الشيخ الصفار يلقي كلمة الداعمين لصندوق مئوية القطيف

مكتب الشيخ حسن الصفار عبد الباري الدخيل

طالب سماحة الشيخ حسن الصفار الشباب بخلع ثوب الكسل وحمل راية الجد والمثابرة، كما طالب رجال الأعمال ببدل جهود أكبر في دعم المشاريع التي تؤهل الشباب على فتح شباك الأمل لحياة أفضل، ودعا إلى تفعيل القرض الحسن الذي هو أفضل وأكثر ثوابا من الصدقة.

جاء ذلك خلال مشاركة سماحة الشيخ في اللقاء التعريفي الثاني لصندوق مئوية القطيف حيث ألقى كلمة الداعمين مساء يوم الاثنين 20/12/1430هـ الموافق 7/12/2009م على مسرح مبنى جمعية القطيف.

بدأ سماحته الحديث بالآية الكريمة ﴿مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ثم تساءل: هل يحتاج الله إلى قرض وهو خالق الكون ومالك كل شيء؟

وأجاب: حينما نتأمل في الآية الكريمة وفي أحاديث النبي وأهل بيته وما جاء في كتب العلماء يتبين لنا أن الله سبحانه يعتبر إقراض عباد الله قرضا له ونستوحي ذلك من خلال الحديث عنه : «إن الله عزّ وجلّ يقول: ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب, كيف أعودك وأنت ربّ العالمين؟ قال: مرض فلان عبدي ولو عدته لوجدتني عنده, واستسقيتك فلم تسقني, فقال: كيف وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان ولو سقيته لوجدت ذلك عندي, واستطعمتك فلم تطعمني, قال: كيف وأنت رب العالمين؟ قال: استطعمك عبدي فلم تطعمه, ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي».

ووردت النصوص الكثيرة حول فضل الإقراض وأنه أفضل من الصدقة كقول رسول الله : (من أقرض مؤمناً قرضاً ينظر به ميسورة، كان ماله في زكاة وكان هو في صلاة من الملائكة حتى يؤديه)، ولذلك فإن فتح هذا المجال أمام الناس وبالخصوص إذا كان من أجل فتح باب رزق شريف لإنسان محتاج فإنه لا محالة من المقربات إلى الله تعالى.

ثم أشار سماحته إلى فكرة تأسيس بنك الفقراء في بنغلاديش الذي أسسه عام 1983م البروفيسور (محمد يونس) الحاصل على جائزة نوبل عام 2006م، ثم تطورت فكرته في بريطانيا، حيث أنه كان يقرض 10 دولارات فما فوق فكان له الدور الكبير في إنقاذ عوائل كثيرة من الفقر حتى وصل عدد المستفيدين منه أكثر من مليوني فرد، حولهم من فقراء إلى منتجين.

وأوضح الشيخ الصفار أن بعض الناس في المجتمعات العربية والغربية لا تصدق أن في هذه البلاد فقراء، فالانطباع السائد اننا شعب ثري لأننا نعيش في بلد حباها الله الثروات والخيرات الكثيرة.

مشيرا إلى أن من أهم أسباب الفقر قلة فرص العمل، وخاصة عندما تسود فكرة أن الوظيفة هي الأفضل، بينما من المفترض أن الفكرة التي تسود مجتمعنا هي تشجيع التوجه للمشاريع.

ثم تحدث سماحته عن صندوق المئوية وعن الحاجة الماسة لتأسيسه للمساعدة لحل مشكلة البطالة التي تحتاج بالإضافة إلى صندوق المئوية إلى منظومة متكاملة لاحتواء هذه المشكلة، واستدرك: هذا الصندوق الذي يعتبر مفتاحا لباب الأمل أمام الشباب، يحتاج إلى دعم رجال الأعمال ووقوفهم معه، ومضاعفة جهودهم من أجل إنجاحه، فهذا زكاة لمالهم، ودعم لإصلاح المجتمع وحمايته من مفاسد الفقر والحاجة.

ثقافة العمل

وشدد سماحة الشيخ الصفار على أن ما نحتاجه بالإضافة إلى الدعم ثقافة العمل، إننا بحاجة إلى شباب يرفعون مستوى الجدية، ويحبون العمل، تاركين الكسل وراء ظهورهم، وعندما تسود ثقافة العمل والكدح بدل ثقافة الراحة، فإن المجتمع يتقدم وتنموا فيه المشاريع الحيوية، ويكون قد سلك أولى خطوات التقدم.

وختم الشيخ كلمته بالإشادة برجل الأعمال الأستاذ سلمان الجشي على دعمه للصندوق وبمدير صندوق مئوية القطيف الأستاذ يحيى آل قريش.

هذا وكانت كلمة سماحة الشيخ الصفار ضمن كلمات الحفل الذي بدأ بالقرآن الكريم ثم كلمة صندوق مئوية القطيف الأستاذ/ يحيى آل قريش، وكلمة الأهالي ألقاها د/ رياض المصطفى وكلمة التعريف بصندوق المئوية ألقاها.

جدير بالذكر أن الحفل الذي حضره لفيف من المواطنين ومن استفاد من الصندوق ومن العلماء والوجهاء ورجال الأعمال كالأستاذ غسان النمر وعبد الرحمن الراشد والأستاذ سلمان الجشي والأستاذ جعفر الشايب والشيخ جعفر الربح والمهندس شفيق آل سيف.