الشيخ الصفار يشارك في افتتاح مجلس اليوسف في سيهات

مكتب الشيخ حسن الصفار حسين زين الدين

شارك سماحة الشيخ حسن موسى الصفار مساء الاثنين 26/3/1430هـ في افتتاح مجلس اليوسف في سيهات بحضور شخصيات دينية واجتماعية.

وأكد سماحته خلال كلمته على أهمية التواصل الاجتماعي في هذا العصر الذي انشغل فيه كل إنسان بنفسه وتعمقت فكرة الأنانية والذاتية، وغابت الأحاسيس والمشاعر، حتى بات اجتماعنا في كثير من الأحيان اجتماع أبدان.

وأضاف إننا بحاجة إلى تواصل المشاعر والأحاسيس والعواطف، وأن نعيش هموم بعضنا البعض، وأن نتداول الرأي والأفكار، منوهاً إلى إنّ أمثال هذه المجالس واللقاءات يجب أن توجه بهذا الاتجاه.

ودعا سماحته إلى أن تنطلق من مثل هذه المجالس مبادرات مفيدة للمجتمع في حل قضاياه وتلبية احتياجاته، موضحاً لو أن كل مجلس من المجالس تبنى على عاتقه قضية من القضايا، لاستطعنا أن نقوم بكثير من الأعمال وأن ننجز الكثير من المهام.

وبيّن سماحته أهمية هذه اللقاءات في حياة الناس الماضية حينما يلتقون ببعضهم في لقاءات عامة، ويفرغون همومهم ضمن حياتهم البسيطة، ويتفقدون بعضهم بعضا، ويسألون عن أوضاعهم وأحوالهم،فكانت تلك المجالس فرصة للتثقيف.

 

كلمة سماحة الشيخ الصفار:

بعد التحية والسلام على الحضور قدم سماحته للجميع التهاني والتبريكات بهذه المناسبة السعيدة ذكرى ميلاد رسول الله خير الكائنات وأفضل المخلوقات صلى الله عليه وآله وحفيده الإمام جعفر بن محمد الصادق صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل البيت أجمعين. ومن ثم واصل كلمته أبارك لأخينا الكريم هذه المبادرة الطيبة بأن يكون بيته مكانا للاجتماع ولذكر الله تعالى ولتواصل المؤمنين مع بعضهم وإنه من أفضل ما يُعمّر به البيت ومن أفضل أسباب جلب البركة والخير للمنزل وللمقيمين فيه, نسأل الله أن يجعل أهل هذا المنزل عامرا بأهله وأن يتقبل منهم هذا العمل وأن يجعل هذا اللقاء المبارك دائما بالخير والصحة والعافية.

أيها الإخوة الأعزاء علي أن أشير إلى فكرة مهمة، نحن بأمس الحاجة إليها، تلك الفكرة هي فكرة تأكيد التواصل الاجتماعي، في هذا العصر انشغل كل إنسان بنفسه، وتعمقت فكرة الأنانية والذاتية، لذلك حتى إذا اجتمع الناس مع بعضهم في كثير من الأحيان يكون الاجتماع اجتماع أبدان، نحن بحاجة إلى تواصل المشاعر والأحاسيس والعواطف، أن نعيش هموم بعضنا البعض، وأن نتداول الرأي والأفكار، إنّ أمثال هذه المجالس واللقاءات يجب أن توجه بهذا الاتجاه, في الماضي كانت مثل هذه العوائد الأسبوعية بمثابة الملتقى والنادي والمستراح النفسي, الناس كانوا يعملون في بساتينهم، أو في البحر، أو في السوق، ويعود كل منهم مثقلا مجهدا، يجتمعون في الليل بعد صلاة المغرب، أهل كل محلة، وأهل كل منطقة، والبيوت المتجاورة، يجتمعون مع بعضهم البعض في كل ليلة، فتكون الفرصة سانحة أمام الكل للتنفيس عن الهموم والغموم والأتعاب والمشاكل، تسر قلوبهم حينما يلتقون ببعضهم، ويفرغون همومهم ضمن حياتهم البسيطة، ويتفقدون بعضهم بعضا، فإذا ما غاب أحدهم عن المجلس للعادة الأسبوعية كلهم يتساءلون: مال فلان لم يأتي؟ لا ينتظرون أن يأتيهم الخبر بل يبادرون عند الخروج إلى طرق باب داره، والسؤال عن أوضاعه وأحواله، وكانت تلك المجالس هي فرصة التثقيف, كان هناك من يعرف شيئا من علوم الدين (من الخطباء أو من العلماء) ويأتي لكي يتحدث للناس حسب مستويات ذلك الجيل وذلك العصر.

نحن الآن أيضا بحاجة إلى مثل هذا الأمر، أن تكون لنا مثل هذه اللقاءات والمجالس، نتواصل فيها نفسيا وليس بالأبدان فقط، يطّلع كل واحد منا على هموم الآخر، ويتداول بعض الرأي والفكر، هذا ما يحبه الله ورسوله ويحبه أهل البيت عليهم السلام، الذين رُويت عنهم أحاديث وروايات كثيرة تؤكد على أتباعهم وشيعتهم، أن يتلاقوا، وأن يتزاورا، وأن يتحادثوا، وأن يتذاكروا، وأن يحيوا أمر أهل البيت في مثل هذه المجالس، ومن الجيد أن تنطلق من هذه المجالس مبادرات مفيدة للمجتمع. هناك حاجات ومشاكل, هناك قضايا في المجتمع، لو أنّ كل مجلس من المجالس تبنى على عاتقه قضية من القضايا, أو مسألة من المسائل، تداولوا الرأي فيها وتناقشوا وحاولوا أن يصلوا إلى أشياء عملية يمارسونها, مشكلة الكثير من الناس أنهم يفكرون ويتحدثون عن واجبات الآخرين، لازم يكون كذا، ولازم يصير كذا، والمفروض يحصل كذا، يتحدثون عن المفروض على غيرهم ويتجاوزون أنفسهم فلا يقبلون بتوصيات ترتبط بهم, نحن ما ذا نعمل؟ نحن ماذا علينا؟, علينا أن ننظر للآخرين فقط؟,علينا أن نفتي للآخرين فقط؟, علينا أن نتكلم عن ما يفترض على الآخرين فقط؟, لو أن كل إنسان طالب نفسه عند الحديث عن أي مشكلة وقضية: ماذا عليّ أنا أن أفعل؟ ماذا عليّ أنا أن أعمل؟ لاستطعنا أن نقوم بكثير من الأعمال، وأن ننجز الكثير من المهام, لا أطيل عليكم و خير ما حصل أن يفتتح بذكر رسول الله صلى الله عليه وآله، وبالاحتفال بمولده.

وأختتم حديثه: أرجوا لكم الخير والتوفيق، أرجوا لصاحب المنزل ولهذا المجلس أن يكون دائم الخير، وأن يكون ذلك سبباً لنزول الملائكة، وأن تحف المجلس والبيت بالدعاء والاستغفار لزواره ورواده وأن يدفع الله البلاء عن أهل هذا المنزل، وعن أهل هذا المجلس، وعن جميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها, اللهم وفقنا لمراضيك, جنبنا عن معاصيك, اللهم اغفر لنا ذنوبنا, كفر عنا سيئاتنا. أعنا على أنفسنا كما أعنت الصالحين على أنفسهم, اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك مجيب الدعوات, ثبتنا على ولاية أهل بيت نبيك ومحبتهم واجعلنا من السائرين في طريقهم واحشرنا يوم القيامة في زمرتهم برحمتك يا أرحم الرحمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

الصور: