نظرة على خطاب المحرم

يتنوع مضمون ومستوى الخطاب المنبري في شهر محرم تبعا لاختلاف مستوى الخطباء لجهة التميز الفكري واختلاف التوجه ومقدار الجهد المبذول في التحضير لما يلقى على المنبر والجرأة في الطرح والهدف من الخطابة بمجملها وهل هي للارتقاء بالوعي أم لمجرد الالقاء وكفى وغير ذلك.

فهناك من الخطباء من ينحى جانب تناول القضايا العامة التي ترتبط بوضع الناس منطلقا في اطروحاته من فهم للدين على أساس أنه منهج للحياة وليس مجرد كلمات وشعارات لا أكثر وهناك من يركزعلى جانب الفلسفة كوسيلة للخوض في جانب العقائد كاثبات أونفي وغيره يتناول التاريخ ويغوص فيه متفاعلا مع تفاصيله بعيدا عن الواقع والوضع المعاش، ومن وجهة نظري لاضير في التنوع كواقع موجود يعكس الرؤى المختلفة مادام لايحمل الاساءة ويدعو للفتنة والا وجب وضع حد له من الناحية القانونية والاجتماعية، لكن بغض النظر عن القبول أوعدم القبول بالتنوع فان الواقع يقول أنه كلما كان الخطيب يحمل فكرا ينتمي للمدرسة التي ترى أن الدين ماهو الا منهج لتنظيم الحياة والرقي بالوعي والسلوك وبمقدار مايلتزم المجتمع بتلك الرؤية فان ذلك هو ماينعكس على وضعهم من ناحية التقدم أو التخلف.

وفي رأيي لاينبغي اختيار المجلس الحسيني على أساس أن المتحدث محسوب على جهة معينة بمقدار مايتم البحث عن مستوى الفائدة العلمية والعملية والتي تفهم ثورة الامام الحسين على أنها مدرسة ثورية ضد العدوان بمختلف أشكاله ورفض للظلم والتي كانت تلك الثورة بغض النظر عن طبيعتها اعتراضا على انتهاك الحقوق الانسانية وطلبا للاصلاح والارتقاء بالوضع العام.

وفي هذا الموسم ومع احترامي لمختلف الخطباء من مختلف التوجهات ماعدا المسيئين ان وجدوا للعلاقة بين مختلف أطياف الامة الاسلامية أو الامم المتباينة دينيا فقد تألق الشيخ حسن الصفار باسلوب ومضمون خطابه الذي تناول بعمق مختلف القضايا المرتبطة بالواقع بنظرة دينية مستنيرة ان دلت على شيء فانما تدل على تميز فكري وجهد متناه لتقديم ماهو افضل اضافة الى جرأته في الطرح والنقد البناء والموضوعي سواء للذات أو للآخر.

وشكرا لمن أخلص النية وأحسن القول وأجاد العمل.

21/1/2010م
تاروت