الشيخ الصفار يحتفي بلجنتي تكريم القطيف

مكتب الشيخ حسن الصفار إعداد / حسين زين الدين، تصوير ابو ماريه

احتفى سماحة الشيخ حسن الصفار مساء الأربعاء 17/6/1430هـ, بلجنتي: جائزة القطيف للإنجاز، ولجنة التكريم الأهلية، بمكتبه في القطيف.

الحفل الذي حضره نخبة من الشخصيات الاجتماعية والدينية، وكان من أبرزها الدكتور الشيخ محمود المظفر أحد أعلام النجف الأشراف، الذي كان حضوره مفاجأة سارّة حسب تعبير الشيخ الصفار, وذكر سماحته عن المظفر أنه محل ثقة القيادات الدينية والمرجعية في العراق, وكان أستاذاً في القانون بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.

بدأ الحفل بتلاوة عطرة من القرآن الكريم بصوت المقرئ عبد الجبار الشافعي، بعده ألقى الشاعر فريد النمر قصيدة بعنوان (الحالمون) جاء فيها:

الـحـالــمــون وكــلــهــم iiأنـــخــــاب
جـاؤوا عـلـى سـهـد العـيـون iiبـرنـة
والحانـة السـكـرى تـضـوّع iiثوبـهـم


عـشـق يـرقــرق كـأســه iiالأحـبــاب
أحلامهـم نحـو "القطيـف" iiسـحـاب
شـعــرا تـمــازج روحـــه الأعـنــاب

وقال:

مـلء العيـون كـمـا النخـيـل وظلـهـا
فاخشـوا رفـاقـي إن أســاءت فتـنـة
تـأبـى الحكـايـة أن تـشــوّه iiقـصـتـي
تـلـك القـلـوب إلــى الـبـلاد iiفـداؤهـا



تـلـك "القـطـيـف" مـحـبـة iiوكـتــاب
عـرَضَــا بـســوءٍ أن يـحــلّ iiعـــذاب
أو أن تـمـيـت غـرامـهـا iiالأغـــراب
وطــــن يـشـاطـركـم بــــه iiأتـــــراب

بعدها ألقى سماحة الشيخ حسن الصفار كلمة, شكر فيها جميع الحاضرين على استجابتهم للدعوة، وذكر في مطلع كلمته أننا نقف أمام ثلاث مفردات ترتسم في أفق هذا الحفل البهيج: الإنجاز على صعيد الفرد.. المأسسة في العمل الاجتماعي.. الشكر والتكريم كثقافة في المجتمع.

وبين أن إنجاز الأفراد وإبداعاتهم أصبح معيارا من معايير تقدم الأمم والشعوب، وأن التقدم الحضاري لم يتحقق إلا بجهود الأفراد المبدعين والمخترعين والمكتشفين،ولولاها لما قطعت البشرية هذا الشوط الطويل، ولم يتحقق ذلك الإنجاز إلا بعامل الثقة بالذات، فجاءت فكرة جائزة القطيف للإنجاز من أجل تحفيز الأفراد في المجتمع، على أن يفجروا طاقاتهم ومواهبهم وأن ينجزوا شيئاً جديداً في مختلف المجالات.

وأوضح سماحته أن هناك لونيين من التفكير: لون يذكي في نفس الإنسان التطلع إلى الإبداع والإنجاز، وعدم الوقوف عند حدود ما هو مألوف وسائد في أي مجال من المجالات، ويكرس في الفرد الثقة بأنه قادر على تقديم شيء للبشرية وللمجتمع، وهذا ما نحن بحاجة إليه في مجتمعنا ووطننا، مضيفاً أن الذين أنجزوا واخترعوا واكتشفوا لا يتميزون عن أي إنسان آخر في تكوينهم البشري، ميزتهم الوحيدة هي في إرادتهم واجتهادهم وهذا ما يستطيع كل إنسان أن يفجره في داخل نفسه وأعماق ذاته. ولون آخر يسير عكس هذا الاتجاه.

ورأى سماحته أن مجتمعاتنا الشرقية غالباً ما تسودها ثقافة تنحاز إلى الجمع على حساب الفرد، حتى لتسحق في ظل هذه الثقافة شخصية الفرد، وتحصل له حالة من الإيحاء الذاتي، بأنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً، وعلى المجتمع أن يتجاوز هذه الثقافة، ويعمل على تشجيع الأفراد على اكتشاف ذواتهم وعلى تفجير مواهبهم وكفاءاتهم، ومجتمعنا كأي مجتمع إنساني يعج بالطاقات والكفاءات والمواهب التي تحتاج إلى التشجيع والتحفيز.

وحول مفردة (مأسسة العمل الاجتماعي)، أوضح سماحته ضرورة تجاوز الحالة الفردية في خدمة المجتمع والدين إلى الحالة المؤسسية التي تساعد على تنظيم الجهود، وأنه ينبغي أن تكون لنا مؤسسات ولجان تعمل على مستوى المحافظة والمنطقة وليس على مستوى القرية والمدينة فقط. منوهاً إلى ما قامت به لجنة التكريم الأهلية في القطيف والتي يرأس دورتها الحالية الأديب السيد عدنان العوامي من دور ريادي رائع في تكريمها لرواد العمل الأهلي، واصفاً ذلك المهرجان بالتظاهرة الوطنية التي جمعت نخبة من أبناء الوطن من الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة ونجران وجدة وغيرها إضافة إلى بعض الضيوف الكرام من دول مجلس التعاون الخليجي.

ورأى الشيخ الصفار أنه لازال في مجتمعنا بعض الثغور والأماكن الشاغرة في مجالات مختلفة تحتاج إلى اهتمام ورعاية، علينا التوجه لها، وأن تتكون لها لجان ومؤسسات للاهتمام بها، بجانب تلك المؤسسات واللجان التي تعنى بالشأن الاجتماعي والديني والثقافي، ففي المجال العلمي نحن بحاجة إلى مؤسسة تعنى بالطلبة المبتعثين، وفي الشأن العام نحتاج إلى مؤسسة تعنى بالمساجين وعوائلهم، وفي المجال الصحي نحتاج إلى مؤسسة تهتم بالشأن الصحي.

وعن المفردة الثالثة (الشكر والتكريم كثقافة في المجتمع)، قال سماحته: إن المجتمع الحضاري والواعي هو الذي يشيد بالجهود والرواد ولمن يقدم خدمة وعطاء لوطنه ومجتمعه، هذه الثقافة الجديدة (ثقافة الشكر والتقدير والتكريم) التي أصبحت تظهر وتبرز في مجتمعنا، هي ثقافة إسلامية حضارية. منوهاً إلى أننا في هذا الحفل نحتفي بلجنتي: لجنة جائزة القطيف للإنجاز ولجنة التكريم الأهلية في القطيف.

وقبل ختام كلمته أشار إلى أن هناك بعض النظرات التي تترصد الثغرات والأخطاء في أي جهد وعمل، وقد تكون لذلك دوافع غير شريفة كالحسد وتصفية الحسابات، هذه نظرة مشوهة، تعرقل مسيرة المجتمع ولا تقدم الشكر الواجب لمن يعمل لخير المجتمع.

فالكمال لله وقد لا يخلو أي جهد بشري من خطأ أو ضعف، والدور المطلوب هو التسديد والنقد الايجابي البناء، وليس التنكر والإساءة.

من جهته ألقى رئيس لجنة القطيف للإنجاز الأستاذ سعيد الخباز كلمة شكر فيها سماحة الشيخ حسن الصفار للفتته الكريمة باستقبال أعضاء اللجنة المؤسسة لجائزة القطيف للإنجاز في أولى دوراتها.

وقال الخباز: أظن – بل أجزم - بأن لمثل هذه اللفتة الكريمة بالغ الأثر الايجابي في نفس كل واحد منا من أجل الاستمرار في العطاء، مقدم شكره لك ل من وقف مع الجائزة داعما لها ماديا أو معنويا.

وأشار في حديثه عن أصعب ما مرت به الجائزة في بدايات تأسيسها وهو التمويل والدعم، مضيفاً إلى أن أكبر الممولين ولغاية موعد الحفل – لجائزة تعنى بأبناء القطيف وبناتها المنجزين- جاء من القصيم!

وقال: أكثر من خمسة آلاف ساعة من الاجتماعات – يا سيدي – قضاها أفراد الفريق المؤسس، عشقا في القطيف، وإيمانا بأن القطيف مليئة بالطاقات التي يجب توجيهها نحو الانتاجية وأن جائزة القطيف للإنجاز هي أداة فاعلة في تحقيق هذا الهدف.

واختتم بسؤال أراد أن يسمعه الجميع دون لبس أو احتمالية التأويل: هل القطيف تستحق؟ أنا أقول.. نعم.

فيما تحدث السيد شرف السعيدي عضو لجنة التكريم الأهلية في القطيف عن الحراك الاجتماعي ومتغيراته، فالمتتبع لحراك هذه المحافظة العزيزة فإنه يلاحظ المتغيرات الواضحة في هذا الحراك الاجتماعي والتطوعي المتميز الذي ينبع من وعي اجتماعي وحس وطني يغطي كل جوانب حياة الإنسان القطيفي، حتى برز لدينا عدد من الأنشطة والبرامج في شتى المجالات والصعد وبمشاركة جميع فئات المجتمع من العنصرين الرجالي والنسائي على حد سواء، حتى نجم عن ذلك أسماء بارزة في العمل الاجتماعي والتطوعي.

موضحا أن: سعي لجنة التكريم الأهلية بالقطيف لتكريم المؤسسات الفاعلة في المنطقة يحضره المهتمون في الشأن العام من مختلف مناطق المملكة وبعض دول الخليج، هو في حقيقته رسالة واضحة إلى هؤلاء المهتمين أن هناك من يهتم بأعمالهم، ويشعر بأهميته، وهي رسالة بلا شك تحمل مضامين سامية لتشجيع هذه الطاقات، وضقل هذه المواهب، ودفعها إلى الأمام، فالتكريم حافز للإبداع والعطاء.

مؤكدا ان الأجمل من ذلك ما نلحظه هذه الليلة من احتضان سماحة الشيخ حسن الصفار في منزله المبارك هذا الحفل التكريمي للجنة التكريم الأهلية في القطيف ولجنة القطيف للإنجاز، وهذا الاهتمام والرعاية من قبل سماحته يدل دلالة واضح على عمق تفكيره الإبداعي، والاهتمام الواعي بما يدور بالمحافظة من أنشطة وطنية، وكأنه يقول: "لكل مجتهد نصيب".

وانتهى الحفل الذي أداره الأستاذ عبد الباري الدخيل بتكريم المحُتفَى بهم.

جدير بالذكر حضور عدد كبير من الأخوات في القسم المخصص لهن، حيث جرى تكريم الأخوات الأعضاء في فريق لجنة جائزة القطيف للإنجاز من قبل مسؤولة القسم النسائي في مكتب الشيخ الصفار الأخت أم مصطفى.