لعالم الدين وظائف علمية واجتماعية وتربوية عدّة، فبالإضافة إلى ما يتوجّب عليه من الوصول إلى رتبة علمية تؤهله للقيام بوظيفته في تعليم أبناء مجتمعه معالم دينهم وأصوله المهمة، على عالم الدين ـ بما يملكه من وجاهة اجتماعية ـ القيام بالعديد من الأدوار الاجتماعية، التي تأتي مهمّة الإرشاد والإصلاح في مقدّمتها، إذ يحفل كل مجتمع من المجتمعات بالعديد من الظواهر الاجتماعية الإيجابية والسلبية، وعلى العالم ـ هنا ـ تعزيز وتشجيع الإيجابية منها وتطويرها والإشراف على بعضها بما يحقق توجهها جميعًا نحو رقيّ المجتمع وتمسّكه بدينه ومعتقده، وكذلك عليه توجيههم لإصلاح شأنهم فيما يراه من ظواهر اجتماعية، وذلك عبر العديد من البرامج واللقاءات الإرشادية والوعظية، سواءً في خطب وكلمات الجمعة، أو في المناسبات الدينية، وبالخصوص في مجتمعنا الشيعي الذي تتعدّد فيه هذه المناسبات الدينية والاجتماعية طوال العام.

وهذه النقطة هي ما ركّز عليه سماحة الشيخ حسن الصفار في افتتاحية هذا المجلّد من موسوعة أحاديث، حيث شدّد هناك على أهمية دور عالم الدين في توجيه الناس نحو تصحيح أوضاعهم الاجتماعية، وإلى أن يقوم بدوره في إصلاح مجتمعه، وألا تكون الضغوط الاجتماعية التي تمارسها بعض المجموعات المتزمّتة حاجزًا له عن المضي في مسيرة الإصلاح، داعيًا الجميع إلى التحلي بروح الشجاعة العلمية في هذه المسألة.

وقد احتوى هذا المجلّد من الموسوعة على العديد من الخطب والكلمات والندوات والمقابلات الصحفية للعام 1427ﻫ/ 2006م التي أكدت ـ في مجموعها ـ النهجَ الذي تبنّاه سماحته، الذي يقوم على: أهمية تعزيز مسألة الوحدة الاجتماعية والوطنية والإسلامية، وكذلك على مسألة تنمية المجتمع وتعزيز موقعيته الوطنية.

قدّم لهذا الجزء سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي، أستاذ البحث الخارج في النجف الأشرف، ومن مؤسسي الحركة الإسلامية في العراق، وله العديد من المؤلّفات والمحاضرات التي أغنت المكتبة الإسلامية بطرحها الأصيل والمتعدّد.

وكان من موضوعات كلمات الجمعة المنشورة في هذا الجزء:

- احترام مقدّسات الديانات.
- الإمام علي والالتزام بالمبادئ والقيم.
- استهدافات الحوار المذهبي.
- نحو مبادرات لخدمة المجتمع.
- صلاة الجماعة من أعظم شعائر الدين.
- النظافة والأناقة في الاجتماع للصلاة.
- المقاومة: إحياء إرادة الأمة.