الشيخ الصفار: رسالة مكتبنا تنمية المجتمع وتعزيز موقعيته الوطنية

مكتب الشيخ حسن الصفار محمد عبد الله المقرب

في خطوة غير مسبوقة على الصعيد المحلي استعرض مكتب سماحة الشيخ حسن الصفار تقريره السنوي مساء الجمعة الماضي 23 ربيع الأولى 1430هـ الموافق 20 مارس 2009 م.

وقد صرح سماحة الشيخ حسن الصفار في كلمة التقرير بأن رسالة المكتب هي: تنمية المجتمع وتعزيز موقعيته الوطنية. وأشار في حديثه عن نشاطات المكتب إلى الدور الهام في التواصل مع المسئولين لحل مشاكل المواطنين الشيعة وإيصالها إليهم مباشرة، مشيرا في ذات الوقت إلى أن التواصل قد يساعد في حل بعض الأمور، وقد يخفق في بعضها الآخر مشددا على أهمية التواصل.

وذكر الشيخ في استعراضه للقاءات التي تمت خلال العام المنصرم، لقائه مع المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وهو أول لقاء من نوعه، حيث لم يسبق أن استقبل المفتي رجل دين شيعي سعودي منذ توليه منصب الإفتاء، وأشار سماحته أيضا إلى أن مجمل اللقاءات التي تمت مع المسئولين، واستعرضها التقرير هي التي تكون ضمن برنامج عمل، وليس الزيارات ذات الطابع التشريفاتي.

اللقاء الذي حضره ما يقارب الأربعمائة شخصية، بينهم علماء ومثقفون ووجهاء، استعرض التقرير السنوي للأنشطة التي قام بها مكتب سماحة الشيخ الصفار، خلال الفترة من الأول من رمضان لعام 1428 هـ حتى نهاية عام 1429 هـ.

بدء اللقاء بآيات من الذكر الحكيم رتلها المقرئ (أسامة الحسين)، ثم كلمة سماحة العلامة الشيخ حسن الصفار، الذي رحب في بدايتها بالحضور، شاكرا حضورهم، ثم ذكر سماحته مقدمة: أن تقدم وتطور الفكر البشري أوجب تطويراً ومطالب لتطوير وتنمية  أدوار القوى، والفعاليات الاجتماعية، لتلبية التوسع في حاجات المجتمع الثقافية والسياسية والاقتصادية. وقد ضرب مثلا بالعملية التربوية داخل المجتمع، التي أصبحت معقدة، وأنها بحاجة لمزيد من التأهيل والتطوير، وكذلك العملية التعليمية، وما حصل عليها من تطور معرفي، وانتهاء بالسلطة السياسية، التي لم يعد دورها  كالماضي، فلقد أصبحت تنقسم لمؤسسات، وأصبح لديها دساتير وهيئات رقابية.

وأشار سماحته إلى دور الجهة الدينية في المجتمع، وإلى وجوب تطوير دورها وأدائها، وأنه لم يعد مقبولا أن تكون كالماضي، فيكون الجوهر واحداً لكن الأساليب والأداء يفرض الزمن تطورها وتغييرها، ومثل سماحته ذلك بالأنبياء عليهم السلام،  فدعوتهم العقائدية واحدة، لكن شرائعهم تتطور من نبي لآخر.

وأضاف: إن عالم الدين يجب أن يحمل برنامجا لرسالته وأهدافه التي تتناسب مع المعطيات الزمنية الحالية، وأن تكون عينه على التطوير وتنمية المجتمع، ولم تعد مهمته فقط إدارة الأوضاع القائمة فقط كصلاة الجماعة، فيجب أن يتبنى خطة لتنمية واقع المجتمع الذي يعمل فيه، وبالتالي إحداث عملية مجتمعية للاستجابة للتحديات التي تواجه المجتمع، والارتقاء به نحو الأفضل.

كما أوضح الشيخ الصفار أن لدوره عالم الدين حدود، فهو ليس بديلا عن المجتمع، لكن يكمن دوره الكبير في توجيه طاقات المجتمع، وإنهاض الناس لتحمل مسؤولياتهم في كافة المجالات، الدينية والحياتية، وبالتالي ليس عالم الدين طرفا في مقابل الأطراف الاجتماعية الأخرى، وليس عليه أن ينجز العمل بمفرده وإذا كان التكليف شخصيا للفرد، فعلى عالم الدين أن يوجه الآخرين بتكليفهم في مختلف المجالات. وأشاد في ختام كلمته بدور العلماء والمثقفين والمهتمين بالشأن العام الذين يعملون في خدمة المجتمع.

بعد ذلك تمت تلاوة التقرير المالي للمكتب، الذي أوضح مصدر الإيرادات المالية المتمثلة في الحقوق الشرعية، والتبرعات، والصدقات، والكفّارات، وقضاء العبادات،  وأن صرفها تمثل في المساعدات العامة، كمساعدة طلبة العلوم الدينية، والفقراء، والجمعيات، والهيئات الخيرية والثقافية.

ثم استعراض التقرير الخاص بالأنشطة الثقافية للمكتب، التي برز من أهمها دعم المؤسسات الثقافية، وطباعة الكتب، حيث تم طباعة 18 كتابا جديدا، ومعاد طباعته، تجاوزت عدد نسخها المائة ألف نسخة. بالإضافة إلى الكتب المترجمة وبلغت 7 كتب، والكتب التي تبنى المكتب طباعتها وبلغت 6 كتب، بالإضافة إلى ودعم المجلات الفكرية، والتسجيلات الصوتية والالكترونية، وأوضح التقرير أن المكتبة الصوتية تضم أكثر من 1890 مادة تسجيلية، هذا وقد قامت اللجنة هذا العام بتسجيل أكثر من 76 فاعلية لسماحة الشيخ الصفار، وتوزيع 6331 CD.

وعن قسم الإصلاح الاجتماعي أوضح التقرير أن مكتب سماحة الشيخ يتولى دراسة المشاكل الاجتماعية، والأسرية، الواردة إليه، إما باللقاء المباشر أو عن طريق الموقع الالكتروني، أو الاتصال الهاتفي، وذلك بدراسة علمية ودقيقة للمشكلة من جميع أبعادها، ثم المساهمة في حلها، مباشرة، وتوجيه التوصيات الحكيمة لأطرافها، أو عن طريق لجان الإصلاح، وعن عدد المشاكل المستقبلة جاء في التقرير أنها تربوا على ثلاثين مشكلة شهريا مقسمة بين الحضور المباشر، أو عبر الموقع الالكتروني.

وجاء في التقرير أن في مكتب سماحة العلامة الشيخ الصفار مكتبة  تضم أكثر من إحدى عشر ألف كتاب،  ولها فهرسة الكترونية، وموظف مختص بها، وتفتح أبوابها لمدة (8) ساعات يوميا، وأضيف لها في هذا العام (1400) كتاب، كما يوجد بها خدمة الانترنت، وقسم خاص بالنساء يحتوي على أكثر من (1500) كتاب، وقد زار المكتبة العديد من الشخصيات العلمائية، والمفكرين، والباحثين من الشيعة والسنة، وبعض الصحفيين الأجانب.

وقبل استعراض تقرير العلاقات للمكتب، أشار سماحة الشيخ إننا نعيش في وطن يعاني فيه المواطنون عامة  في نواحي اقتصادية أو خدماتية، وهناك مشاكل خاصة بالمواطنين الشيعة، وذكر أن اجترار الغبن من وجود أي مشكلة لا يساهم في حلها، لكن الصحيح أن يكون توجه من المجتمع لمعالجة المشاكل بالتواصل مع الجهات المسئولة، كما وجه بإيجاد وسائل في المجتمع لحل هذه المشكلات، وأشار إلى أن السعي  لحل بعض المشكلات يحتاج إلى وقت طويل، لأنها لا تعالج بين عشية أو ضحاها.

كما أشار التقرير إلى الزيارات التي قام بها سماحة الشيخ الصفار للعديد من الجهات الرسمية في هذا الوطن والتي كانت في أولياتها القيام بزيارتين لخادم الحرمين الشريفين  ولقاء مع ولي العهد وعدة لقاءات مع أصحاب السمو الملكي الأمراء: وزير الداخلية، ومساعده للشؤون الأمنية، وأمير منطقة الرياض وأمير المنطقة الشرقية، ونائبه، ومفتي عام المملكة، وأصحاب المعالي: وزير التعليم العالي، ووزير الشؤون الاجتماعية، ووزير الثقافة والإعلام، وأصحاب السعادة: مدير التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية، ومدير الشرطة، ورئيس هيئة حقوق الإنسان، ومدير تعليم البنات بالمنطقة الشرقية، ووكيل أمارة المنطقة الشرقية، ورئيس تحرير جريدة اليوم، وأشار أن في كل هذه اللقاءات يجري استعراض المشاكل والتحديات، التي تواجه هذا الوطن، ومواطنيه بصفة عامة، وما يعانيه الشيعة من مشاكل بصفة خاصة، ودراسة ما يحتاجونه للعيش ضمن وطن يحبهم ويحبونه.

كما ذكر التقرير العديد من  المشاركات واللقاءات والزيارات على المستوى المحلي أو الدولي التي قام بها سماحة الشيخ الصفار كمشاركته في مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران، ومؤتمر الحوار الإسلامي العالمي في مكة، والمؤتمر العالمي للحوار بين الأديان في اسبانيا، الذي رعاه خادم الحرمين الشريفين، كذلك المشاركة في تكريم أمين عام مجمع الفقه الإسلامي الشيخ الحبيب بن الخوجة في جدة، ومؤتمر الأئمة والدعاة في البحرين، ومؤتمر تكريم العلامة العسكري في طهران، والعديد من المؤتمرات واللقاءات الأخرى على مستوى دول الخليج والعالم الإسلامي، واللقاء مع الشخصيات المشاركة، والعلماء والمرجعيات الموجودة في بلد المؤتمر (لبنان، قم)، كما اعتذر سماحته عن المشاركة في مؤتمر حوار الأديان في قطر، ولقاء علماء المسلمين في النجف، ومؤتمر منتدى الوحدة الإسلامية في لندن (الأول والثاني) نظرا لتعارضها مع مشاركات وفعاليات أخرى يقوم بها سماحته.

وأوضح التقرير أيضا قيام العديد من  رؤساء الهيئات والفعاليات  الرسمية، والوطنية، وأصحاب الفكر والثقافة، بزيارة مكتب سماحة الشيخ الصفار، كزيارة معالي الشيخ عبدالمقصود خوجة، ومرافقيه أثناء تكريمه من  قبل سماحته والتي حضرها العديد من الشخصيات العلمائية، والوطنية، والمثقفين من سائر دول الخليج، وزيارة الدكتور راشد المبارك، والدكتور عبدالله العسكر، وزيارة الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب أمير الشرقية، والأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز وكيل الحرس الوطني في المنطقة الشرقية، والاستاذ محمد سعيد الطيب، والأستاذ واصف كابلي، والشيخ حسن فرحان المالكي، والدكتور محمد النجيمي مع عدد من السلفيين، والشيخ أحمد المزيد، والدكتور محمد عبده يماني، والشيخ عبد الرحمن المحرج، ووزير الإعلام السابق إياد مدني، والأستاذ محمد الوعيل والشيخ محمد بن سويلم.

أما عن الحضور الصحفي لسماحة الشيخ الصفار فذكر التقرير أن الحضور الصحفي للشيخ الصفار كان منوعا حيث نُشرت لسماحته مقالات في الجرائد والمجلات المختلفة كجريدة الوطن الكويتية، وجريدة الوطن القطرية، وجريدة الأيام البحرينية، وجريدة بينات البيروتية، ومجلة رسالة التقريب، وملحق الرسالة لجريدة المدينة، ومجلة ثقافة التقريب، وحوارات في مجلة اليمامية، وجريدة الدار، وجريدة عكاظ، وعربنيوز، كما اهتمت بعض المواقع الإيرانية بترجمة أخبار سماحته ونشرها باللغة الفارسية.

وذكر التقرير أيضا أنه تمت استضافة سماحته في  حوارات عديدة في قنوات فضائية من أبرزها قناة المنار، والكوثر، وقناة LBC والقناة الأولى السعودية، وقناة الإخبارية، وإذاعة BBC العربية، كما بثت له العديد من المحاضرات في قناة المنار والسلام والفرات والفرقان، والزهراء، وأهل البيت، وفورتين التي تقوم أيضا ببث خطبة الجمعة لسماحته في كل اسبوع، كما بثت له بعض إذاعات الراديو العديد من المحاضرات كإذاعة طهران وإذاعة الأمل من العراق وإذاعة استرالية تبث باللغة العربية.

كما أشار التقرير إلى الموقع الالكتروني لسماحته، الذي تم تدشينه في عام 1999م، كأول موقع الكتروني خاص بأحد علماء الدين الشيعة في السعودية، ووفقا للإحصاءات الالكترونية أصبح الموقع وجهة لأكثر من مئتي الف زائر، خلال العام الأخير من داخل المملكة وخارجها.

أما عن آخر أقسام المكتب التي تأسست حديثا، فهو القسم النسائي، الذي تعود نشأته لعام 1428 هـ، الذي يهدف إلى الارتقاء الواعي بمستوى المرأة في كل الاتجاهات، والتوعية بمسؤولياتها الأسرية والاجتماعية، وكانت له هذا العام أنشطة كثيرة ومتنوعة، بين استضافات لشخصيات نسائية، وبين زيارات لأنشطة ثقافية واجتماعية.

وفي نهاية اللقاء عرضت فرقة قطيف فرندز فلمها الجديد بعنوان (المهمة الصعبة) سيناريو وحوار السيد فاضل الشعلة، وإخراج احمد الجارودي، وبطولة رائد الشنخنخ وعبدالباري الدخيل.

الصور: