الشيخ الصفار يلتقي العاملات في القطاع الطبي

شبكة راصد الإخبارية فاطمة أحمد الشيخ أحمد

أكد الشيخ حسن الصفار في لقاء نظمه مكتبه الأربعاء الماضي بعنوان "المرأة وتحديات العمل في الوظائف الطبية" بحضور أكثر من 36 امرأة عاملة وطالبة في مختلف المجالات الصحية على حسن التعامل مع المرضى.

وأشار إلى ان الحالة النفسية للمريض تتأثر بطريقة تعامل الطبيب أو الممرض، لافتا إلى ان المريض عندما يتلقى احترام وحسن تعامل حتى لو كان منزعج فإن ذلك يساعد كثيراً في تغلبه على المرض.

وحذر من عدم التهاون في هذا الشأن مستشهداً بحديث رسول الله : «ثلاثة لا يرد الله دعاءهم الحاج، المحارب والمريض» حيث يتوجب على الأطباء وغيرهن تهيئة أنفسهن لكثير من الحالات فالدواء الذي يقدم جزء وحسن التعامل جزء آخر لا يقل أهمية عنه.

وأوضح الشيخ الصفار الفوائد والمنافع التي تنعكس على المرأة العاملة حيث تساعدها على صقل شخصيتها التي تلتقي بها لمواجهة التحديات، وانعكاسها على تربيتها لأبنائها نظراً لاحتكاكها بالمجتمع الذي يكسبها الخبرات والتجارب.

وقال بالرغم من أنها حينما لا تعمل تكون أكثر من نصف طاقات العمل معطلة ومشلولة إلا أنها بدورها العائلي تقوم بدور تربوي وإنساني كبير.

وأكدً أنه ينبغي للقوانين والأنظمة أن تساعد المرأة العاملة حتى توفق بين العائلة والعمل، حيث أنها غير منصفة للمرأة في كثير من الأحيان، كما يجب على المجتمع تهيئة الجو المناسب الذي من شأنه دعمها كعمل مؤسسات احتضان الأطفال فترة انشغالها عن أبناءها.

وأشار الشيخ الصفار إلى التحديات التي يضعها العمل أمام المرأة خصوصا في تعاملها مع الجنس الآخر، حيث أن المجتمع يعيش حالة انتقالية بعد حالة الكبت التي كان فيها فقد ساهم الانفتاح في نقلهم لمجتمع آخر.

وأبدى استغرابه من شعور المرأة في الدول الأخرى بالأمان في عملها أكثر من الدولة التي يفترض أن عدد المؤسسات الدينية والمساجد يسهم في ضبط السلوك في المجتمع.

منوها إلى أن المرأة العاملة لابد أن تكون أكثر رصانة ورزانة لأنها هي المتضررة حينما تتخطى حدود العفة والطهارة، إذ ينبغي لها ألا تنخدع ببعض الممارسات التي تصدر من شباب كثيرون ممن يعيشون حالة غير سوية.

وكشف الشيخ الصفار، عن ارتفاع نسبة الأخطاء الطبية في المملكة العربية السعودية حيث أوضحت العديد من التقارير والإحصائيات، أن الأخطاء الطبية بلغت ضحاياها 2500 مريض سنوياً في السعودية. 45% منها أدت للوفاة، 33% مضاعفات، 13 % أثناء جراحات الولادة و4 % في أثناء التدخل الجراحي. كما أوضحه أنه في الست سنوات الماضية 26 ألف من الأخطاء الطبية راح ضحيتها النساء.

من جهة أخرى قالت أخصائية أمراض الباطنية في مداخلتها حول هذا المحور أنه من ضمن الأسباب التي قد تؤدي إلى الأخطاء الطبية هو عدم تطبيق المعاير والأنظمة المعتمدة عالمياً خاصة فيما يتعلق بساعات العمل الطويلة والإجهاد الذي يصاب به القطاع العامل حيث تكلف بعض الممرضات بعدد من المرضى يفوق طاقاتهن، إضافة إلى مناوبات الأطباء الطويلة بعمل متواصل حتى يصل بهم الحال لمرحلة لا يمكنهم التفكير فيها من شدة التعب.

في ختام اللقاء تم وضع بعض المقترحات التي من شأنها أن تسهم في حل العديد من المشاكل التي تعترض القطاع الطبي منها: طرح هذه المشكلات على مجلس الشورى، تأسيس لجنة أو جمعية تهتم بمتابعة والتصدي للأمور المتعلقة بهذا الجانب، تسليط الضوء على هذه المشكلات من خلال تشجيع الصحفيين في تولي هذا الأمر وعمل التقارير والتحقيقات اللازمة، تحصيل الدعم من جمعية حقوق الإنسان إضافة إلى عقد لقاءات دورية أخرى.

14/1/2011م