لأيتام مدرسة المصطفى بإندونيسيا
الشيخ الصفار: فكروا أن تصبحوا قادة لمجتمعكم بالعلم والكفاءة
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار طلاب مدرسة أيتام المصطفى بالتفكير أن يصبحوا قادة لمجتمعهم بالعلم وتفجير الكفاءة.
وتابع: كل واحد منكم ينبغي أن يفكر في أن يكون قائدًا في المجتمع، وأن تكون له قدرة علمية، وهمة وإرادة نفسية، وعنده مهارات وكفاءات بحيث يكون قائدًا نافعًا لمجتمعه ولوطنه.
وأضاف: إذا اجتهدتم في دراستكم، وفي طلب العلم، وتتبّع المعرفة، قد نرى بعضكم مدرسًا أو خطيبًا أو مفكرًا أو مديرًا في المجتمع.
جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها سماحته في مدرسة أيتام المصطفى في جاكرتا بإندونيسيا يوم الخميس ٢7 ربيع الأول ١٤٤٥هـ الموافق ١2 أكتوبر ٢٠٢٣م، بحضور مؤسس المدرسة سماحة العلامة السيد فارس الحسيني وإدارة المدرسة ومدرسيها، وبرفقة المترجم الأستاذ حسين بجري.
وأكّد سماحته أن على طالب العلم أن يقوي علاقته وارتباطه بالله سبحانه وتعالى، وبرسول الله ، والائمة الطاهرين ، عن طريق العبادة والتهجد وقراءة الادعية والزيارات.
وتابع: هذه فرصة أتيحت لكم، وأنتم تعيشون في رحاب مدرسة علمية تربوية، وذلك يمثل لونًا من ألوان تقديم الشكر لله تعالى.
ودعا للاهتمام بالدراسة بالمواظبة على حضور الدروس وقراءتها والتأمل فيها والمباحثة، وبتثقيف النفس عبر القراءة والمطالعة.
وأبان أن الدروس تمثّل الحد الأدنى من الواجب، فالصلاة كما تعلمون فيها واجبات ومستحبات، يمكن للإنسان أن يكتفي بواجبات الصلاة، لكنه حينئذٍ يحرم نفسه من ثواب كبير.
وتابع: كذلك في الجانب العلمي يمكن للطالب أن يكتفي بدروسه، لكنه بذلك يفوّت على نفسه فرصة كبيرة، بينما إذا كان بالإضافة إلى دروسه، يقرأ ويطّلع ويفكر ويسأل، هذا يزيده معرفة وعلمًا.
ومضى يقول: كما تعلمون في السيرة النبوية أن النبي فقد أباه وهو جنين في بطن أمه، وحينما ولد لم يكن ابوه موجودا، فولد يتيما، وبعد سنوات قليلة فقد امه، فنشأ فاقدًا للأبوين.
وتابع: لعل من الحكمة في امتنان الله على نبيه بأنه كان يتيمًا ﴿أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ﴾، وفي مرور النبي بهذه التجربة، أن تكون رسالة إلى كل من يمر بهده الحالة: أيها اليتيم لا يكن في نفسك شعور بالانكسار، ولا تتصور أن في يتمك مجالًا للعتب على الله، فإن خير خلق الله كان يتيمًا.
وأضاف: إن عناية الله تعالى باليتيم، ومن يمر بمعاناة اليتم، عناية كبيرة، إما ظاهرة للإنسان، وإما خفية لا تظهر له، لكنها عناية حقيقية من قبل الله باليتيم.
وحث سماحته كل يتيم أن يكون أكثر ثقة بالله سبحانه وتعالى، فقد يهيئ الله تعالى له من يحتضنه ويستوعبه، ويكون بحيث لو لم يكن يتيمًا لم تكن حياته أفضل مما هو في حالة اليتم، وذلك بسبب العناية التي يهيئها الله تعالى له.
وتابع: أنتم بحمد الله الآن تعيشون هذه الحالة، فإن الله سبحانه وتعالى قد هيأ لكم رعاية وعناية خاصة، قد لا يحظى بها أندادكم وأقرانكم من أبناء مجتمعكم.
وأضاف: إن وجود هذه المدرسة التي تحتضنكم وترعاكم، يمثل منحة الهية لكم، فعليكم أن تعرفوا قيمة هذه النعمة، وأن تستفيدوا منها حق الاستفادة.