الشيخ حسن الصفار... والقيم الإنسانية «2»

العلماء والخطباء والكتاب في هذه الأمة كثير, ولكن العظماء فيها قليلون, والصالحون فيها كثير ولكن المصلحين فيها نزر يسير, والعاملون فيها هذه الأمة كثير ولكن المخلصين فيها قليل, كشجر الغاب تجدها كثيرة باسقة لكنها دون ثمر ليس فيها حياة ولا روح فارغة كرؤوس التماثيل لاتسمع فيها سوى زئير الأسود وأصوات الوحوش الضارية التي تجلب لك الرعب وتزرع فيك الخوف..

هذه الأمة لا تعرف رجالها ولا تعلم مكانهم ولا تشعر بعظمتهم إلا وهم ذاهبون إلى قبورهم كصاحب الدار الذي لا يعلم أن في داره كنزا حتى إذا ماباعها على من يستخرج ذلك الكنز جلس تحت حائطها يبكي بكاء البائس المحزون.
 
سماحة الشيخ حسن الصفار حفظه الله الذين يعرفونه اقل من الذين يجهلونه والذين ينظرونه ببصائرهم اقل من الذين يرونه بأبصارهم لأنه لو نظرت إلى قلبه لرأيته مكمنا للعمل الصالح ومرتعا للجهاد المستمر والذي يعمله في السر أكثر مما يعمله في العلانية وهو في الحالتين لا يدل على نفسه بنفسه..
 
سماحة الشيخ حسن الصفار ليس عاملا حثيثا فحسب بل هو عمل بذاته أنموذجا رائعا للإنسان كمفردة «إنسان» فضلا انه عالم، عامل، ورع، مخلص، صالح، مصلح، متيقظ لهموم أمته على الوجه العام ولمجتمعه على الصعيد الخاص حمل أمانته بصدق وعمل، وأحاط بها إحاطة السوار بالمعصم بعيد النظر في عمله لا يلتفت خلفه متخذا قول الله تعالى ﴿وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ [سورة التوبة: 105] طريقا ومنهجا وهذا سر توفيقه ونجاحه، لايهمه كلام مغرض ولا صياح حاسد ومن كان الله معه فمن عليه؟

سماحة الشيخ حسن الصفار هو كما قال احد العارفين "أن العلماء الصالحين المصلحين هم ورثة علم الأنبياء,وهم مصابيح الهدى والبقية الفاضلة على الأرض، وهم حملة الحكمة التي يحي الله بضيائها القلوب كما يحي الأرض الميتة بوابل السماء".

وحسبي قول العقاد "إذا اختلف الناس على رجل فأعلم انه عظيم"..

فأمسه لايساوي يومه، ويومه لايساوي غده, تراه في كل يوم يطل عليه، إلا وهو يشرع في عمل جديد, لأمته ومجتمعه, فهو حفظه الله تعالى ليس بالمغبون في أيامه, وليس الراكن إلى الوقوف والهدوء والاستكانة.. والفضل يعود بعد توفيق الله له إدراكه ووعيه لما يريد وهو نشر الخير والصلاح في امة تقاذفتها الفتن والخطب من كل حدب وصوب..
 
فهنيئا لهذا الشيخ الجليل على هذا التوفيق، زاده الله توفيقا.