الشيخ الصفار: الحياة رحلة كفاح وليست رحلة راحة واستجمام
قال الشيخ حسن الصفار إن طبيعة الحياة رحلة مقررة من قبل الله تعالى، في بدئها ونهايتها ومقوماتها. وهي رحلة كفاح، وبذل جهد، وليست رحلة راحة واستجمام.
وتابع: رحلة الإنسان في هذه الحياة تتطلب معرفة بطبيعتها، وتهيأ واستعدادًا لتحقيق الغرض من هذه الرحلة، وهذا ما توضحه الرسالات السماوية، ويدركه الإنسان بضميره وعقله السليم.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 11 ربيع الأول 1444هـ الموافق 7 أكتوبر 2022م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: لماذا تواجهنا تحديات الحياة؟
وأوضح سماحته أن معاناة الإنسان في هذه الحياة تبدأ من وقت الولادة، والتكيّف مع الحياة الجديدة، وتستمر إلى معاناة الخروج من هذه الحياة.
وأبان أن الإنسان يعاني من الصراع في داخل نفسه، بين أهوائه ورغباته المختلفة، ويعاني في وضع جسمه، حيث تعتوره الآلام والأسقام، ويعاني في توفير متطلبات الحياة.
وأضاف: ويعاني في علاقته مع محيطه الاجتماعي، وفي عيشه في أحضان الطبيعة. مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾.
ورفض سماحته تصور البعض أن هناك من لا يناله التعب والمشقة، لأنه يرى ظاهر حياتهم، مؤكدًا أن ذلك وهم، فكل إنسان يحمل همومه وأتعابه.
وتابع: صحيح أن التعب والمشقة تتفاوت لكنها تشمل الجميع، العالم والجاهل، والغني والفقير، والحاكم والمحكوم. وفي هذا البلد وذاك البلد.
وتسائل الشيخ الصفار: لماذا التأكيد على هذه الطبيعة للدنيا؟ هل ذلك لبث حالة التشاؤم والسلبية؟
وأجاب: كلا؛ فالنصوص الدينية لا تصنع رؤية تشاؤمية عن الحياة، بل تتحدث عن نعم الله التي أفاضها على الإنسان في الحياة.
ومضى يقول: إنما التأكيد على طبيعة المعاناة في الدنيا من أجل الاستعداد والتهيؤ النفسي والعملي، ولتجنب الإحباط واليأس، وللتطلع إلى الآخرة.
وعن تقدير الله تعالى للإنسان أن تكون رحلته في هذه الحياة محفوفة بالمشقة والمعاناة، قال سماحته: لأنه تعالى شاء أن تكون الحياة دار امتحان يصقل فيها الإنسان إرادته، ويعتصر فكره، ويفجر قدراته النفسية، وينمي خبرته ومهاراته.
وضرب مثالًا: "حين يدخل الإنسان إلى قاعة امتحان وتدريب، عليه ألا يتوقع الترفيه، بل مواجهة تحدي الأسئلة، والمواقف الصعبة، سواء في الامتحانات العلمية الاكاديمية أو التدريبات الرياضية والعسكرية، أو حتى امتحان رخصة القيادة للسيارة والطائرة".
وبيّن: أن هذا الاختبار والامتحان ليس لتعذيب الإنسان وايذائه، وإنما لتربية الإنسان، وزرع التطلع والطموح للكمال والنجاح في نفسه.