كيف أشعر بعظمة الله
أ. ا. - دمشق - سوريا - 21/11/2010م
كيف أشعر بعظمة الله حتى لا أجرؤ على عصيانه لا في سر ولا في العلن؟
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

مقدمة

من أهم أولويات الإنسان في هذه الحياة السعي لتحصيل رضا الله تعالى عبر تربية النفس وتحصينها من الوقوع في الأخطاء والزلات، وسؤالك هذا يدل على وعيك بأهمية هذا الأمر، فعليك أن تتحرك بجد في تحقيق هذا الهدف.

تحقق الشعور بعظمة الله والنفور من المعصية من خلال النصوص الدينية (القرآن الكريم والحديث الشريف) يمكن لنا أن نحدد بعض النقاط المهمة في هذا المضمار:

1/ العلم والمعرفة

﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ (فاطر: من الآية28).

وليس المقصود من العلماء في الآية طلبة العلوم الشرعية فقط، بل كل من حصل على قدر من العلم يعرفه بالله تعالى، فعلماء الطبيعة الذين درسوا صفات المخلوقات وخصائصها أدركوا عظمة الخلق والخالق.

فمن خلال التعرف على مخلوقات الله تعالى وقراءة بعض الكتب العلمية أو الكتب التي تتحدث عن صفات الله وعظمته يزداد الإنسان إدراكاً ووعياً ويتأثر سلوكه ويزداد خشوعه وتواضعه لله تعالى.

2/ الذكر القلبي

﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (لأعراف:201).

إن تيقظ القلب وحضوره الدائم يجعل الإنسان في حصن الوقوع في المعصية، وهذا الأمر يتطلب عزيمة وإصراراً وإرادة، بحيث يتمكن العقل من طرد أي فكرة سيئة تريد أن تتسلل إلى القلب، ومن ثم تتحول إلى سلوك.

3/ الذكر اللفظي

فعن الإمام علي (إن الله تعالى جعل الذكر جلاءً للقلوب، تبصر به بعد العشوة وتسمع به بعد الوقرة، وتنقاد به المعاندة).

فقراءة القرآن والدعاء مع استحضار معانيها وإمرارها على القلب في حالة من تعمد التخشع والتذلل تقرب الإنسان من الله تعالى وتجعله ينفر من مجرد التفكير في الذنب.

4/ ذكر العقاب

يقول الإمام علي (اذكروا انقضاء اللذات وبقاء التبعات).

﴿رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (النور:37).

فعندما يستحضر الإنسان العقاب الدنيوي أو الأخروي يتأثر بذلك ويعلم أن لذة المعصية لحظات زائلة وتبقى التبعات والآثار السيئة التي لا طاقة للإنسان بها.

وفقك الله لكل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار