سماحة الشيخ في حوار مع جريدة المدينة
مصطفى الأنصاري: الرياض
أكد الشيخ حسن الصفار عضو مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وأحد أبرز علماء الطائفة (الشيعية) في المملكة؛ أكد فضيلته أن "الوعي بأهمية الحوار وأهمية التعايش أصبح الآن أنضج وأكثر من أي فترةٍ سابقة". مضيفاً أن الظروف أصبحت مشجعة أكثر ومساعدة أكثر (لإثمار الحوار). يشعر الجميع الآن بمدى الضغوط والأزمات التي نعيشها في أوطاننا وفي بلداننا. هذا الشعور يدفعنا إلى تجاوز مشاكلنا الداخلية، ونتفرغ للتحيات الكبرى التي تواجهنا، كما أن ما يطرحه العلم من إشكاليات على الحريات وعلى حقوق الإنسان في داخل أوطاننا بدت لها مصداقية، وإن كان الغرب يريد أن يستفيد من ذلك كورقة لصالح استهدافاته. ولكن .. الحكمة ضالة المؤمن يأخذها أين وجدها. أعتقد أن الوعي بأهمية الحوار وأهمية التعايش أصبح الآن أنضج وأكثر من أي فترةٍ سابقة.
واعتبر المحاولة لإصلاح البيت العربي جهاداً أكبر، وقال: "كما قال رسول الله : الجهاد الأكبر جهاد النفس، فحينما نجاهد أنفسنا ونعالج مكامن الضعف في أوضاعنا الداخلية سنكون أقدر على مواجهة التحديات الخارجية، وأهم قضية ينبغي معالجتها فيما يرتبط بالبيت الداخلي (في العلم العربي) هو: مسألة الحريات وحقوق الإنسان، ما لم تعالج هذه القضية ويشعر المواطن العربي بكرامته وبعزته في وطنه، ويشعر بدوره في صناعة القرارات التي تتخذ على مستوى بلده، هنا لا يمكن أن نكون في مستوى التحديات العالمية. وأضاف متابعاً: "نحن نواجه الصهاينة .. وهم (أي إسرائيل) أناس تجمعوا من مختلف مناطق الأرض واغتصبوا أرضنا في فلسطين، ولكنهم استطاعوا أن يصنعوا لهم بيتاً يعيشون فيه بكرامة فيما بينهم، يعتدون على كرامتنا (نحن) ولكن هم فيما بينهم يعيشون الحرية والديمقراطية، ويُشاركون في صنع قراراتهم، نحن كيف نستطيع مواجهة مثل هذا التحدي إذا كان الواحد منا يشعر بالقمع والذل ويشعر بالتهميش وهو يعيش في وطنه وبين أهله وأقاربه".
ورداً على كيف يتلقى الاتهامات التي توجه إليه بولائه لسوى بلاده والتشكيك في أطروحاته الإصلاحية .. أجاب: "الاتهامات من الصعب أن يرد الإنسان عليها، لأن بإمكان أي إنسان أن يتهم أي أحد .. ويفترض المتهم هو الذي يطالب بالإثبات والدليل والبرهان. نحن أعلنا ولا نزال نعلن أن: ولائنا لوطننا وليس لأي جهةٍ أخرى.
وأننا ندرك الأطماع الخارجية تجاه أمتنا، وتجاه بلدنا، ونعتقد بأن الجميع يجب أن يجندوا قدراتهم وقواهم من أجل الدفاع عن مصلحة الوطن ووحدته، وصد الأطماع الخارجية.