الشيخ محمد الصفار: يدعوا لإنشاء صناديق (كفالة حاج)

مكتب الشيخ حسن الصفار عبدالباري احمد الدخيل

 

دعا الشيخ محمد الصفار في خطبة الجمعة (29/10/1431هـ) في القطيف إلى انشاء صناديق تهتم بالمسلمين الذين يودون الحج لكنهم لا يستطيعون، كما حذر في الخطبة الأولى من الاستهانة بالذنوب لما لذلك من استخفاف وادمان لها، خوف ان توصل الذنوب الصغيرة إلى كبائر.

  • الخطبة الأولى

قال الشيخ الصفار في الخطبة الأولى أنه: عادة ما تكون معرفة الإنسان بفظاعة الذنب وحجم المعصية كابحةً له عن اقتحام ذلك الذنب أو تلك المعصية، تماما كما إذا علم الإنسان حجم الضرر الذي يتهدده حين يفرط في مطعمه أو مشربه.

وعكس ذلك صحيح أيضا فحين يستخف الإنسان بشيء فإنه لا يتهيب من فعله والاندفاع له، لأنه لا يجد الرادع في نفسه ولا يجد الزاجر فيها.

وأضاف: ورد عن الإمام علي (عليه السلام) (( أشدُ الذنوب عند الله سبحانه ذنبٌ استهان به صاحبه)) وهذه الرواية تؤكد لنا أن ما يستصغره الإنسان من الذنوب هو أشد الذنوب عليه بمردوده وسلبياته والتعود عليه.

مستشهدا بما أذاعت محطة الـ  C N N الأمريكية في نوفمبر الماضي من  أن عصفورا عطل أحدَ أكبرِ المشاريع العلمية في التاريخ، وذلك بعدما  سقطت قطعة خبز صغيرة كانت في منقاره في أكبر محطم للذرات في العالم، والذي يمتد على مساحة  71 ميلا عند الحدود السويسرية الفرنسية، وقد كلف  10 مليارات دولار،،، ويعرف باسم ﴿صادم الهدرون الكبير وهو أكبر مسرع للجزيئات على سطح الأرض.

مشيرة إلى أن قطعة الخبز لو سقطت في المشروع أثناء التشغيل لتعطل كل المشروع أولا ولـ احتاج إلى مبالغ هائلة للإصلاح ثانيا ،، ولكانت أي منطقة تسقط فيها الخبزة ولحقتها أضرار تحتاج إعادتها إلى درجة الحرارة التي يمكن أن يعمل فيها البشر إلى شهر كامل، وإعادة التبريد تحتاج شهرا آخر.

مؤدا أن الحياة مليئة بالحركة، والحركة بطبعها فيها منغصات، وفيها احتكاكات وتشنجات. هناك أخطاء تقع علينا من صديق أو شريك أو جار أو قريب. وهناك أخطاء نرتكبها نحن ضد الآخرين الذين يتقاطعون معنا في الوطن أو الدين أو الأسرة أو العمل إلى آخر القائمة. وهناك سوء الفهم ونزغ الشيطان ووساوسه.

واستعرض الشيخ بعض الحلول كالحديث مع بعضنا البعض والتصارح في المشكلة وفي أسبابها وفي علاجها.

وهذا يعني – يقول الشيخ محمد الصفار - أن نبتعد  أولا: عن الزعل والقطيعة، وثانيا: أن نبتعد عن المجاملة غير المفيدة.

فمشكلتنا – يضيف سماحته - في بعض الأحيان أننا حين نلقى بعضنا يستقبل كل منا الآخر بالأحضان، ولكننا وراء بعضنا نمارس شراسة لا تضاهيها شراسة في الغيبة والتشويه والذكر السيئ.

كما دعا المختلفين أن يصبرا على العلاج وألا يستاءا من ردات الفعل، فبعض الناس حين يخطئ على زوجته أو ولده أو الآخرين يتصور أنه بمجرد الاعتذار يجب على الآخرين أن يغلقوا أفواههم وأن يشكروه لأنه اعتذر، فأمور بسيطة جدا قد تسيء لحياتنا ولعلاقاتنا ولانتظام أمورنا قد نتهاون في كلمة تصدر من أفواهنا، وقد نستصغر تصرفا يبدر منا، وقد نتساكت على سلوك نظنه بسيطا يقوم به أحدنا، لكن النار تأتي من مستصغر الشرر.

  • الخطبة الثانية

وفي الخطبة الثانية تحدث الشيخ عن الحج الذي لم يبق عنه إلا شهر واحد تقريبا، فهاهم الناس يتهيئون للحج، ويستعدون للوفادة على الله سبحانه وتعالى، لكن هناك من يتحسر على الحج، للفقر والحاجة وقصر ذات اليد، وهؤلاء يحتاجون منا لوقفة صادقة.

وقال الشيخ: من غير المقبول أن يكون بيننا من لا يستطيع الحج ونحن في بلاد الحرمين، الأمور لنا ميسرة والطريق سالكة، والمعوقات شبه معدومة، والقدرة عند أغلب الناس لا بأس بها، وهنا أدعو المقتدرين ماليا أن ينظروا لثواب هذا الأمر عند الله سبحانه وتعالى

وأضاف: من الضروري تأسيس اللجان أو الصناديق وفي مختلف المناطق لتحجيج من لا يستطيعون الحج فلعل الشخص الواحد لا يستطيع تحمل كافة النفقة لحاج على حسابه لكن عشرة أو عشرين ربما تتوفر القدرة بتعاونهم.

لقد قرأت خبرا في جريدة عكاظ قبل 3 أشهر، بأن أسرة مغربية عفت عن شاب سعودي قتل ابنها مقابل الحج لتسعة من أفراد العائلة، ارادوا أولا القصاص، فتقدم أهل الخير ب 3 ملايين ريال كدية فلم يستجيبوا، لكن بعض المشايخ تدخل واقترح عليهم الحج فوافقوا مع رفضهم ل 3 ملايين ريال.

وفي العام الماضي حججت جمعية ((إنسان)) بالرياض 265 يتيما وأرملة.

نحن نحتاج لمثل هذا المشروع وأن نجعل موضوع غير المستطيعين للحج نصب أعيننا.