الأحساء: الشيخ الصفار بين حفاوة «الشهارين» وصفاء «القارة»

مكتب الشيخ حسن الصفار صادق راضي العلي

محطتان وقف عندهما سماحة الشيخ حسن الصفار ـ حفظه الله ـ في الأحساء يوم الخميس المنصرم الموافق 29/03/2007م الأولى كانت في قرية «الشهارين» الواقعة شرق الأحساء المعروفة بصدق أهلها وطيب أخلاقها حيث كانت الدعوى موجهة من الرجل الاجتماعي الملا حبيب الصقر أبو مظاهر.

فكان اللقاء بسماحة الشيخ الصفار في حسينية الإمام الخوئي ـ قدس سره ـ عند تمام الساعة السابعة حيث أفتتح اللقاء سماحة الشيخ بكلمة أعرب فيها عن شكره وامتنانه للحفاوة التي تلقاها من أهالي هذه البلدة الطيبة، فلم يلبث سماحته أن ذكّرهم بزياراته السابقة لهذه البلدة أيام صغره وطفولته، وتلك الذكريات الجميلة التي مازال يحتفظ بجزء منها في ذاكرته،  ومن ثم أفتتح هذا اللقاء بالحديث عن مناسبة تنصيب الإمام المهدي  (عجل الله فرجه) بالإمامة، وعن مسؤليات المؤمنين في عصر الغيبة، حيث ركّز على أهمية المعرفة بالدين والحياة، وعلى ضرورة الالتزام بالقيم والمبادئ الإسلامية، وأخيراً تمثيل أهل البيت بنشر معارفهم وتقديم نموذج مشرق عنهم من خلال السلوك القويم على الصعيد الفردي والاجتماعي، تطبيقاً لما ورد عنهم : «كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم» أي بعملكم وسلوككم.

المحطة الثانية:

أما المحطة الثانية التي توجه لها سماحة الشيخ الصفار ـ حفظه الله ـ  فكانت في قرية القارة بدعوى وجهها الناشط الاجتماعي السيد بكر العبد المحسن " أبو محمد " حيث شرف اللقاء والاحتفاء بِمَقدَم سماحة الشيخ الصفار العديد من رجال الدين والوجهاء المعروفين فكان في طليعتهم سماحة العلامة السيد عبدالله العلي " أبو رسول، والدكتور صادق الجبران، والبروفسور السيد رسول الصالح، والشيخ أحمد بوشاجع، والدكتور علي العيثان، والسيد محمد العبد المحسن، والمهندس عبد المحسن البقشي، وعضو المجلس البلدي الأستاذ حجي النجيدي، والأستاذ عبد الكريم بوخمسين، وسيد محمد باقر الهاشم، والعديد من الوجهاء والشباب والناشطين الاجتماعيين.

أفتتح اللقاء بكلمة ترحيبية بمقدم الشيخ الصفار قدمها العلامة السيد عبدالله العلي " أبو رسول " أعرب فيها عن شكره وامتنانه لسماحة اللشيخ الصفار، حيث حث الحضور والمجتمع بالاستفادة من توجيهاته وعلومه الدينية والتربوية على وجه العموم، وشدد على استثمار أمثال هذه الحوارات وتفعيلها خصوصاً إذا كان لها الدور الفعال في بناء الوطن والخدمة الاجتماعية.

بعد ذلك قام الأستاذ جعفر بوحليقة بإدارة رحا الحوار مع سماحة الشيخ الصفار حول نقاط كثيره نذكر منها مايلي:

1- السياسة النبوية ودولة الاعنف في الإسلام

حيث علّق سماحة الشيخ في هذه النقطة على أهم دور قام به الرسول في إنجاح الدعوة الإسلامية واستقطاب الناس للإسلام، ألا وهو الدور الأخلاقي حيث قال تعالى واصفاً نبيهِ الكريم: ﴿وإنك لعلى خلق عظيم.
كما أكد سماحته على ضرورة التعرف على منهج رسول الله في التعاطي مع حالات المعارضة والخلاف، سواء كانت ناتجة عن توجه عدائي مناوئ للدعوة، أو عن طريق الخطأ، وسوء تصرف من قبل بعض المسلمين. ووضح سماحة الشيخ على أن النهج الوحدوي الذي أعتمده الرسول في بناء كيان الأمة ووحدتها هو التركيز على الهوية المشتركة بين الجميع.

2- المشاركة السياسية والتفاعل مع القضايا العامة

في هذه النقطة أشاد الشيخ الصفار بالجهود الكبيرة التي بذلتها قيادة المملكة العربية السعودية في إصلاح الوضع الفلسطيني عبر لقاء مكة.
وأكد أيضاً أن الأعداء لا يريدون للأمة خيراً، لا للمواطنين، ولا للقيادات، فلا سبيل للمجتمعات لتخطي هذه الحالات إلا بالتمسك والوحدة والرأي الأصيل، كما دعا أيضاً  جميع المواطنين لأن يأخذوا دورهم في تقديم أرائهم وأفكارهم حول الأمور السياسية والعالمية.

3- المشاكل الاجتماعية وسبل الحلول والمعالجات

في هذا الجانب قال سماحة الشيخ أن الشفافية والمصارحة هو السبيل وهو الطريق والعلاج لحل إشكالياتنا على بعضنا البعض، بدل أن يعيش كل طرف في أجواء الظنون والشكوك، وتتضرر العلاقات بسبب حالات المشاحنة والشائعات0 وطرح الكثير من الحلول والمعالجات لحل أمثال هذه الأزمات.

4- الحوار الوطني ومنطلقات الوحدة

حيث قال الشيخ الصفار في هذا الحقل بأن بوادر انفراج وتغير ملحوظ دبّ في أوساط المجتمع السعودي والعربي، فبعد انقطاع طويل، وعدم تواصل بين الأطراف والمذاهب المختلفة والقيادات الدينية في الوطن والمنطقة، تحولت بفضل الحوار الوطني والتحاور المفتوح والتواصل المستمر إلى مساحة من التلاقي والألفة، وإن كان البعض يرى أن ذلك لا يحقق شيئاً تجاه التحديات والعوائق التي تحصل بين الفينة والأخرى من قبل بعض الأشخاص هنا وهناك، والتي لا تمثل الحالة العامة للوطن، إلا أنه شدد على ضرورة التواصل وأعتبر هذه الحلقة أنها حجر الأساس لتخطي مشاكل الخلاف والتغلب عليها، وفهم الآخر كما هو عليه.
وقال أيضاً إن ثمار هذه الحوارات بدأت تعطي نتائج طيبة وستكون أفضل في المستقبل إن شاء الله.

ومن جانب أخر حثّ الشيخ الصفار القيادات الدينية والثقافية والشبابية على التواصل مع وسائل الإعلام الموجودة في البلد والوطن، وشجع على استثمار هذه الحالة في صالح أمور الناس وتخطي مشاكل المجتمع السياسية والاقتصادية.

بعد ذلك توالت المداخلات والردود من الأخوة الحضور .

وفي نهاية اللقاء قام الأستاذ بكر العبد المحسن بتسليم درع تذكاري لسماحة الشيخ الصفار.

صور من اللقاء:

مع السيد عبدالله العلي أبو رسولمع الدكتور صادق الجبرانالأستاذ بكر العبد المحسن يسلم الدرع للشيخ الصفار