المنهج النبوي وثقافة الرحمة

مكتب الشيخ حسن الصفار ماهر الصفار

أحيا الشيخ حسن الصفار ذكرى وفاة الرسول الأعظم في الحسينية الفاطمية بالقطيف وذلك مساء يوم الجمعة 28-2-1431هـ مستعرضا سيرة المجتمع الجاهلي قبل بعثة النبي محمد إذ كانت تسوده القسوة والغلظة, مستنيرا بالآية الكريمة ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ، حيث كانت القبائل العربية تخوض المعارك نيلا للمغانم والمكاسب, هذا عدا عن حالات وأد البنات.. مما جعل نفوس أبنائه تملؤها الغلظة والشدة في المشاعر.

- التغيير من حالة الجفاف والقسوة إلى العطف والحنان

أكد سماحته على ثورة الرسالة المحمدية على مظاهر الجفاف والقسوة والعنف واستبدالها بقيم العفو والرحمة والشفقة, والتاريخ الإسلامي يذكر الكثير من الشواهد في هذا المجال, منها ما كان منه حيث كان يقبل الحسن والحسين فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم فقال الرسول قوله المشهور: (من لا يرحم لا يرحم).

- القاعدة ودورها في نجاح القيادة

لفت سماحته إلى أن الإصلاحات والتغيرات في المجتمعات,لا تتم مهما كانت شخصية القائد وعظمته إذا لم تكن له قاعدة متجاوبة وتناغمة معه, وهذا ما نلاحظه في سيرة  الأنبياء والأئمة عليهم السلام, فهذا علي عليه السلام, يقف خطيبا في مسجد الكوفة مستصرخا غاضبا على أهلها (... والله لقد أفسدتم علي رأيي بالعصيان... ولكن لا رأي لمن لايطاع..) ولذلك تتحدث الآية عن النبي, وتذكر ( والذين معه ), وكأنها إشارة إلى دورهم في التغيير ضمن القيادة النبوية.

- الرحمة  في المجتمع الإيماني

ذكّر بحالات الرحمة في المجتمع الإسلامي بين صحابة الرسول بعضهم بعضا, وهذا ما تمثل في صور البذل والعطاء والإيثار كما حصل في قصة المهاجرين والأنصار الذين استقبلوا المهاجرين, وقاسموهم المال والزوجات والمنازل.

أما الشدة فأكد أنها موجهة للكفار المحاربين أما غير المحاربين, فنحن مأمورون من قبل الله أن نبرهم ونحسن إليهم.

- صفات المجتمع "النبوي"

شدد سماحته على ضرورة تحلي المجتمع المؤمن بعدة صفات أهمها:

1- بث ثقافة الرحمة بين أبنائه, وهذا ما أكدته النصوص ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).

2- إشاعة الأمن والاطمئنان والأمن داخل المجتمع.

وفي هذا الصدد, استنكر سماحته تزايد حالات العنف والقتل والسرقة والانحلال الأخلاقي في المجتمع مع مايمثله من تهديد خطير للأمن الاجتماعي والأخلاقي في المجتمع.

ولكي يتحصل المجتمع  على الأمن الأخلاقي والاجتماعي, هناك مسؤوليات لابد من تحملها والقيام بها من عدة جهات:

1- الجهات الرسمية التي عليها حفظ الأمن, وأن تضع حدا لحالات الفلتان الأمني وتعزيز قوانين الردع.

2- المجتمع, فمن يرتكب جرائم السرقة والقتل هم من أبنائه وهذا يحملهم مسؤولية عظيمة إذ لابد من وضع أطر وقاية وحماية للمجتمع تمنع أبناءه من الانزلاق في أوحال الجريمة  بدل انتظار وقوع المشكلة ثم السعي في حلها, من خلال مجالس الأحياء, ومجالس الأسر...

كما طالب مواكب العزاء بتحمل مسؤولياتها, وذلك  بتحقيق أهداف النهضة الحسينية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من وضع آليات للتواصل مع المعزين لكي لا يكون التأثر وقتياً.