الشيخ محمد الصفار: يستنكر انشغال الأمة عن أهدافها الكبرى

مكتب الشيخ حسن الصفار عبدالباري احمد الدخيل

أوضح سماحة الشيخ محمد الصفار أن الوضع الذي عليه الأمة اليوم يحتاج إلى توقف وتأمل، فهي أمة تعشق المصائب والمعارك فما أن يصدر خطأ هنا أو خطيئة هناك، أو يتصور أن خطأ حصل حتى تصرف كل طاقات وإمكانات وكفاءات وقدرات الأمة في ذلك المكان القدر.

الخطبة الأولى

وقال في خطبة الجمعة (22/10/1431هـ الموافق 1/10/2010م) أن الأمة المشغولة بأهدافها لا توقفها الأخطاء والسلبيات،  الأمة المشغولة بأهدافها تعتقد أن كل خطأ ضدها ربما يكون لعرقلة مشوارها تجاه أهدافها الكبيرة والمقدسة.

وأضاف: حين تكثر الأعمال الإيجابية في الأمة فإن الأعمال السلبية والمسيئة، لا تلفت نظر الأمة، ولنمثل بفقير وغني فلو ضاع ريال من فقير فسيجن جنونه، لكن الغني قد يبحث ويسأل عنه ثم يرى فيما عنده خيرا من ما فقد.

منبها الأمة إلى أن تشاغلها عن أعدائها الحقيقين هو الذي يصنع الأعداء الوهميين، فالقول الباطل أحيانا هو وهم فتركه كي يموت أولى من الننفخ فيه لكي لا يكبر ويقوى، فأهداف الأمة أكبر من أي تشاغل، والخيرات التي يجب أن نتسابق لها هي معولنا كأمة في الثبات بين الأمم وفي الرقي والتقدم.

الخطبة الثانية

وفي الخطبة الثانية تحدث سماحته عن فضيلة تزين الرجال لنساءهم مستنيرا بأقوال رسول اللّه : إن اللّه تعالى جميل يحب الجمال , ويحب أن يرى اثر نعمته على عبده، وما روي عن الإمام الـرضـا : إن اللّه تـبـارك وتـعـالى يحب الجمال والتجمل , ويبغض البؤس والتباؤس , وان اللّه عز وجل يبغض من الرّجال القاذورة.

مشيرا إلى أن الآيات التي تتحدث عن أخذ الزينة وعدم حرمتها والروايات التي تتحدث عنها وعن الجمال والتجمل كثيرة جدا، وهي تتحدث عن الجمال في كل شيء.

والحديث عن تجمل الرجل لزوجته، لأمور: الأول أن أغلب النساء لا يفرطون في التزين لأزواجهن إلا ما نذر، بعكس الرجال.

مستشهدا باتصالات تصل للجان اصلاح ذات البين والعديد من المتصدين لهذا الشأن عن بعض القضايا الأسرية التي تشكي فيها النساء من نظافة وجمال شريك حياتهن، وبصراحة تقول بعض النساء لا نرى جاذبا يجذبنا لأزواجنا لولا الطاعة والرضاء بالقضاء والقدر.

مؤكدا أن بعض هذه التصرفات سببت لبعض ضعيفات النفوس خروجا عن إطار الزوجية للبحث عن النواقص خارج المنزل.

وحذر سماحته من هذا لزمن الذي اعتبره: زمن الإغراء الحرام والإثارة الحرام، والتحريض المنفلت للغرائز، وهي مؤثرات تتعرض لها المرأة كما يتعرض لها الرجل وهذه تحتاج إلى بدائل مأمونة ومحللة من داخل المنزل، هذه البدائل بالنسبة للمرأة متوفرة في الزوج على شرط أن يعتني بنفسه قليلا على الأقل.

وفي ختام الخطبة لفت أنظار المستمعين إلى  أمرين مهمين: الأول: يتزين الكثير من الرجال إذا أرادوا الخروج من المنزل، وهذا أمر حسن لكني أقصد من حديثي أن نحسن التزين في منازلنا ومع أهلنا زوجاتنا، بحيث لا يكون الهندام رتيبا ومملا.

والثاني: يثير الكثير من الرجال أن جمال الرجل في عقله كما هو مؤدى بعض الأحاديث، فلا يعتنون بأشكالهم وملابسهم، وهذا إشتباه، وذلك لوجود روايات وأحاديث أخرى فعن رسول الله : ليأخذ أحدكم من شاربه والشعر الذي في انفه , وليتعاهد نفسه , فان ذلك يزيد في جماله، وعن الإمام الصادق : أبصر رسول اللّه رجلا شعثا شعر رأسه, وسخة ثيابه, سيئة حاله, فقال رسول اللّه : من الدين المتعة وإظهار النعمة، وعنه : الـبـس وتـجـمـل , فـان اللّه جـمـيل يحب الجمال.