الشيخ محمد الصفار: الانقسام خطر, والبحث عن مخارج ضرورة

مكتب الشيخ حسن الصفار عبدالباري الدخيل

قال الشيخ محمد الصفار في خطبة الجمعة (20/4/1432هـ) أن طبيعة العلاقات القائمة بين الناس توجد احتكاكات ومشاكل وتراكمات وأزمات بينهم، هذه الاحتكاكات نلحظها في العلاقات الأسرية بين الزوج والزوجة وبين الوالد وأولاده، وبين الأقارب والأرحام، وفي علاقات العمل تحصل مشاكل بين رب العمل والعمال وبين العمال مع بعضهم.

وأضاف: كذلك في العلاقة بين الحاكم والمحكوم وهي التي تقوم على الحقوق والواجبات من الطرفين، فقد تحصل توترات أو تشنجات أو قطيعة في بعض الأحيان.

موصيا بالتفكير الجاد في مخارج حقيقية وذات قيمة, مشيراً إلى ان تلك المخارج، "قد لا تكون هي الغاية لهذا الطرف أو ذاك، لكن المخارج هي التي تمنع من انزلاق الأمور ووصولها إلى طرق مغلقة" موضحا أن "المخارج ليست حلولا كاملة لكنها ضرورة في بعض الأحيان".

وأشار إلى حاجتنا الى ما يعرف في العالم بخلايا الأزمات، فبمجرد أن تنشب أو تنشأ أزمة يتحرك أشخاص ولجان من داخل الأزمة ومن خارجها، هدفهم إبراز حلول ومقترحات ومعالجات مقنعة لمختلف الأطراف كي تعود حياة الناس طبيعية وقد زال احتقانهم وعولجت ولو بعض مشاكلهم.

مؤكدا أن العيون دائما في انفراج أي أزمة تتجه إلى الجهة القوية، التي تملك حل الأزمة وإنهائها، وتملك وضع النقطة على آخر السطر لوضع حد لتلك الأزمة، فيتجنب الجميع آثار استدامتها واستمرارها.

وفي الخطبة الثانية تحدث سماحته عن اختلاف وجهات نظر الناس في قضاياهم وأمورِهم ومطالِبهم، موضحا ان هذا أمر طبيعي، بل من الطبيعي أن تختلف وجهات نظرهم في الوسائل والأساليب التي يجب سلوكها لتحقيق تلك الغايات والآمال والمطالب، فحتى لو اتفق الجميع عليها كمطالب، لكنهم قد يختلفون في الطريق إلى تحصيلها، وربما يتفقون على الطريق لكنهم يختلفون في تفاصيله وفنياته.

ففي المجتمعات الحرة تمارس قضايا الاختلاف بأريحية وسلاسة وسلامة، لكن المجتمعات التي تعاني من أزمة في حريتها أو ما يعبر عنه بالمجتمعات المقهورة ، قد تنعكس تلك الأزمة لتصبح داخلية،، أي يمارسها المجتمع على بعضه ما يعانيه من خارجه.

مؤكدا سماحته على إعطاء الحق للآخر أن يبدي رأيه وأن يعبر عنه، دون إرهاب فكري أو اجتماعي أو غير ذلك.

وأن: علينا ألا نوجه سهامنا اتجاه بعضنا، ففي المجتمع هناك آراء وتصورات اتجاه مختلف الأمور وبالتالي علينا أن نكف عن لغة التخوين والاتهام والتجريح والمزايدة على الآخرين، فهذه اللغة لا يستعملها صاحب دين ولا حامل أخلاق، لنقل أن لكل شخص الحق في التعبير عن رأيه ومواقفه.

ومحذرا من التعليقات الواردة في شبكات الإنترنت التي لا يراها بريئة في بعض الأحيان، بل الشيطان يقف وراءها ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء.

خاتماً خطبته بدعوة أن تكون أخلاقنا وقيمنا هي الحاكمة، ولنوقف مهازل الإسقاط والتشويه التي نمارسها ضد بعضنا, وان نتجه لأهدافنا الرئيسة دون الانشغال بسفاسف الامور.