الشيخ الصفار في الجارودية؛ يدعوا للفاعلية والعمل الجماعي

مكتب الشيخ حسن الصفار عبد الباري الدخيل – تصوير: أبو مارية

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار المجتمع إلى تحمل مسئولياته في التغيير والإصلاح، ولا يتكلون على الأمنيات.

جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها سماحته مساء السبت 8/9/1430هـ في حسينية الرسول الأعظم في قرية الجارودية.

هذا وقد تحدث سماحة الشيخ الصفار في بداية محاضرته عن أسباب النجاح موضحا أن كون الدين أو المذهب هو الأفضل لا يعني بالضرورة النجاح في الحياة الاجتماعية، فنحن كمسلمين نعتقد أننا ندين بأفضل دين سماوي، أنزل الله سبحانه قوانينه على رسوله الأمين ، وبالرغم من ذلك الأمة الإسلامية تعيش اليوم أشد محنها، بعيدة عن التقدم، بل تقتات على ما يصنعه الآخرون ويطورونه.

وأضاف سماحته: الإنسان بطبعه يتمنى أن يكون الأفضل، ومن حقه ذلك، لكن لكي يحقق هذه الأمنية لابد أن يعمل وبجد ويجتهد من أجل ذلك، وإلا الأماني وحدها لا تصنع مستقبلا.

وقال سماحته: إن التعاون في العمل الاجتماعي من دواعي نجاحه، نحن بحاجة إلى أن نكون يدا واحدة في العمل، نتعاون من أجل خدمة المجتمع، وانجاز مشاريعه.

وتساءل سماحة الشيخ الصفار: كيف يعقل أن يكون في بلدة خمسة آلاف شخص أو أكثر ويتقدم للعمل التطوعي في الجمعية عشرة أو خمسة عشر؟

إننا يجب أن نطور العمل التطوعي، ونوليه اهتماما كبيرا.

كما تحدث سماحته عن ثقافة الكسل المنتشرة في اوساط المجتمع بدل ثقافة العمل والجد، وقال: إنني اتعجب من هذه الثقافة التي تسيطر على بعض افراد مجتمعنا، ونحن نروي عن أئمتنا القصص والروايات التي تحث على العمل، وتبين ثواب العامل المجد، بل ورد عن رسول الله : إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فاليغرسها.. وهذا يعني أن الثقافة التي يجب ان تكون سائدة في أوساطنا هي ثقافة العمل والمثابرة.

واستشهد الشيخ الصفار بما يحدث من جد وعمل في المجتمعات الأخرى ضاربا مثلا بالأسبوع الوطني الأول للزراعة التعاونية الذي أعلن في أمريكا.

وأضاف: إن الولايات المتحدة تحتفل للمرة الأولى بالأسبوع الوطني للزراعة التعاونية بعد أن حث توم فيلساك وزير الزراعة الأمريكي المواطنين على الاهتمام بزراعة الخضار والفواكه في حدائق بيوتهم او في المساحات التي تخصصها بلديات المدن الأمريكية لاستخدامها للزراعة في الوقت الذي تشهد فيه الولايات المتحدة أزمة مالية واقتصادية.

وقال أيضا: أحدى الأراضي في واشنطن تحولت من جرداء قاحلة إلى خضراء معطاء حيث كانت ملعبا لمدرسة مهجورة في أحد الأحياء الفقيرة استصلحتها سيدتان أمريكيتان وجعلتها مزرعة تنتج الخضار والفاكهة لتوزع على فقراء الحي، فقد أعطت في ربيعها الأول ما يزيد على 80 كغ من الفواكه والخضراوات أسبوعيا، 75 بالمئة منها يوزع لعائلات فقيرة في واشنطن مقابل عملهم الرمزي بها ضمن برنامج لغد أخضر.

وتشير التوقعات إلى أنه في نهاية هذا العام سيكون أكثر من 40 مليون أمريكي قد استغلوا حدائق منازلهم بزراعة الخضراوات بدلا من شرائها لتوفير مبلغ 200 دولار شهريا.

هذا وقد أدار الحوار الأستاذ عبدالله حسين رمضان ، وقدم له الأستاذ محمد صالح السليمان بكلمة جاء فيها: إن سماحته غني عن التعريف فكلنا نعرفه منذ صحب المنبر. هو بحر زاخر بالعلم والمعرفة شطئانه هادئة ناعمة, عمقه غزير لآلئه نادرة يتيم الأعواد في هذه البلاد فليتفضل سماحته لينشر علينا من روائح أزهاره العطرة ولنقطف من ثماره الحلوة المتلونة. لنستمع إلى مايجذب الأسماع ويداعب أعماق الذات فتهفو إليه النفوس وتطمئن اليه القلوب وتضئ به العقول ويوقظ الضمائر.

دعونا في هذه اللحظة نعيش في دوحة ذات ظلال وارفة وأشجار باسقة وأنهار ناصعة على أغصان أشجارها المائسة طيور الحب المتنقلة بألوانها الزاهية.