بذور الغلو والتطرف
قدم سماحة الشيخ حسن الصفار مداخلة في إحدى جلسات اللقاء الوطني الثاني للحوار الفكري الذي انعقد بمكة المكرمة (4-8 ذي القعدة 1424هـ 27-31/12/2003م)، تحت بذور الغلو والتطرف..وفيما يلي نص المداخلة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين وصحبه الطيبين:
لاحظت أن الكثير من الحديث الذي يدور حول الغلو والتطرف يناقشه ضمن مرحلته الأخيرة، حيث أعلن الحرب ضد الدولة واستهدف بإرهابه المدنيين الأبرياء.
والصحيح أنه تجب دراسته منذ مراحله الأولى ودراسة بذوره والتي إذا ما اغفلناها فستنمي لنا أجيالاً جديدة.
لقد اعتمدنا هذا المنهج حينما حصل الاعتداء المشئوم على بيت الله الحرام سنة 1400هـ.. وتوجهنا إلى مجموعة محددة لتنال جزاءها من العقاب وليجري التحذير منها. لكننا تركنا البذور التي نمّت لنا أجيالاً أخرى كما حصل في تفجير العليا وتفجير الخبر.. وأخشى أن نستمر على نفس المنهج. اننى أشير إلى ملاحظتين حول منهجية الغلو والتشدد:
1- أن بعض المؤسسات الدينية عندنا تعتمد آراء فقهية وأساليب عملية متشددة وتحمل الناس عليها دون أن تأخذ بعين الاعتبار وجود آراء فقهية أكثر يسراً على الناس.
ومن أمثلته التعاطي مع موضوع المرأة.. الحجاب، وستر الوجه، وقيادة السيارة، والمشاركة في الشأن العام، وهل لها الدخول في شؤون الولايات؟
وكذلك موضوع متابعة الناس لأداء الصلاة والحضور إلى المسجد وحتى متابعة الشباب في طريقة تسريحة شعرهم.
2- الموقف من الرأي الآخر حتى ضمن الدائرة الإسلامية، فهناك منهجية الإلغاء والإقصاء لآراء المذاهب والمدارس الدينية الأخرى. بل يتهم أتباعها بالشرك والكفر والابتداع والضلال ويتم التحريض عليهم حتى عبر وسائل الإعلام الرسمية وخطب المساجد، ولا تزال فتاوى على الهواء وخطب في المساجد تمنع التزاوج بين المسلمين لاختلاف مذاهبهم ووصل إلى الحكم بالتطليق بناءً على ذلك. وتمنع كتبهم، ويحرمون من فرص توضيح آرائهم وأفكارهم.
وشكراً....