الشيخ الصفار: الضمير هو المرجعية الأخلاقية الأوثق لسلوك الانسان
قال سماحة الشيخ حسن الصفار أن الضمير هو المرجعية الأخلاقية الأوثق لسلوك الانسان، لأنه لا يكذب ولا يخدع ولا يتغير أبداً.
وتابع: الضمير يحفز الإنسان نحو الخير، ويحذّره من عواقب الشرّ.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 3 رجب 1443هـ الموافق 4 فبراير 2022م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: الإصغاء لصوت الضمير.
وأبان سماحته أن الإنسان في هذه الحياة معرض للوقوع في الخطأ، والانحراف عن جادة الحق والصواب، فهو بحاجة إلى ما يقيه هذا الخطر، وينقذه منه إذا وقع فيه.
وتابع: ومن لطف الله تعالى بالإنسان أن أودع في أعماق نفسه قوةً ووازعًا للقيام بهذه المهمة وهو ما نطلق عليه الضمير.
وأضاف: للضمير دور أساس في توجيه حركة الإنسان نحو الخير، وإبعاده عن مزالق الشر.
وعن مهام الضمير قال سماحته: إن الضمير يعرف الإنسان مسلك الخير ومسلك الشر، ويميّز بينهما.
وذكر أن الضمير يلوم الإنسان ويوبخه حين يتخذ القرار الخطأ، مخالفاً ضميره.
ومضى يقول: الضمير لا يُسلم صاحبه، ولا يتخلى عنه، بل يظل ساعيًا لإنقاذه، يهزه في أعماق نفسه بصوت النقد والتذكير، ويقرعه بسوط الملامة والتوبيخ، لإيصاله إلى حالة الشعور بالندم، والتفكير في التراجع عن الخطأ.
وعن تمايز الضمير عن العقل، قال سماحته أن العقل يمكن استخدامه في إنجاز أعمال الشر والتخطيط للجرائم والانحرافات. بينما يتسامى الضمير عن ذلك.
وتابع: كما يمتاز الضمير عن القلب الذي يمكن ميله للشر إما الضمير فلا يمكن تطويعه.
ولفت إلى أن الضمير هو الجهة التي يفترض أن تكون أكثر ضبطًا لتوجّهات الإنسان، فإذا عجز الضمير عن ضبطه، فلن تفلح أي جهة أخرى في ترشيد مساره.
وأبان أن سعادة الإنسان وتحقق إنسانيته يرتبط بدرجة اصغائه لصوت ضميره، واستجابته لنصيحته ونقده وهدايته.
وتابع: حين يفشل الضمير في مهمته، ويتمادى الإنسان في مخالفته وخنقه، فيخبو ضوؤه، ويبحّ صوته، هنالك يكون مصير الإنسان إلى الشقاء والهلاك المحتوم.
وأشار إلى أن مما يساعد على تعزيز دور الضمير في حياة الإنسان اعتماد نهج المحاسبة للذات، وإتاحة الفرصة للضمير.
وتابع: وترسيخ القيم المعنوية، فهي الفضاء الذي ينتعش فيه الضمير، بينما ينكمش في ظل سيادة الروح المادية والمصلحية، كما هي معاناة الإنسان المعاصر في أجواء الحضارة المادية.
وأضاف: واستحضار الرقابة الإلهية، واستذكار الموت والآخرة.
وبيّن أهمية معايشة أصحاب الضمائر الحيّة والابتعاد عن موتى الضمير.
وقال سماحته: ارتياح الضمير ينعكس راحة على الروح والجسم.
وتابع: بينما يؤدي التنكر للضمير إلى التعرض لعذابه القاسي في وقت ما، وقد يتأخر ولكن لا يفلت الإنسان منه ولو في الساعة الأخيرة من حياته، فعلى فراش الموت يبلغ الضمير درجته القصوى في الإفصاح عن نفسه.