ضيائي يُترجم كتاب الإمام علي (ع) ونهج المساواة إلى اللغة الفارسية

مكتب الشيخ حسن الصفار

تعريف بالكتاب


اسم الكتاب: الإمام علي ونهج المساواة

اسم المؤلف: سماحة الشيخ حسن موسى الصفار

اسم المترجم: محمد رضا ضيائي

عدد الصفحات: 72 (عربي)، 116 (فارسي)

سنة الطبع: 1424هـ - 2003م

دار النشر: دار المحجة البيضاء (عربي)


ترجم الأستاذ محمد رضا ضيائي كتاب الإمام علي ونهج المساواة لسماحة الشيخ حسن موسى الصفار إلى اللغة الفارسية.
وقد صدر الكتاب العام الماضي 1424هـ - 2003م، وانطلاقاً من إعجاب المترجم بالكتاب صمم على ترجمته إلى اللغة الفارسية، وقد أعزى سبب ترجمته للكتاب إلى حاجة الساحة الإسلامية في مختلف البلدان إلى هذه القيمة، قيمة العدالة والمساواة والتسامح. إضافةً إلى أنه يرى أن الكتاب يُقدم الفكرة بشكلٍ واضح، وبعرضٍ جميل، وبأسلوبٍ مشوّق للقارئ، ومن خلال أفكارٍ تواكب التطورات الفكرية والسياسية العالمية.


قراءة موجزة للكتاب:


أرجع الشيخ الصفار الهدف الأساس من كتابته لهذا الكتاب إلى الاستهداء بشيء من فكر الإمام علي وسيرته لإقرار نهج المساواة بين أبناء المجتمع، ومعالجة مشكلة التمييز الذي أرهق أكثر المجتمعات البشرية في الماضي والحاضر، مؤكداً أن معظم الشعوب الإسلامية لا تزال تئن تحت وطأة الاستبداد، وتعاني من مآسي التمييز القومي والطائفي والقبلي، وانتهاك حقوق الإنسان، وهشاشة السلم الاجتماعي، لعدم استقرار العلاقة بين الاتجاهات والجماعات، بينما طورت أغلب شعوب العالم واقعها الاجتماعي لجهة احترام حقوق الإنسان، واعتماد نهج الديمقراطية والمشاركة الشعبية.

وقد قسّم الكتاب إلى ثلاثة فصول:

الفصل الأول: علي والتربية النبوية


تحدث الشيخ الصفار في بداية هذا الفصل عن عظمة المسؤولية التي يتحملها الأنبياء في تبليغ الرسالة، وصعوبتها في الوقت ذاته، وقال: تبليغ الرسالة الإلهية، وإنقاذ البشرية من الجاهلية والشرك وإخراجهم من الظلمات إلى النور، مهمة شاقة، ومسئولية ضخمة، وذلك لصعوبة تغيير التوجهات والعادات الموروثة المتجذرة في نفوس الناس وسلوكهم، خاصة حينما تأخذ صفة القداسة والالتزام الديني.

وتطرق إلى موقف نبي الله موسى حيث طلب من الله تعالى دعمه ورفده بوزير يعينه على تحمل المسؤولية الخطيرة، وجعل ذلك مدخلاً للحديث عن موقعية الإمام علي ومكانته حيث كانت تربيته تحت رعاية الرسول الأعظم .

وأورد حديث المنزلة الذي اعتبر فيه النبي علياً منه بمنزبة هارون من موسى، ورصد جملة من الأسانيد والمصادر المختلفة التي روت هذا الحديث، ومنها ما جاء في صحيح البخاري حديث رقم (4416) عن مصعب بن سعد، عن أبيه: أن رسول الله خرج إلى تبوك، واستخلف علياً، فقال: «أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه ليس نبي بعدي.»

وأضاف الشيخ الصفار: وبعيداً عن الجدل الطائفي والمذهبي، فإن الحديث صحيح السند، ثابت الرواية، متفق عليه بين المسلمين، وهو يدل على أن لعلي من رسول الله نفس مكانة هارون من موسى، باستثناء النبوة التي كانت لهارون، ولا نبوة بعد رسول الله .

وأكد أن الدرس الهام الذي يجب أن نستفيده مما سبق، إضافة إلى معرفة مقام علي ومكانته المميزة، هو دور التربية والإعداد في صنع الشخصية الكفوءة.

الفصل الثاني: نهج المساواة


أشار الشيخ الصفار في هذا الفصل إلى ما عانته البشرية وما تزال من سياسات التفرقة والتمييز بين الناس، على أساس عرقي عنصري، أو ديني طائفي، أو اقتصادي طبقي. مؤكداً خطأ ما تستند إليه سياسات التمييز من مبررات نظرية. وأشار إلى مخاطر وأضرار التمييز، وقال من أبزها ما يلي:

أولاً: إضعاف الوحدة الاجتماعية.

ثانياً: تهديد الأمن والاستقرار.

ثالثاً: الاستغلال الخارجي.

رابعاً: وأد الطاقات وتهميش الكفاءات.


واستعرض الشيخ الصفار توصيفاً لمعاناة البشرية في الماضي والحاضر من حالات التمييز، وأكد بعد ذلك أن الإسلام قبل أربعة عشر قرناً جاء ليدّشن عصراً إنسانياً جديداً، ينعم فيه الإنسان بالمساواة، التي تضمن له كرامته وحقوقه الإنسانية، بينما كانت شعوب الأرض ترزح تحت وطأة سياسات التمييز، بعناوينه المختلفة.

وأشار إلى نماذج من سيرة الإمام علي يمثل فيها أروع أنموذج تطبيقي لشرعة المساواة في الإسلام، بعد رسول الله . ومن تلك النماذج التي ذكرها سماحته:

1. المساواة في العطاء.

2. الاهتمام بحقوق غير المسلمين.

3. مع المخالفين في الرأي.


الفصل الثالث: التعامل الإنساني في سيرة الإمام علي .


أشار الشيخ الصفار إلى أن سيرة أمير المؤمنين علي تميزت بخصال عديدة، كان من أوضحها تعامله الإنساني مع الآخرين، المبني على احترام الإنسان كإنسان، بغض النظر عن أي شيء آخر، والمحافظة على حقوقه وشخصيته المادية والمعنوية، في أي موقع ومكان، ومهما كان حجمه ومستواه. وأضاف: وأهمية التوجه إلى هذا الجانب في سيرة أمير المؤمنين ، تنبع من دوره في التأثير على مجمل حياة الإنسان، الشخصية والاجتماعية، وفي كونه طريقاً إلى رضا الرب سبحانه وتعالى.

واستعرض مجموعة من الشواهد التاريخية في التعامل الإنساني عند الإمام علي (ع، وجاءت عناوينها كالتالي:

1. الماء حقٌ للجميع.

2. حتى الخائن له حقوقه.

3. عزوف عن العقوبات.

4. إحسانٌ على المعتدي.

5. أو عفوٌ عن ذنب.


واختتم الشيخ الصفار هذا الكتاب بالتأكيد على أنه يُمكننا أن نتعلم من سيرة الإمام علي الكثير وأن نتقمص الكثير من ملامح العظمة والخلود في شخصيته، غير أن استيعاب البعد الإنساني في حياته يبقى هو البعد الأكثر إلحاحاً وأهمية، في وقت يحرز الإنسان فيه تقدماً مذهلاً في الكثير من نواحي حياته، وقد يغفل أن سعادته بتقدمه لن تكتمل إن خلت من حضور هذا البعد.