الشيخ آل صويلح: وقفة بعد الشهر الكريم

مكتب الشيخ حسن الصفار عبد الباري الدخيل

دعا سماحة الشيخ حسين ال صويلح ضمن خطبتي الجمعة (5/10/1430هـ , حسينية الامام الرضا في القطيف) إلى استثمار برامج شهر رمضان إلى باقي السنة، واستمرار اجوائه واخلاقياته.

وطالب المصلين أن يفحصوا هل حصل أي تغيير في النفوس، أم مازال الوضع كما كان قبل الشهر الفضيل ولم يطرأ أي تغيير؟

وتساءل سماحته: هل أزددنا حبا للعبادة وشوقا للخلوة بالله سبحانه؟ هل تخلصنا من أمراض النفوس واسقامها أم عادت امراضنا بعد أن قمعناها لمدة شهر كامل؟

وأشار إلى أن أهم تأثير يمكن أن يتركه الشهر الكريم هو اصلاح العلاقة مع الله تعالى ومع النفس وكذلك مع الناس من حولنا.

كما طالب الشيخ حسين باستمرار ما تعود عليه المؤمن خلال شهر رمضان ولو بشكل رمزي، فالقرآن الذي هو من أفضل الأعمال، وإن كان رمضان ربيعه إلا أن المطلوب منا أن نواصل تلاوته طوال السنة، قال : أفضل عبادة أمتي تلاوة القرآن.

وكذا الصيام، فالإنسان الذي كان يتهوب أكمال يوم ممسكا عن الأكل والشرب، هاهو قضى صيام ثلاثين يوما، فلماذا لا نواصل برامج الصيام، في الأيام المنصوصة كعرفات، أو صيام الأيام البيض، أو غيرها، لنستفيد من ثواب الصيام وفوائده على الروح والبدن، فصيام ثلاثة أيام في الشهر تعادل صيام الشهر كاملا، جاء في الحديث: من صام ثلاثة أيام في الشهر فقيل له: أنت صائم الشهر كله؟ فقال: نعم، فقد صدق لأن الله تعالى يقول: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها).

وأضاف سماحته: إن من جميل ما رأيناه في شهر رمضان هذا التراحم وهذا التواصل بين الأهل والجيران وأبناء المحلة، فلماذا لا نراه يستمر بعد هذا الشهر الفضيل؟ إن التراحم الذي عشناه في شهر رمضان يجب أن يبقى مستمرا بيننا طوال حياتنا، ذلك لأن العبد الذي لا رحمة في قلبه من الخاسرين، قال الرسول الأعظم : خاب عبد وخسر لم يجعل الله تعالى في قلبه رحمة للبشر، وقال الإمام علي : ارحم من دونك يرحمك من فوقك.

مؤكداً أن المرء يحاول خلال شهر رمضان أن يبتعد عن الملذات والشهوات، لحرمة هذا الشهر، ولفضل الإبتعاد عنها فيه، لكن هذه المحرمات هي محرمات طوال العام، والابتعاد عنها وتجنبها مطلوب طوال العمر وليس ذلك مخصوصا بشهر رمضان، ورد في الحديث عن الإمام زين العابدين : حق الصوم أن تعلم أنه حجاب ضربه الله على لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النار. وهذا التوجيه وإن كان موجها للصائم إلا أنه ناظر أيضا لما يجب على الإنسان اتباعه خلال حياته من ترك المحرمات واجتناب الشهوات.