الشيخ الصفار يدعو لتيسير زواج الفاقدين لزوجاتهم
دعا سماحة الشيخ حسن الصفار لتفهم أوضاع الفاقدين لزوجاتهم وتيسير زواجهم.
وحثّ على احتضان الفاقدين لأمهاتهم وتربيتهم وحسن التعامل معهم.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 15 جمادى الأولى 1444هـ الموافق 9 ديسمبر 2022م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: زواج الفاقدين لزوجاتهم*.
وأوضح سماحته أن من الطبيعي أن يترك فقد المرأة الصالحة فراغًا كبيرًا في حياة الرجل، وحزنًا عميقًا في نفسه.
وتابع: فالمرأة هي محور حياة الاسرة وعماد استقرارها، وهي ربة البيت، ونوره وسراجه، ونبع العطف والحنان فيه.
وأبان أن: المرأة كلما كانت أكثر عطاءً في حياتها العائلية، وأكثر اتصافًا بصفات الفضل والكمال، كان دورها وأثرها أكبر في حياة الرجل وفي استقرار وسعادة كيان الاسرة.
وتابع: حين تفقد مثل هذه المرأة فلا يمكن وصف مدى الفراغ والحسرة والالم الذي يعصف بنفس زوجها وأولادها.
ومضى يقول: أمر الحياة والممات بيد الله، لا يشركه في ذلك أحد، وأمره نافذ في جميع خلقه، فلا خيار إلا التسليم لأمره والرضا بقضائه وقدره.
وتابع: أولياء الله هم في مقدمة المسلِّمين لأمره الراضين بقضائه وقدره، فانهم يتحلون بالصبر والثبات، ويواصلون حياتهم حسب التعاليم الإلهية ليكونوا نماذج وقدوات للعباد.
وأضاف: فمع كل الألم والحسرة بفقد فاطمة الزهراء إلا أن أمير المؤمنين عليًا بعد وفاتها اختار زوجة تنتظم بها حياته العائلية.
وذكر أن الزهراء أوصت الإمام عليًا بذلك، واقترحت عليه زوجة اختارتها له، كما ورد في الرواية: «يَا اِبْنَ عَمِّ: أُوصِيكِ أَنْ تَتَزَوَّجَ بَعْدِي بِابْنَةِ أُخْتِي أُمَامَةَ فَإِنَّهَا تَكُونُ لِوُلْدِي مِثْلِي فَإِنَّ اَلرِّجَالَ لاَ بُدَّ لَهُمْ مِنَ اَلنِّسَاءِ».
وعن الدرس المستفاد من وصية الزهراء قال سماحته: يواجه بعض الأزواج بعد وفاة زوجته، نوعًا من التحسس النفسي والعائلي، يعوّق سعيه للإقدام على الزواج من جديد. فيعيش الفراغ النفسي والعاطفي ويرتبك برنامج حياته، وهذا خطأ كبير.
وتابع: قد يكون هذا الخطأ من قبله وقد يفرض عليه من قبل أبنائه وبناته.
وحث الزوجة الجديدة على الاستعداد لاحتضان أبناء زوجها من زوجته الراحلة.
منتقدًا رفض بعض النساء الزواج ممن له أبناء من زوجة سابقة، حتى لا يتحمّلن المشاركة في تربيتهم.
وقال إنهن يحرمن أنفسهن من خيرٍ كثير، وثوابٍ عظيم.
وأشاد بالمبادرات الإنسانية التي تُبذل من قبل العوائل الخيّرة لاحتضان الأيتام ومجهولي النسب، ليعيشوا في كنف عائلة تغمرهم بالعطف والرعاية، وتؤهلهم للحياة بالتربية الصالحة.
مشيرًا إلى إحصائية تذكر أن 12 ألف أسرة في المملكة تكفل أبناءً من أبوين مجهولين يعيشون معهم في منازلهم كأبناء لهم.
للمشاهدة: