الشيخ الصفار يُشيد بالمؤتمر العالمي للحوار ويستعرض أهدافه الداخلية والخارجية

مكتب الشيخ حسن الصفار القطيف: تركي مكي علي

أشاد سماحة الشيخ حسن الصفار بالمبادرة الكريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد بن عبد العزيز لعقد المؤتمر العالمي للحوار، مستعرضاً لأبرز أهداف هذا المؤتمر على المستوى الخارجي المتمثلة في تحسين صورة الإسلام والمسلمين أمام العالم، وعلى المستوى الداخلي ويتمثل في تخفيف حدّة التشدد والانغلاق الذي تعيشه بعض اوساط الأمة الإسلامية في داخلها. مؤكداً أن هذا المؤتمر ينعقد في ظرف يواجه فيه العالم أخطاراً محدقة جاء ليؤكد على قيم التعايش والتسامح والحوار كقيم رئيسة لا غنى عنها في تعاطي الشعوب مع بعضها البعض على اختلاف أديانها ومذاهبها. وأضاف إن خيار التعايش والحوار والتعاون في المشتركات ينبغي أن يكون هو الخيار الطبيعي للعلاقة بين أتباع الديانات والمذاهب المختلفة في مقابل الصراع والحروب والذي تولّده: المصالح السياسية، وسوء الفهم، وممارسة الوصاية على الآخر. موضّحاً أن معظم الديانات على وجه الأرض تتفق فيما بينها على ضروة القيم الإيمانية والروحية، وتحتكم إلى القيم السلوكية والأخلاقية، مما يوجد أفقاً واسعاً للحراك التفاعلي الإيجابي فيما بينها.

وفي سياق آخر حثّ الشيخ الصفار جموع المصلين على المداومة على ذكر الله تعالى، مؤكداً أن المؤمن ينبغي أن يكون ذكر الله تعالى دائماً على لسانه، وبالتالي يكون الله تعالى حاضراً في قلبه ونفسه. وأن يتجاوز ذلك مجرد اللفظ وقلقة اللسان إلى استشعارٍ لصفات الله تعالى، واستحضارٍ لرقابته على الإنسان.

الافتتاحية

الحمد لله الذي لا تُدركه الشواهد، ولا تحويه المشاهد، ولا تراه النواظر، ولا تحجبه السواتر، الدال على قدمه بحدوث خلقه، وبحدوث خلقه على وجوده.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نُذعن بها لربوبيته ونخلص بها لعبوديته.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالحق بشيراً ونذيراً، فصدع بما أُمر به، وبلّغ رسالة ربّه، فلمّ الله به الصدع، ورتق به الفتق. اللهم صلّ عليه وعلى آله الأئمة الأطهار الهداة الأخيار.

أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ابتدأ خلقكم، وإليه يكون معادكم، وبه نجاح طلبتكم، وإليه منتهى رغبتكم، فإن تقوى الله تعالى دواء داء القلوب، وشفاء الصدور، وطهور دنس النفوس.

الخطبة الأولى

أوضح الشيخ الصفار في بداية الخطبة الأولى للجمعة 22 رجب 1429هـ (25 يوليو 2008م) أن فطرة الإنسان وعقله بطبيعتهما التي خلقها الله تعالى تفرض على الإنسان مجموعة من الأسئلة الملحّة: من أوجد هذا الكون؟ ومن خلقني؟ وإلى اين يكون مصيري؟ مؤكداً أن الإجابات على هذه الأسئلة يُطلق عليها دين، والله تعالى لم يترك الإنسان حائراً في البحث عن الإجابات وإنما بعث الأنبياء والرسل ليُرشدوا الناس للدين الصحيح، حيث أن البشر إذا لم ينتهجوا الدين الذي جاءت به الرسل فإن دينهم يكون ناقصاً وتشوبه الأخطاء نتيجة النوازع النفسية والأهواء الشيطانية.

وخلص في مقدمة الخطبة إلى أن معظم البشر لهم دين مهما كان ذلك الدين كاملاً أو ناقصاً.

وأكد الشيخ الصفّار أن الأديان مهما اختلفت إلا أن بينها قواسم مشتركة، وأبرزها:

أولاً- التزام القيم الإيمانية والروحية، فمعظم الأديان تشترك في الإيمان بالله تعالى، وبالمعاد إليه، حيث يعتقد جميع أتباع الديانات أن الإنسان مخلوق مختلف عن باقي المخلوقات، ولذا ينبغي أن تكون نهايته أضاً مختلفة، وهذا يجعل الإنسان يشعر بمسؤوليته في الحياة، حيث أنه يعتقد بالحياة الآخرة. ويُستثنى من ذلك الملحدون والدهريون، يقول تعالى: ﴿وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (الجاثية، 24). فمعظم الديانات تؤمن بأن هناك موجداً لهذا الكون لاستحالة أن يكون بلا موجد، وأن الخلق يرجعون إلى هذا الموجد، وتختلف الديانات في الجزئيات التفصيلية، كصفات الخالق، وطريقة العبادة، وهذه التفاصيل هي التي تجعل امتيازاً لدين على آخر.

ثانياً- حاكمية القيم السلوكية والأخلاقية، فكل الأديان على اختلافها تنشد العدل وترفض الظلم، وتدعوا لتأصيل القيم والأخلاق السامية والرفيعة كالصدق والأمانة والفضيلة، وتنبذ الأخلاق والسلوكيات السلبية كالكذب والخيانة والرذيلة.

وأشار أن القرآن الكريم يؤكد على القواسم المشتركة بين الديانات المختلفة، يقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة، 62).

وفي إجابته على سؤال يطرح نفسه: كيف ينبغي أن تكون العلاقة بين أتباع الديانات المختلفة؟ أكد أن هناك خيارين أساسيين:

الأول: الصراع والحروب، وهو منهجٌ ليس في صالح الجميع، وكل الأديان يُفترض أنها ترفض هذا الخيار، لأنها تُؤمن بحاكمية القيم السلوكية والأخلاقية. مشيراً أن هناك عوامل متعددة من شأنها أن تصل بأتباع الديانات والمذاهب للوصول إلى نفق هذا الخيار المظلم، وأهمها: المصالح السياسية، سوء الفهم، وممارسة الوصاية والهيمنة على الآخر.

ثانياً- التعايش والحوار والتعاون في المشتركات، وهو المنهج السليم الذي ينبغي لجميع الديانات والمذاهب الاحتكام إليه خصوصاً في عصرنا الحاضر الذي تواجه فيه البشرية على اختلافها ألواناً من المخاطر التي تُهدد الجميع وتسلب الطمأنينة والأمان.

مؤكداً على حق الإنسان في التبشير بالقيم والمبادئ التي يؤمن بها إنما عبر الطرق والوسائل المناسبة وبالتي هي أحسن، يقول تعالى: ﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (العنكبوت، 46).

وحول صوابية اعتناق دين غير الإسلام، أشار الشيخ الصفّار أن الله تعالى في كتابه العزيز أكد على أن الدين الإسلامي هو الحق، وما سواه باطل، يقول تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ (آل عمران، 19)، ويقول تعالى: ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (آل عمران، 85). مضيفاً: إذا كان الجاحد المعاند مستحقاً لعذاب الله وغضبه، فإن المستعد نفسياً وفكرياً لقبول الحق لو بلغه واتضح لديه، له حساب آخر.

وتابع يقول: إن أشخاصاً كثيرين يعيشون ضمن بيئة مخالفة للدين الحق، ولا تصلهم رسالة الإسلام، فهم قاصرون عن الوصول إلى الحقيقة، وقد لا يكونون مقصّرين، ولديهم قلوب صافية طيبة لا ترفض الحق، وما نسمعه عن دخول أناس جدد إلى الإسلام من أمريكيين وأوروبيين وغيرهم يؤكد هذه الحقيقة.

فمثل هؤلاء الناس غير المعاندين يتسع لهم عفو الله تعالى ورحمته وإن كانوا كفّأراً، لأن الله تعالى لا يُعذب إنساناً قبل إكمال الحجة عليه، يقول تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (الإسراء، 15)، ويقول تعالى: ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ (الأنفال، 42).

ونقل رأي آية الله الشهيد مطهّري عن (ديكارت) الفيلسوف الفرنسي الذي يقول: إني لا أدعي أن المسحية قطعاً أفضل دين في الأرض، ولكني أقول إن المسحية هي الأفضل بالقياس إلى الأديان التي أعرفها، وقد تناولتها بالبحث والتحقيق، وليس لي أي عداء مع الحقيقة، فقد يكون هناك في أماكن أخرى من الدنيا دين يرجح على المسيحية، إنه لا علم لي فلعلّ ديناً أو مذهباً يوجد في إيران مثلاً هو أفضل وأحسن من المسيحية.

ويُعقّب آية الله مطهّري قائلاً: لو كان ديكارت صادقاً في حديثه ومستسلماً للحقيقة بالمقدار الذي يدعيه لنفسه، وقد بحث واستقصى بكل جهوده ولم يصل إلى أكثر مما وصل إليه فهو يُعتبر حينئذٍ مسلماً بالفطرة.

وتابع الشيخ الصفار قوله: ومما يؤكد ذلك ما ورد عن محمد بن مسلم قال: كنت عند أبي عبد الله جالساً عن يساره، وزرارة عن يمينه، فدخل عليه أبو بصير فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن شكّ في الله؟ فقال : كافر يا أبا محمد. قال: فشكّ في رسول الله ؟ فقال : كافر. قال: ثم التفت إلى زرارة، فقال : إنما يكفر إذا حجد.

وعن مؤتمر الحوار العالمي بين الأديان الذي انعقد في مدريد في الفترة (16 – 18) يوليو 2008م، بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد بن عبد العزيز، وشارك فيه حوالي (300) شخصية من مختلف الديانات والدول على وجه الأرض؛ أكد الشيخ الصفّار أن المبادرة لعقد هذا المؤتمر مبادرة طيبة، مشيراً إلى أنها ليست الأولى من نوعها في العالم، فخلال الثلاثة عقود الماضية تم عقد أكثر من مؤتمر للأديان وفي دول مختلفة كاليابان وقطر، وغيرهما، إلا أن ما يُميز هذا المؤتمر أن المملكة هي الجهة الداعية له، وبرعاية رسمية من الملك، وحيث أن المملكة تحتل مكانة ريادية بين الدول الإسلامية، إضافةً إلى أن المؤسسة الدينية فيها تتحفظ من التواصل والتعامل المشترك مع المخالفين لها في المذهب فضلاً عن الدين، لذلك كان لهذا المؤتمر ميزة خاصة، ونظرة مختلفة عن سابقيه من المؤتمرات التي نهجت ذات النهج.

وسلّط الشيخ الصفار الضوء على هدفين أساسيين لعقد هذا المؤتمر العالمي:

الهدف الأول: خارجي، ويتمثل في تحسين صورة الإسلام للعالم، وبالخصوص في هذه الحقبة الزمنية التي تشوّهت فيها صورة الإسلام بسبب تلك التصرفات الهوجاء التي قام بها مجموعة من الحمقى المنتمين للإسلام.

وباعتبار موقعية المملكة وأن عدداً من هؤلاء الحمقى ينتمون إلى هذا البلد، لذلك تحمّلت المملكة القسط الأكبر من المسؤولية، فما عاد السعودي يحمل تلك المكانة والاحترام عند غالبية الدول والمجتمعات، فقد حصل انحسار في التعاطي اللائق مع السعوديين بسبب تلك الأحداث الطائشة.

الهدف الثاني: داخلي، ويتمثل في تخفيف حدّة التشدد والانغلاق الذي تعيشه الأمة الإسلامية في داخلها، حيث تزخر الأمة الإسلامية بتعدد في التيارات والتوجهات، إلا أن هذا التعدد شابه وجود بعض التيارات المنغلقة والمتشددة والتي ترفض الاعتراف بالآخر والتعايش معه، فجاء هذا الحوار ليؤصل قيمة التعايش والتسامح، ليُعالج بذلك هذه الحالة المتشددة عند بعض التيارات لتتعايش مع بقية المسلمين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم.

وأكد الشيخ الصفار أن هذا المؤتمر لم يسلم من معارضة بعض المتشددين من المؤسسة الدينية الذين يعتبرون أن الدور الأساس في التعامل مع الديانات الأخرى يتمثل فقط في الدعوة للإسلام، ولا سبيل للحوار من أجل التعايش والتعاون في المشتركات. لكن قيادة المملكة اتخذت منحى مختلفاً وقد أكد الملك عبد الله في افتتاحيته للمؤتمر أن هذا المؤتمر إنما يُعقد من أجل الحوار في المشتركات، ومن أجل تأكيد قيم التعايش والتسامح بين أتباع الديانات المختلفة. وهذا ما تؤكده أيات القرآن الحكيم، يقول تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (آل عمران، 64).

وحول النتائج المرجوة من عقد هذا المؤتمر أكد الشيخ الصفار أن البعض يستعجل النتائج متجاهلين التراكمات الجليدية من التخلف التي تكوّنت عبر السنين الماضية، وأن إزالتها يستلزم جهوداً مضنية، وهذا الحوار إنما هو خطوة في الطريق، بحاجة إلى خطوات تتبعه، والأمل بالله كبير.

وختم الشيخ الصفار الخطبة بالإشارة إلى مؤتمر المجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية، والذي عُقد في الرباط في مقر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (أييسكو) بتاريخ 24/7/2008م وقد نص في توصياته الختامية على ضرورة أن تشمل المناهج الدراسية على ثقافة التقريب، وأن يجتهد العلماء والخطباء في نشر ثقافة التسامح والتعايش. مما يؤكد على أن هذا المؤتمر يصب في ذات المسار الذي سار عليه المؤتمر العالمي للحوار، وهو التأكيد على ضرورة التعايش فيما بين البشر على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وطوائفهم، وأن لغة الحوار هي اللغة المثلى التي ينبغي أن تحكم هذا التعايش.

الخطبة الثانية

حثّ الشيخ الصفّار جموع المصلين على مداومة ذكر الله تعالى، مؤكداً أن المؤمن ينبغي أن يكون ذكر الله تعالى دائماً على لسانه، وبالتالي يكون الله تعالى حاضراً في قلبه ونفسه.

وأكد أن ذكر الله تعالى ليس مجرد ألفاظ، وقلقلة لسان، وإنما هو استحضارٌ لصفات الله تعالى، واستشعارٌ لرقابته على الإنسان.

وأضاف: إن ذكر الله تعالى يدفع الإنسان للطريق الصحيح، ويصده عن طريق الانحراف، ويجعل قلب الإنسان مطمئناً، يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد، 28)، ويقول تعالى: ﴿الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (آل عمران، 191).

واستعرض جملةً من الأحاديث والروايات التي تؤكد أهمية التزام الإنسان بذكر الله تعالى وتسبيحه:

- قال رجل للنبي : أحب أن أكون أخص الناس إلى الله تعالى؟ قال : ((أكثر ذكر الله تكن أخص العباد إلى الله تعالى)).

- وسئل : من أكرم الخلق على الله؟ قال : ((أكثرهم ذكراً لله، وأعملهم بطاعته)).

- وقال : ((ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا حسر عليها يوم القيامة)).

- وعن الإمام الصادق أنه قال: ((أكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل والنهار، فإن الله أمر بكثرة الذكر له)).

- وقال : ((إذا ذكر العبد ربه في اليوم مائة مرة كان ذلك كثيراً)).

- وفي دعاءكميل جاءت هذه الفقرة: ((يا ربّ يا ربّ يا ربّ أسألك بحقك وقدسك وأعظم صفاتك وأسئمائك أن تجعل أوقاتي من الليل والنهار بذكرك معمورة، وبخدمتك موصولة، وأعمالي عندك مقبولة)).

وأكد أن على الإنسان أن لا ينشغل عن ذكر الله تعالى بأي شيءٍ آخر، امنثالاً لأمر الله تعالى، حيث يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (المنافقون، 9).
 
واختتم الشيخ الصفار الخطبة بالتأكيد على أن ذكر الله تعالى ينبغي أن يكون حاضراً في قلب الإنسان وفكره ووعيه في كل حين، وبالخصوص في اللحظات التي تتحرك فيها شهواته وغرائزه، فإن ذكر الله تعالى يقي الإنسان من الاستجابة لتلك الأهواء والشهوات المنحرفة، يقول تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (الأعراف، 201).

والحمد لله رب العالمين