الشيخ الصفار: نحن بحاجة إلى مؤسسات تتكفل بإنهاض المجتمع والحفاظ على أمنه

بحضور مميز: الشيخ الصفار يفتتح منتدى سيهات الثقافي

مكتب الشيخ حسن الصفار عبدالباري الدخيل

 في ليلة طيبة من ليالي شهر رمضان المبارك، افتتح الشيخ حسن الصفار، في منزل الأستاذ كمال احمد المزعل ( منتدى سيهات الثقافي ) مساء يوم الاربعاء (10/9/1429هـ الموافق 10/9/2008م)، وقد فاق عدد الحضور كافة التوقعات، لمثل هذا النوع من البرامج، عاكساً بذلك أول بشائر النجاح  للمنتدى يعد أول منتدى ثقافي شهري في مدينة سيهات، يهتم بالتواصل الثقافي مع المجتمع، وفي باكورة نشاطه بدأ فعالياته الثقافية باستضافة سماحة الشيخ الصفار في ندوة بعنوان " المؤسسات الأهلية وحماية الأمن الاجتماعي ".


بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها، الشاب احمد رضا المدلوح، بعد ذلك  كلمة للأستاذ كمال المزعل راعي المنتدى رحب فيها بالحضور الذي كان بمستوى الحدث، مؤكدا على ضرورة العلم والتعلم ذاكرا بعض الاحاديث النبوية التي تؤكد على اهمية التعلم وتعليم الآخرين ، وأن في ذلك ثواباً كثيراً، يصل إلى مرحلة الجهاد، وبين أهداف ومهام المنتدى، مؤكدا على ضرورة مواكبة مسيرة الاصلاح والاهتمام بالتغيير للوصول إلى الأفضل بما يساهم في تطوير المجتمع ثقافيا، موضحا ان المنتدى سيقوم بطرح مواضيع مختلفة تهم المجتمع، تشمل الجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية.


 بعد ذلك تحدث سماحة الشيخ الصفار الذي قال: إن حماية أمن المجتمع مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى إلا إنها لا تستطيع القيام بذلك لوحدها ، فيجب على المؤسسات الاهلية المساهمة في هذا الدور، نعم الدولة تتحمل القسط الأوفر من المسؤولية، لكنها لا تستطيع أن تقوم بكل المعالجات، لأن قضية الأمن الاجتماعي له جانب يرتبط بالتنشئة التربوية، وجانب يرتبط بالبيئة الاجتماعية، وآخر يرتبط بالثقافة السائدة وبالمشاكل المعاشة في أوساط المجتمع، كما يرتبط بتأثيرات الإعلام، والثقافة الموجودة فيه، وهناك جوانب مختلفة ومتعددة تفرض أن يكون هناك تكاتف وتتضافر للجهود بين الناس وبين الدولة، بين السلطة وبين مختلف القوى ذات التأثير في الشأن الاجتماعي.الاستاذ حسن السبع

المجتمع وتحمل المسئولية


كما طالب سماحته: كل فرد من المجتمع أن يتحمّل مسئوليته، ففكرة المسؤولية فكرة مهمة جدا، كلما كان الإنسان أكثر حضارية، وأكثر وعيا كان أكثر إدراكا لهذه الفكرة في حياته، بينما الإنسان الذي يفتقد الوعي الحضاري والإدراك الإنساني، فبنسبة هذا الافتقاد يقل شعوره بالمسؤولية، إنه يحمّل أعباءه على الآخرين، ويتصور نفسه مجرد ضيف، وهناك من يفكر عنه، ومن يخطط له، المجتمعات المتقدمة ساعدها على التقدم قوة هذا الشعور في نفس كل فرد من أفرادها، إنه مسئول عن ذاته أولا،  ومسئول عن الشأن العام ثانيا، في مجتمعاتنا الإنسان لا يشعر انه معني بتحمل المسؤولية، وقد تحول هذا التفكير من الإطار الفردي إلى الإطار المجتمعي، حيث أصبح المجتمع يعيش مشاكل، ويواجه تحديات، لكنه يرمي المسؤولية على غيره، فالآخرون هم المعنيون بمواجهة هذه التحديات وليس هو.


المؤسسات الاجتماعية


وتحدث سماحته عن حاجة المجتمع إلى ثلاثة أنواع من المؤسسات:


- مؤسسات اجتماعية للدراسة والتخطيط، حيث نفتقد مؤسسات تقوم بعمليات البحث والرصد لمختلف الظواهر الاجتماعية ثم دراستها لمعرفة سبب المشكلة، والطرق المثلى لعلاجها.


- ومؤسسات للقيام بدور التوعية والتوجيه والإرشاد المتناسب مع فكر الجيل الجديد.


- ومؤسسات للتأهيل والدعم، لافتا إلى أن الكثير من حالات الإجرام والانحراف والعدوان على الأمن ناشئة من وجود حاجات وأزمات ومشاكل، هنا لا يفيد الوعظ والإرشاد فقط، وإنما لا بد من وضع خطط لمعالجة هذه المشاكل التي يعاني منها بعض أبناء المجتمع، لتأهيلهم لبناء حياتهم بالطرق السليمة والمشروعة.السيد عدنان العوامي


  وفي الختام، تم إثراء اللقاء بالعديد من المداخلات المتميزة التي أضافت الكثير من العمق للندوة، من أبرز المداخلين الأديب الأستاذ السيد عدنان العوامي ، والأديب الأستاذ حسن السبع، والأستاذ جعفر العيد ، والأستاذ على آل طالب، والسيد ابراهيم الزاكي، والكاتب الصحفي الرياضي الاستاذ محمد الشيخ، والاستاذ رضا سليس والمهندس على رضي وغيرهم. 
 
وقد تميز الحضور بالتنوع والاختلاف في الاعمار والاهتمامات، وكان من الحاضرين السيد محمد الساخن والشيخ مصطفى مسلم والشيخ حسين مسلم والكاتب الصحفي الأستاذ ميرزا الخويلدي، وعضوي المجلس البلدي المهندس عيسى المزعل والدكتور عبدالله السكيري والاستاذ مهدي صليل والاستاذ عادل المتروك والأستاذ نصر هلال والأستاذ حسن علي الزاير وآخرون.


الجدير بالذكر ان المنتدى سيكون شهريا، يعقد في مساء أول يوم اثنين من كل شهر عربي.