مجلة الكلمة تنشر بحثا للشيخ الصفار بعنوان: شجاعة التعبير عن الرأي الشيخ محمد جواد مغنية نموذجا

مكتب الشيخ حسن الصفار عبدالباري احمد الدخيل

نشرت مجلة الكلمة في عددها رقم (64) للسنة السادسة عشر صيف 2009م-1430هـ  بحثاً لسماحة الشيخ حسن الصفار بعنوان: (شجاعة التعبير عن الرأي الشيخ محمد جواد مغنية أنموذجا).

البحث عبارة عن جولة قرأ فيها سماحة الشيخ  الصفار تجربة أحد أعلام الإصلاح الإسلامي في العصر الحديث وهو الشيخ محمد جواد مغنية (1322- 1400هـ)، مقدما للحديث عن الشيخ مغنية بالحديث عن صناعة الرأي، لأن "الحاجة ماسة إلى تشجيع صناعة الرأي، خاصة في الأوساط العلمية والثقافية، وتجاوز حالة الركود، وتوارث الآراء، واجترار الأفكار".

كما تحدث سماحته عن الركود في مسيرة المعرفة الدينية التي "عانت من الركود وطول التوقف في الكثير من محطات الزمن تبعا لواقع الأمة".

مضيفا أن "من أخطر آثار هذه الحالة توقف حركة الإبداع والتطوير، والتمسك بالموروث دون تحقيق وتمحيص، وإضفاء القداسة على آراء السلف، وتجريم أي مخالفة لرأي المشهور".

وعن المرحوم الشيخ مغنية الذي تحدى التحجّر والجمود، قال سماحته: "يأتي في طليعة العلماء الرواد في هذا العصر"، حيث "توفرت شخصيته على درجة عالية من الشجاعة والإقدام، تجاوز بها كل التحفظات والعوائق، وتحدى أجواء الإرهاب الفكري، وترغيب وترهيب مراكز النفوذ الاجتماعي، وقدم أروع مثل لعالِم الدين الحرّ الشجاع الذي لا يساوم على قناعاته ومبادئه، ولا يتنازل عن حقه في التعبير عن آرائه وأفكاره".

مرجعا ذلك لمقومات الشجاعة الفكرية التي امتلكها رحمه الله، ومنها الالتزام الديني القيمي، حيث كان الشيخ مغنية "عميق الإيمان بالله تعالى، عرف ربه بالفطرة النقية، والإدراك السليم، والتزم بالقيم والمبادئ عن وعي وإخلاص".

ومن مقومات الشجاعة الفكرية عند مغنية الثقة بالذات، فالشيخ مغنية تمرد على الأجواء التي تُستلب فيها ذات الإنسان، ليذوب في محيطه، وليتماهى مع شخصيات أساتذته ومرشديه، فـ "تمسك بالثقة بذاته، وأطلق العنان لفكره، ولم يمارس القمع لنفسه في داخله، بل كان يُعمل علقه ويحترم نتائج بحثه، دون أن يعني ذلك الاستهانة بآراء الآخرين".

كما أن الشيخ مغنية انطلق في مشواره الإصلاحي من العلم، فقد كان عاشقا للعلم والمعرفة، درس المناهج الحوزوية "دراسة فهم واستيعاب"، و"حضر أبحاث الفقهاء حضور وعي وانتباه"، لذا نجده يبذل كل ما في وسعه من جهد لبحثه، حتى إذا ما تكوّنت له قناة، وتشكّل لديه رأي، من خلال أدوات البحث العلمي، "فإنه يبادر إلى إعلانه وإظهاره بكل شجاعة وإقدام".

شجاعة التعبير عن الرأي.. الشيخ محمد جواد مغنية أنموذجاً
غلاف الكتاب الطبعة الثانية 2010م

ويضيف سماحته: إنها شجاعة الانطلاق من العلم، والثقة بسلاح الدليل والبرهان، والقبول بالنقد العلمي، والاستعداد للاعتراف بالحق".

ومن مقومات الشجاعة الفكرية للشيخ مغنية – يقول الشيخ الصفار- قوة الشخصية، حيث عقد - رحمه الله - العزم على تحدي الضغوط ولم يأبه بها، ولا يكترث بصخبها، بل يتحدث عنها بنبرة التهكم والتحدي.

والزهد في المواقع والمكاسب سمة من سمات الشجاعة الفكرية لدى الشيخ مغنية، لقد تمتع بهذه الملكة، "فلم يطمح أن يكون مرجع تقليد، ولا إمام جماعة، ولا قابضا لأخماس، ولا رئيس مؤسسة، ولا صاحب منصب".

ويختم الشيخ الصفار بحثه بالإشادة بتجربة الشيخ مغنية التي تعتبر "نموذج مشرق لثبات المصلحين واستقامتهم، وهي مصدر إلهام وتحفيز لكل صاحب رأي من أهل العلم أن يتحلى بالشجاعة للإجهار برأيه، كما أنها مؤشر قوي لتوفر فرص النجاح والتأثير أمام دعاة الإصلاح".

يشار إلى أن مجلة الكلمة مجلة فصلية تعنى بشؤون الفكر الإسلامي وقضايا العصر والتجديد الحضاري، والشيخ الصفار ضمن الهيئة الاستشارية لها.

جدير بالذكر أن سماحة الشيخ الصفار نشر البحث في كتاب نبفس العنوان، صدر عن دار أطياف للنشر - القطيف، والانتشار العربي - بيروت، الطبعة الأولى 2009م، والطبعة الثانية 2010م.