الجليل من فيض العلم والخلق العظيم لقد وفقه الله وجمع بين الصفتين العلم والأخلاق، قد يظن البعض أن العلم والأخلاق مفهومين مختلفين أو منفصلين، لا يمكن أن تجمعهم علاقة واحدة،.
لكن الذي لا يعلمه البعض، فإن العلم والأخلاق مفهومين مرتبطان بعضهما البعض، لأن الأخلاق صفة للتعامل وهي من صميم الدين الإسلامي، لأن الإسلام دستور للتعامل، الأخلاق تعني السلام والمسالمة والأمن بين البشر، فالإنسان بأخلاقه وتواضعه ولطافة لسانه، بل في مواضع الاختلاف أيضا هو دلالة على حكمته ورزانته وانتماء هذا الشخص إلى الإسلام وروحه صفة.
فهي إذا من صميم الدين الإسلامي، من لا أخلاق له لا دين له، لأنه فقد روح الإسلام فذهب الله بالرقة من قلبه، والله لا يحب كل ذي قلب غليظ، إذا العلم والأخلاق أهم الصفات الإسلامية التي تساعد على الفرد على أن يكون إيجابيا وسط الآخرين،
والعلم والأخلاق من أهم عوامل رفعت المجتمع الإسلامي وسيادته وتماسكه، وهذا المطلوب بأن يكون العالم جامع بين العلم والأخلاق لكي يخدم مجتمعه ويخدم المؤمنين، وهكذا كان سماحة الشيخ الصفار يتحلى بالعلم والأخلاق ولطافة اللسان، العالم صاحب الأخلاق الرفيعة والكريمة، يكون متفوقا في علمه وموفقا لخدمة المجتمع بكل أنواعه، وهذا العالم الصفار كذلك يحمل فيض من العلم والأخلاق الرفيعة، فهنيئا لمجتمعنا القطيفي بهذا العالم الجليل المتواضع الذي جمع بين العلم والصفات الحسنة الطيبة، أي العلم والأخلاق الرفيعة، وفق الله سماحة العلامة الصفار لكل خير ونفع بعلمه المؤمنين والمؤمنات،
والله ولي التوفيق.