ويزور السيد فضل الله والشيخ النابلسي

سماحة الشيخ الصفار يشارك في مؤتمر دولي عن فكر العالمين العلايلي ومغنية

مكتب الشيخ حسن الصفار محمد عبد الله المقرب

بدعوة من هيئة الإشراف على المؤتمر الدولي في فكر العالمين الكبيرين الشيخ عبد الله العلايلي والشيخ محمد جواد مغنية والمنعقد في بيروت في 24 آذار 2009 م شارك سماحة العلامة الشيخ حسن الصفار بورقة بحث بعنوان «مقومات الشجاعة الفكرية في شخصية الشيخ محمد جواد مغنية» والتي أوضح فيها متى يتكون الرأي عند الإنسان، وإلى دور القدرة العقلية الخارقة التي يتمتع بها الإنسان، كما بين أن الحاجة ماسة إلى تشجيع صناعة الرأي خاصة في الأوساط العلمية والثقافية وتجاوز حالة الركود وتوارث الآراء واجترار الأفكار، وأن أهم عائق يواجه الإنسان في مجال الإبداع الفكري هو الرهبة الداخلية الناشئة من ضعف الثقة بالذات والوقوع تحت تأثير الإنبهار بشخصيات أخرى ذات قداسة ونفوذ تصبح سقوفا تمنع انطلاق التفكير.

واشار في ورقته إلى دور الإجتهاد في الدين ضمن الضوابط العلمية ودوره في اتساع المعارف الناتجة عن الاستمرار في القراءة والمراجعة للنص والتراث الديني مما يعني تلافي ثغرات آراء السلف واستكشاف لمعالجات النوازل الجادثة، لكن مسيرة النمو والتقدم في المعرفة الدينية عانت من الركود وطول التوقف في الكثير من محطات الزمن تبعا لواقع الأمة والتي تأثرت بواقع الاستبداد السياسي وحال التخلف الاجتماعي ، مما أدى لتوقف حركة الإبداع والتطوير والتمسك بالموروث دون تحقيق وتمحيص وإضفاء القداسة على آراء السلف وتجريم أي مخالفة لرأي المشهور.

وأشار إلى أنه حينما يتمرد باحث على تلك الأجواء الضاغطة تتخذ بحقه إجراءات قاسية تبدأ من التشكيك في الكفاءة العلمية إلى الإتهام في الدين وصولا إلى إسقاط الشخصية والعزل الاجتماعي.

وأشار إلى أنه في طليعة العلماء الرواد في هذا العصر الفقيه المجدد الشيخ محمد جواد مغنية (1332- 1400 هـ) والذي توفرت في شخصيته درجة عالية من الشجاعة والإقدام تجاوز بها كل التحفظات والعوائق وتحدى أجواء الإرهاب الفكري، وأشار إلى أن الشيخ مغنية:

• إتجه بخطابه وبيانه إلى جمهور الأمة ليكتب للمثقفين ويؤلف للشباب ويحدث الناس بلغة واضحة بعيدا عن أساليب التعقيد والغموض وقل نظيره في أوساط الفقهاء لجهة يسر اللغة والقدرة على الإيضاح والتبيين عند تناول القضايا الفلسفية والعقدية والأبحاث التخصصية العلمية كأصول الفقه.

• الشفافية في الخطاب، والتي لم تألفها الأوساط الدينية، حيث يكون العالَم الشخصي لعالم الدين في مشاعره وأحاسيسه واهتمامه ورغباته بعيداً عن الأضواء لا يرى الناس منه إلا مظاهر القداسة والإلتزام، لكن كتابات الشيخ مغنية تظهره بشفافية أمام جمهور القراء حيث يحدثهم عن إنجازاته وإخفاقاته ويصارحهم بمشاعره وأحاسيسه ويكشف لهم عن الكثير عن تفاصيل حياته اليومية.

• كانت شجاعته نابعة من مقوماته الذاتية ولم تكن نتاجاً لبيئة مساعدة، أو إفرازا لقوة منصب أو موقع.

•  ثقته بذاته من أهم مقومات شجاعته الفكرية، فقد أطلق العنان لفكره، ولم يمارس القمع لنفسه في داخله، بل كان يعمل عقله ويحترم نتائج بحثه دون أن يعني ذلك الاستهانة بآراء الآخرين.

• من مقومات شجاعته الفكرية عشقه للعلم والمعرفة، فبالإضافة إلى الدروس الحوزوية والحضور الواعي لأبحاث الفقهاء أفنى عمره في المطالعة والبحث حيث قرأ حسب كلامه آلاف الكتب والمجلات في مختلف مجالات المعرفة.

• إذا تكونت له قناعة وتشكل له رأي من خلال أدوات البحث العلمي فإنه يبادر إلى إعلانه وإظهاره بكل شجاعة وإقدام، وقبول النقد العلمي والاستعداد للإعتراف بالحق، يقول رحمه الله (أما النقد فلا أخشاه مادمت قادرا على الاعتراف بالحق والواقع).

• من مقومات شجاعته الفكرية قوة شخصيته في التعبير عن رأيه، جعلته يتحدى الضغوط الداخلية ولم يكن يأبه بها ولا يكترث بصخبها بل يتحدث عنها بنبرة التهكم والتحدي.

• من مقومات شجاعته الفكرية الزهد في المواقع والمكاسب، فلم يكن طموحه أن يكون مرجعاً للتقليد أو إمام جماعة أو قابضاً لأخماس ولا رئيس مؤسسة، وحين دخل في سلك القضاة لم يقبل أي مساومة مع باطل أو فساد لذلك لم تتجاوز مدة عمله الفعلي في القضاء إلا سنين معدودة.

هذا وختم العلامة الشيخ حسن الصفار ورقته عن الشيخ مغنية بعبارة "كانت حرية الرأي والموقف أولويته المطلقة، ولا قيمة دونها لأي مكسب آخر".

جدير بالذكر أن المؤتمر تضمن كلمة راعي الحفل دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري وكلمات كل من: سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية في لبنان ونائب الأمين العام لحزب الله وممثل مفتي الجمهورية اللبنانية ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى وأمين عام مجمع التقريب بين المذاهب.

هذا وقد احتوى المؤتمر على عدة جلسات:

• الجلسة الأولى: محور الوحدة الإسلامية والتقريب ورئيس الجلسة سماحة الشيخ محمد علي التسخيري.

• الجلسة الثانية: محور العلامة الشيخ محمد جواد مغنية ورئيس الجلسة سماحة الشيخ محمد حسن أختري.

• الجلسة الثالثة: محور العلامة الشيح عبد الله العلايلي ورئيس الجلسة سماحة الشيخ حسن الصفار.

• الجلسة الرابعة: محور العلامة الشيخ محمد جواد مغنية ورئيس الجلسة الشيخ محمد يزبك.

• الجلسة الخامسة والختامية: محور العلامة الشيخ عبد الله العلايلي ورئيس الجلسة سماحة الشيخ ماهر حمود.

مع الشيخ عفيف النابلسي في دارته في صيداكما قام سماحة العلامة الشيخ حسن الصفار بزيارة للمرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله وسماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي، كما أجرى بعض اللقاءات على هامش المؤتمر مع العديد من الشخصيات العلمائية والأكاديمية المشاركة في المؤتمر.