لقاءات للشيخ الصفار في جدة

مكتب الشيخ حسن الصفار تصوير: أبو مارية

لبّى الشيخ حسن الصفار دعوة الإعلامي الدكتور عبدالعزيز قاسم للمشاركة في لقاء ضم عدداً من العلماء والدعاة والمثقفين في منزل الدكتور قاسم بجدة مساء يوم الخميس 16 ربيع الآخر 1431هأ الموافق 1/4/2010م.

وقد حضر اللقاء كل من:

الدكتور عوض القرني، الدكتور الشيخ سعد البريك، الدكتور محمد السعيدي، السيد زيد الفضيل، المحامي خالد أبا الخيل، الدكتور محمد أبو زيزة، المحامي وليد أبو الخير، الشيخ إبراهيم الحارثي، السيد عبد الباسط رضوان، الدكتور فايز حابس، والأستاذ هاشم الرفاعي، الأستاذ جميل الفارسي، الشيخ عبدالله القرشي مدير محطة دليل، الأستاذ عبدالله المالكي وآخرون، وكان بمعية الشيخ الصفار كل من الشيخ محمود آل سيف، الشيخ محمد آل عطية، الأستاذ علي عبدالله الراشد.

ودار الحديث في اللقاء والذي استمر ثلاث ساعات حول سبل معالجة التوترات والخلافات الطائفية، وأكدّ الشيخ الصفار على ضرورة تجسيد مفهوم المواطنة، وتفعيل مبدأ المساواة، ليتمتع كل المواطنين على اختلاف مذاهبهم بتكافيء الفرص، كما أشار إلى الانعكاسات السلبية لخطاب التعبئة الطائفية والتحريض على الكراهية، داعياًَ إلى وقف وتجريم تلك الخطابات من أي جهة صدرت.

وعرض بعض الحاضرين لإشكاليات وتساؤلات تتعلق ببعض المعتقدات والمواقف الشيعية حيث أجاب عليها الشيخ الصفار بالتوضيحات اللازمة، مؤكداً على ضرورة قبول التعددية المذهبية واختلاف وجهات النظر، مع التزام الاحترام المتبادل وعدم الإساءة من كل طرف لرموز ومقدسات الطرف الآخر.

وانتهى اللقاء باتفاق الجميع على أهمية التواصل والتعارف المباشر، والتعاون على حفظ الاستقرار والأمن في الوطن.

لقاء قناة دليل

في ظهر يوم الجمعة 17 ربيع الآخر الموافق2/4 /2010م شارك الشيخ الصفار في لقاء حواري مباشر على قناة دليل، ضمن برنامج (البيان التالي) مع الدكتور الشيخ سعد البريك، بإدارة الدكتور عبدالعزيز قاسم، تحت عنوان (الوطن للجميع) وفيما يلي بعض الفقرات من حديث الشيخ الصفار في ذلك اللقاء:

فقد بدأ سماحته اللقاء بكلمة مختصرة جاء فيها: كلمة خادم الحرمين الشريفين: "الوطن للجميع" هي تعبير عن حقيقة واقعية؛ لأن الناس شركاء في أوطانهم، كل مواطن شريك في كل ذرة من تراب هذه الأرض، وفي كل قطرة من مائه، وفي كل إمكاناته وثرواته. فخادم الحرمين الشريفين يعبر عن حقيقة واقعية.

وأضاف: العبارة الثانية أن معيار أي مواطن يكون حسب عطائه وإخلاصه، هذا هو المعيار الإسلامي والإنساني. فالإنسان لا يُقَوَّم بعرقه أو بقبيلته أو بانتمائه المذهبي؛ وإنما يقوم بعطائه وحسن تعامله مع من حوله، وبالتالي فهذا تأكيد من خادم الحرمين الشريفين على ما نص عليه النظام الأساسي للحكم في مادته الثانية؛ أن الحكم بين الناس في المملكة يكون على أساس العدل والمساواة. فلا يكون هناك تمييز بين المواطنين، الفرص تكون متكافئة، والحقوق أيضا مشتركة والواجبات كذلك. وهذا يعني أن على كل المواطنين أن يتحملوا المسؤولية اتجاه وطنهم.

وقال سماحته: الكلام حول الوطن والوطنية ليس الكلام عن الحقوق فقط؛ وإنما عن الواجبات، على الجميع أن يتحملوا واجبهم ومسؤوليتهم في حماية الوطن، وفي الارتقاء بالوطن، وفي الدفاع عن الوطن، خاصة وإن أوطاننا مستهدفة بما يريد اختراق أمنها وتهديد استقرارها، فلا بد وأن نتحمل جميعا هذه المسؤولية، فالوطن لنا جميعا وهو أمانة في أعناقنا، وأجيالنا أيضا ستسائلنا عن تصرفاتنا وممارساتنا، خاصة وأننا نعيش في وطن ليس كسائر الأوطان؛ وإنما هو وطن فضّله الله سبحانه وتعالى على جميع بقاع الأرض بالحرمين الشريفين، وبانبثاق نور الإسلام من أرض هذا الوطن. ولهذا فهذه الكلمة بالفعل هي استلهام من مبادئنا وقيمنا وتعزيز لأصالتنا.

وقال الشيخ الصفار: أن الإجماع عند الشيعة على عدم تحريف القرآن، مطالبا بترك إثارة مثل هذا الموضوع؛ لأنه ليس له واقع خارجي، فإثارة مثل هذا الكلام في كل وقت وفي كل آن، يصنع بعض التوترات والتشنجات ويعيدنا إلى نفس الحلقة المفرغة.

وعن التحصين الطائفي قال: التحصين تارة يكون بعرض معتقدات كل فئة أمام جمهورها، وتارة يكون بتعبئة الفئة ضد الفئة الأخرى.

من حق أي علماء وأي دعاة أن يحصنوا مجتمعهم وجمهورهم ويعرضوا عقائدهم ومعارفهم، لكن لا يصح أن يصل إلى مستوى التعبئة ضد الآخر والتحريض على الآخر.

وعلق الشيخ على مداخلة صادق الجبران عن معوقات هذا التعايش المثالي و فتاوى التكفير من قبل الآخرين فقال: أنا أعتقد أن من المشاكل التي ينبغي الإفصاح عنها، والحديث حولها؛ أن المواطنين الشيعة يشكون من بعض الممارسات التمييزية. هذه الممارسات تقوم بها بعض الجهات، بعض الموظفين، بعض الجهات الدينية الموجودة التي عندها نوع من التشدد، هذه الممارسات التمييزية لا بد وأنها تسبب ردود فعل عند الناس.

الحمد لله أن الشيعة في المجمل لم ينزلقوا إلى منزلقات العنف، ولم يدخلوا في متاهات الإرهاب والحمد لله في المملكة. وهذا ما أكده النائب الثاني وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز في لقاء له مع الشيعة حينما جئنا لتهنئته بهذا المنصب، أشار إلى هذه القضية.

ولكن في بعض الأحيان حينما يتعرض المواطن إلى ما يرى أنه إذلال، إلى ما يرى أنه انتقاص من حقوقه الوطنية كمواطن، تحصل عنده حالة انفعال، تحصل عنده حالة تشنج، فقد يقول كلاما غير إيجابي.

وتعقيبا على مداخلة الشيخ البريك واتهام السيد السيستاني قال الشيخ الصفار: إرسال المسلمات بأن السيد السيستاني يقول بأن من يجحد الإمامة فهو كافر، هذا كلام غير صحيح، هذا افتراء على السيد السيستاني.

السيد السيستاني لا في رسالته العملية، ولا في كتبه، ولا في فتاواه.. السيد السيستاني موجود وكتابه الفقهي وفتاواه موجودة وآراؤه موجودة، وهناك مجلد كامل النصوص الصادرة عنه موجودة، وأنا الآن لست في مورد الدفاع عن السيد السيستاني في هذه الحلقة. لكن أقول: ﴿فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ كما أمرنا القرآن الكريم. علينا أن نتثبت، إذا كان هناك موقع على الانترنت محسوب على السيد السيستاني وفيه كتب الشيعة السابقة ككتب رقمية...  لا يُحاسب رجل عن الكتب الموجودة في مكتبته المكتبة الرقمية التي على الانترنت هي مثل المكتبة الورقية. نحاسب السيد السيستاني على كل كلمة وردت في أي كتاب من الكتب، كان في مكتبة رقمية في موقع على الانترنت تابع له؟

نحاسب الرجل على فتاواه، إذا كان هناك فتوى، إذا كان هناك شيء في كتابه، فيمكننا أن نتناقش حول الموضوع.

وحول نص سؤال قرأه الشيخ البريك وجه للسيد السيستاني وهو: "هل يعتبر مسلم من لم يؤمن بأحد الأئمة الإثني عشر عليهم السلام؟

الجواب: إذا استلزم إنكاره تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن الله في الأئمة فهو كافر".

قال الشيخ الصفار: هذا حتى أنت تقول به لأنه شرط مشروط؛ إذا استلزم...  أنا لم أطلع على الفتوى، لكن أقول إذا استلزم...

عفوا أنا أؤكد أنه لو استلزم أي موقف ليس فقط في هذه المسألة... إذا استلزم التكذيب، فالكفر على استلزام التكذيب وليس على حسب الاعتقاد.

وتعليقا على كلام الدكتور السعيدي، وقوله: أن موضوع المواطنة وحقوق المواطنين هذا لا يهم طلبة العلم؛ وإنما ينبغي أن يكون الحديث فيه مع الدولة. قال سماحته: أنا أريد أن أعلق هنا أن الدولة أعزها الله تعطي اعتبارًا كبيرا لطلبة العلوم الشرعية وللجهات الدينية، وأنا أعتقد أن بعض الجهات الدينية تُحَرّض بعض أجهزة الدولة ضد المواطنين الشيعة للانتقاص من حقوقهم.

أجهزة الدولة لا مانع لها أن يبنى مسجد أو حسينية للشيعة، أجهزة الدولة لا تمنع أن يتساوى المواطن الشيعي مع بقية المواطنين في كل المجالات والحقوق. ولكن تحصل حالات من التحريض، الحمد لله الآن منذ سنوات جزى الله خير النائب الثاني وزير الداخلية وكذا أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد سعوا في حل مشكلة بناء المساجد في مناطق الشيعة في القطيف والأحساء، ولكن في غير القطيف والأحساء لازال الشيعة يعانون من هذه المشكلة، لماذا الجهات الدينية. ولذلك أنا أقول من المهم جدا أن نتحدث مع طلبة العلوم الدينية حول هذا الموضوع، عدم تحريض أجهزة الدولة على هؤلاء المواطنين الشيعة للانتقاص من حقوقهم...

وبخصوص نتيجة الاستفتاء قال الشيخ الصفار أنها: تعني أن علينا مسؤولية كبيرة في أن نبذل جهدا لتشجيع مسيرة التقارب والتعايش، وأن وجود متوجسين من الطرفين يحملنا مسؤولية كبيرة بمعالجة هذه التوجسات عبر التوعية السليمة المطلوبة.

وأشتمل اللقاء على مداخلة للدكتور صادق الجبران من الأحساء والدكتور محمد السعيدي من جامعة أم القرى بمكة، والدكتور الشيخ عوض القرني من أبها، وأعيد بث اللقاء ثلاث مرات.

وكان للقاء أصداء واسعة، حيث تداولته بعض الصحف وعدد كبير من المواقع الالكترونية، حيث تفاوتت آراء المستمعين والكتاب حول ما دار في ذلك اللقاء.

دعوة الأستاذ محمد سعيد طيب

كما لبّى الشيخ الصفار دعوة الأستاذ محمد سعيد طيب مساء يوم الجمعة 17 ربيع الآخر 1431هـ الموافق 2/4/2010م والذي احتفى بقدوم الشيخ الصفار في جمع حاشد من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين، حيث ألقى كلمة رحّب فيها بسماحته، وألقى الأستاذ السيد عبدالله فرّاج الشريف كلمة أشاد فيها بفكر الشيخ الصفار ودوره الوطني، ثم تحدث الشيخ الصفار شاكراً للأستاذ طيب دعوته، وللسادة الحاضرين حفاوتهم ، وعرض وجهة نظره في آلية تفعيل وتنفيذ ما طرحه خادم الحرمين الشريفين أن الوطن للجميع وكيفية الوقوف أمام الإثارات والممارسات الطائفية، المخالفة لما نصّ عليه النظام الأساسي للحكم من العدل والمساواة بين المواطنين، وطالب الشيخ الصفار النخبة الوطنية الواعية بتحمل مسؤوليتها بنشر ثقافة الوحدة والمساواة، ومكافحة كل ألوان التمييز بين المواطنين.

وتوالت المداخلات من الحاضرين حيث أجاب  عليها الشيخ الصفار بما يؤكد ضرورة التواصل والتلاقي، ويزيل أي التباس في مجال العلاقات المذهبية والوطنية. وطال اللقاء لأكثر من ثلاث ساعات.

وكان من ضمن الحاضرين في اللقاء كل من:  الدكتور علوي درويش كيال وزير البرق والبريد والهاتف سابقاً، الدكتور مدني علاقي وزير الدولة وعضو مجلس الشورى سابقاً، الدكتور سهيل قاضي مدير جامعة أم القرى سابقاً، الدكتور زهير السباعي عضو مجلس الشورى سابقاً، الدكتور عبدالله دحلان عضو مجلس الشورى سابقاً، الدكتور شهاب جمجوم وكيل وزارة الإعلام سابقاً، الأستاذ فؤاد أبو منصور عضو مجلس الشورى سابقاً، السيد أمين عطاس الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي سابقاً، سعادة السفير محمد طيب، الدكتور عبدالله مناع، الأستاذ فايز صالح جمال، الشريف عبدالله فراج الشريف ـ كاتب وباحث، الأستاذ علي حسون رئيس تحرير جريدة البلاد، الشيخ جميل فارسي عضو مجلس إدارة نادي أدبي جدة، الدكتور محمد بترجي ـ رجل أعمال، الشيخ منصور إبراهيم بدر ـ رجل أعمال، الكاتب الصحفي نجيب يماني، المستشار إحسان صالح طيب، محمد الأمين الفال مدير عام مؤسسة المدينة للطباعة والنشر السابق، محمد المختار الفال رئيس تحرير صحيفة المدينة سابقاً، الكاتب الصحفي أسامة السباعي، الكاتب الصحفي هاشم عبده هاشم، عبدالله العمري نائب رئيس تحرير صحيفة المدينة، الشريف محمد العربي، الدكتور سليمان توفيق أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز، البروفيسور سعود سجيني الأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز، المهندس زكي فارسي، الأستاذ والكاتب الصحفي عبدالرحمن عرابي ، الكاتب الصحفي هشام الكعكي، الأستاذ منصور أبو منصور مدير عام التعليم سابقاً، الكاتب الصحفي خالد الحسيني، البروفيسور محمود زيني ـ جامعة أم القرى، البروفيسور عبدالمحسن هلال ـ جامعة أم القرى، الدكتور وديع كابلي أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز، الدكتور عمر يحي رئيس قسم التاريخ بجامعة الملك عبدالعزيز.

تعزية السيد اللواساني

واغتنم الشيخ الصفار فرصة زيارته لتقديم التعازي لسماحة السيد محمد اللواساني من كبار علماء الشيعة في المدينة المنورة لوفاة زوجته الكريمة، تغمدها الله بواسع  رحمته، حيث حضر مجلس العزاء فور خروجه من مطار جدة مساء يوم الخميس، وشكر السيد اللواساني وأسرته والحاضرون للشيخ الصفار مواساته وحرصه على مشاركتهم في مصابهم الأليم.

كما التقى الشيخ الصفار مساء يوم الجمعة جمعاً من المواطنين الشيعة المقيمين في جدة من أهالي المدينة المنورة، حيث زارهم في أحد مجالسهم، واستقبله فضيلة الشيخ كاظم الشيخ محمد علي العمري والشيخ محمد العطية والشيخ منصور البغولي، وعدد من رجالاتهم ووجهائهم، وألقى الشيخ الصفار كلمة أكدّ فيها على ضرورة الالتزام بالتعاليم والشعائر الدينية، وحسن تربية الأبناء، والإخلاص والاجتهاد في خدمة الوطن، وطيب العلاقة والمعاشرة مع الآخرين، ومواجهة المشاكل بالصبر والثبات والسعي بحكمة ونشاط.

في ضيافة الشيخ خوجة

وكان مسك الختام في برنامج الزيارة ضيافة معالي الشيخ عبدالمقصود خوجة، حيث استقبل الشيخ الصفار في دارته العامرة ظهر يوم السبت 18 ربيع الآخر 1431هـ الموافق 3/4/2010م ودار الحديث عن تحصين الوحدة الوطنية، ومعالجة ما قد يعكّر صفو العيش المشترك بالتواصل والحوار.

وقد صحب الشيخ الصفار في زيارته لجدة فضيلة الشيخ محمود آل سيف والأستاذ علي بن عبد الله الراشد، كما شارك في برنامج الزيارة، فضيلة الشيخ محمد العطية، وفضيلة الشيخ كاظم بن الشيخ محمد علي العمري.

صور: