متى يتوقف مسلسل الجرائم؟
كتب الأستاذ مفلح بن حمود الأشجعي كلمات مؤلمة، وإن بدت في سياقها علاجية لمشكلة من نوع جديد حلت على هذا المجتمع المحافظ [شدني ما صرح به مدير مركز التنمية الأسرية بالأحساء الدكتور خالد الحليبي في صحيفة اليوم بالعدد رقم 13449 في 11/4/1431هـ الذي اعتبر أن ترقيع غشاء البكارة يعد أحد الحلول الممكنة للفتاة التي وقعت تحت طائلة الاغتصاب مشددا على أن عملية الترقيع يجب أن تكون تحت أطر معينة وفي أضيق الحدود، وألا تكون وسيلة إلى إشاعة الفاحشة، والتغرير بالأزواج، وان كان هذا الموضوع يعد لدى البعض خطا أحمر لا يجوز الحديث عنه إلا أن ما يجب أن نسلم به هو وجود مثل هذه الحالات في مجتمعنا خاصة ممن تعرضن للاغتصاب ولا يملكن الجرأة في الإفصاح عما تعرضن له وبالتالي بقاؤهن أسيرات لا حول لهن ولا قوة للهم القاتل] جريدة اليوم 20/5/1431هـ.
لقد أصبحنا اليوم نناقش هذه القضية على صفحات الجرائد، وبدأنا منذ سنوات نسمع عن جرائم جديدة لم تكن مألوفة في وسطنا المحافظ، فجميع جرائدنا المحلية تشي بانتشار خطير ومخطط للجريمة.
لقد تحولت الجريمة من فعل فردي ناتج عن خلل وجموح في الشخص إلى فعل جماعي منظم (عصابات) انسلخت عن قيم دينها وأعراف مجتمعها وأصبحت مؤذية للنسيج الاجتماعي كله، لقد سلبت أمنه وخطفت اطمئنانه، وصادرت نومه الهانئ، حتى أن الواحد منا يفيق من نومه ويتفقد أولاده وما يحويه منزله.
ولأنها جريمة منظمة تتحرك عبر عصابات وشلل مسلحة، فإن مواجهة المجتمع لها (مع أن ذلك جزء لا يتجزأ من الحل) قد يكون لها مردودات سلبية على حياة الناس ودمائهم، وأمنهم واستقرارهم، الأمر الذي يدفع للقول إن هذه المعضلة تحتاج اهتماما جادا من مؤسسات الدولة للوقوف في وجهها.
إنني أعتقد جازما أن الذين يجرؤون على هذه الجرائم ما زالوا في أعداد متواضعة وقليلة جدا، لكن الخشية أن يكون انفلاتهم من العقاب هو الذي سيدفع المترددين من مرضى القلوب لينحوا نحوهم ويسلكوا نهجهم.
لا تزال فرص السيطرة على هذه المجاميع ممكنة وبقليل من الإمكانات والاستعدادات للرصد والمتابعة ومن ثم التمكن من معرفة مرتكب الجريمة.
أن تسجل أغلب الجرائم باسم مجهول هو أمر مغر لكل المنحرفين الذين يشعرون النصر والتخلص من المطاردة والعقاب بوسائلهم البدائية.
إن بعض الخبرة التي مكنت الجهات الأمنية من القضاء على الإرهاب ومتابعة العابثين بأمن الوطن وإلقاء القبض على القوائم التي تحدد من قبل الدوائر الأمنية، أقول إن بعض تلك الخبرة لو أتيح استخدامها في مكافحة الجرائم لأتت أكلها بأسرع من لمح البصر.
إن الفارق بين الجماعات الإرهابية وبين العابثين بالأمن الاجتماعي كبير جدا، فالإرهابيون يملكون وسائل متطورة وينالون دعما من جهات مشبوهة تمدهم وتساعدهم بخبرتها، بينما يندفع هؤلاء بتهور طائش لا يحتاج لأكثر من متابعة بسيطة ليتوقف هؤلاء عن رعبهم الذي بثوه بين الناس.
ستتوقف الجرائد عن نشر الجرائم بهذه الكثرة، وسيرتفع مستوى الأمن والأمان، حين ترتفع وتيرة العمل في الأجهزة الأمنية، وتطبق العقوبات والحدود الشرعية ويرى المجرمون أن جرائمهم أمامها حد السيف الذي لا مفر منه.