الشيخ الصفار يلقي البيان الختامي بمؤتمر بيروت
والصلاة والسلام على سيد البشرية محمد واله الطاهرين وصحبه المنتحبين وبعد..
بمناسبة مرور خمسين عاماً على رحيل الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين (رحمه الله)، عقد مؤتمر عالمي لتكريمه بتاريخ (19 إلى 20 ربيع الثاني 1427هـ) المصادف (17-18 أيار 2006م)، وشارك فيه علماء ومفكرون وشخصيات بارزة من أنحاء العالم الإسلامي، وكان من الشخصيات البارزة التي ساهمت في جلست الافتتاح سماحة رئيس مكتب مرشد الثورة الإسلامية، وألقيت فيه كلمات من ممثلي فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، وفخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، دولة رئيس مجلس الوزراء في لبنان، ودولة رئيس مجلس النواب في لبنان، وغبطة بطريارك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك، وسماحة أمين عام حزب الله، وسماحة نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى وسماحة مفتي الجمهورية اللبنانية.
وتم بعد ذلك عقد خمس جلسات علمية، تحدث فيها الباحثون عن أبعاد شخصية هذا الفقيه المصلح الكبير، ومما طرح في المؤتمر:
1- تركيزه على أهمية الوحدة الإسلامية في التصور الإسلامي، ومدى اقتصار الظروف لها والآثار السلبية للتمزق والتناحر.
2- سعيه لتعيين الخط الرئيس الفاصل للإيمان عن الكفر، والنجاة عن الضياع، وان من نطق بالشهادتين واقر باركان الإسلام فهو مسلم حرام الدم والمال والعرض.
3- تأكيده على إشاعة الثقة والتآلف بين المسلمين، من خلال الابتعاد عن لغة التجريح والإساءة، واحترام الرأي الآخر، وبيان ما كان يكنه العلماء من شتى المذاهب بعضهم للبعض الآخر، ومن خلال البناء على حسن الظن لدى كل طرف بالنسبة للآخر.
4- تأكيده على ضرورة فضح العناصر المتطرفة باعتبارها العقبة الكؤود في سبيل تحقيق وحدة المسلمين.
5- إن التقريب لا يعني تنازل أي طرف عن مذهبه أو رأيه بل يعني اكتشاف المشترك والتعاون فيه والتعبير عند الخلاف بلغة موضوعية علمية.
وفي ختام جلساتهم أوصى المشاركون بما يلي:
1- ضرورة العمل الجاد على إحياء شخصية الإمام شرف الدين ودراسة منهجه الحواري القيم والتعريف بهذه الشخصية على المستوى العالمي و نشر فكره وتراثه الثقافي.
2- ضرورة تنسيق كل الجهود لتحقيق التقريب بين المذاهب الإسلامية باعتباره مقدمة لتحقيق الوحدة الإسلامية.
3- التحذير من كل ممارسات التفرقة واثاره الفتن الطائفية، والتحذير مما تتركه من فتنة وفساد، كما يحذر في هذا الصدد من الأفكار الإرهابية والتكفيرية المتطرفة التي لا يرضاها الإسلام، وهي تسيء إليه أي إساءة ويدعو العلماء للقيام بدورهم المهم في فضحها والوقوف في وجهها.
4- يلاحظ المؤتمرون أن الأمة الإسلامية تتعرض إلى تحديات كبرى، وهجوم ثقافي شامل، مما يتطلب امتلاكها لإستراتيجية جامعة توحد موقفها وتعبئ طاقاتها لمواجهة هذه التحديات من جهة والخروج من حالات التخلف إلى آفاق المستوى الحضاري.
5- كما تتعرض الأمة لهجمة إستكبارية شرسة، تستهدف وجودها وثقافتها وتحتل أراضيها و تستهين بمقدساتها، ويتمثل ذلك في الاحتلال الصهيوني لفلسطين، والاحتلال الأميركي للعراق وأفغانستان، الأمر الذي يتطلب تظافر كل القوى بوجه هذا العدوان، ومن هنا فالمؤتمر يدعو إلى دعم مقاومة الشعوب الإسلامية في فلسطين ولبنان وغيرهما للتخلص من العدوان والهيمنة الأجنبية.
6- يدعو المؤتمر كل الطاقات العلمية والقيادية في العالم الإسلامي لتنسيق الجهود من أجل نهضة كبرى لإنقاذ الأمة من واقعها المتخلف علمياً واقتصادياً، وكسب التقدم التكنولوجي في مختلف المجالات، ومنها التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية، والتي لا يصح أن يُحرم منها العالم الإسلامي.
7- يشكر المؤتمر كل الشخصيات والمؤسسات التي ساهمت في عقد هذا المؤتمر، وخاصة المسؤولين في الدولة اللبنانية، وجميع اللبنانيين قيادة وشعباً، على توفير الظروف المناسبة لعقد المؤتمر.