الشيخ الصفار يحذر من دور الوشاة والمحرضين على الواقع السياسي

مكتب الشيخ حسن الصفار القطيف: تركي العجيان

استحضر فضيلة الشيخ حسن الصفار تنوع الأدوار ووحدة الهدف في سيرة الأئمة ، مؤكداً أن ذلك حقيقة تاريخية لا جدال فيها، مضيفاً: إن أهل البيت لم يكونوا ذوات تبحث عن مواقع ومناصب، ولا جماعة تتطلع لمصالح خاصة، بل كانوا حملة رسالة عظيمة، وأصحاب قيم سامية، كرسوا وجودهم وحياتهم من أجل خدمة الرسالة ونشر القيم. وقد تنوعت الظروف الاجتماعية والأوضاع السياسية التي عاصروها طيلة قرنين ونصف من الزمن، مما فرض تنوع الأدوار والمواقف في سيرتهم، مع وحدة الاتجاه والهدف.

مؤكداً أنه بإمكان كل طرف أن يجد في سيرة أهل البيت وفي مجمل التراث الديني، ما يستدل به على صحة موقفه ومشـروعيته، لكنه لا يستطيع إدانة موقف الطرف الآخر، ما دام يتفق معه في المبادئ والقيم، ويختلف معه في التشخيص والتقويم.

مشيراً إلى أن أئمة أهل البيت واجهوا بعض الاعتراضات على مواقفهم السياسية من قبل معاصرين لهم، فكانوا يجيبون المعترضين، بتبيين رأيهم في تشخيص الواقع الذي اقتضى منهم ذلك الموقف.

وأوضح الشيخ الصفار في خطبة الجمعة 3 رجب 1430هـ أن من أخطر ما واجهه الأئمة هو الوشاة والمحرّضون، الذين كان لهم دورٌ أساس في تحريض السلطة على أهل البيت ، والتي لم تكن في الأساس هادئة البال تجاه نفوذ شخصيّات أهل البيت في نفوس أتباعهم وجميع المسلمين.

ويأتي حديث الشيخ الصفار في سياق استعراض الأحداث التاريخية التي عاشها الإمام العاشر من أئمة أهل البيت وهو الإمام علي بن محمد الهادي والذي عانى من الوشاة والمحرّضين الذين زادوا من حنق السلطات المستبدة والظالمة، التي تريد من الناس الخضوع لها، وتريد من العلماء والفقهاء وشخصيات المجتمع أن يبثوا في الناس ثقافة الخضوع، إلا أنها واجهت الرفض بمختلف أشكاله من قبل أئمة أهل البيت مما شكّل حقداً دفيناً في نفوس تلك السلطات.

وأكد الشيخ الصفار أن الحاكم حينما يكون عاقلاً فإنه لا يأخذ وشايات المحرّضين بعين الاعتبار، لأنه يعلم أن عند الناس اختلافات، وعند بعضهم أطماع، لذلك لا يسلم عقله وقراره للتحريض، لأن البعض يريدون أن يحرضوه على طائفة، فيكتبون التقارير، ويرفعون الأخبار، وينشرون المعلومات، يخدمون بذلك مصالحهم، على الحاكم العاقل أن يلتفت إلى مصلحة حكمه، ومن مصلحة حكمه التوازن والعدل والاستقرار، وليس الاستجابة لهؤلاء المحرضين على هذه الفئة أو تلك، فإن ذلك يسبب زوال الاستقرار، واضطراب الأمور، ويوقع الحاكم في المزالق.