محمد سعيد طيّب: الشيعة جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني

مكتب الشيخ حسن الصفار عبدالباري الدخيل - تصوير ابوماريه


أوضح المستشار القانوني والناشط الوطني محمد سعيد طيّب أن الشيعة في السعودية جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الأصيل بمختلف مذاهبه وتياراته وألوانه الفكرية والثقافية والسياسية.

مستنكرا سؤال البعض عن سبب اهتمامه بالمواطنين الشيعة، وهو الحريص على مبدأ الوحدة الوطنية ومبدأ المواطنة، وتكافؤ الفرص.

وأشار إلى أن من حق كل مواطن في المملكة العربية السعودية أن يتمتع بكل الحقوق والواجبات التي كفلها النظام الأساسي للحكم – وكل المواثيق الدولية والحقوقية – من دون تمييز أو تفرقة.

مضيفا: ومن حق أي مواطن شعر بالغبن – لحق به أو لحق بغيره – أن يطالب بالإصلاح والعدل.

محذرا من الممارسات الضارة والقبيحة التي تهدر الطاقات وتؤجج المشاعر في جدالات عقيمة حول السنة والشيعة، فهي تكرس الطائفية والتعصب المقيت وكراهية الآخر، وهذه الممارسات تهدد – بشكل تلقائي – الوحدة الوطنية التي ينبغي أن تسموا على كل الاعتبارات مهما كانت.

جاء ذلك ردا على سؤال الإعلامي الأستاذ احمد عدنان خلال الحوار المطول الذي أجراه معه وصدر ضمن كتاب بعنوان: السجين 32 أحلام محمد سعيد طيّب وهزائمه.

الشيخ الصفار ومحمد سعيد طيب
الشيخ حسن الصفار ومحمدسعيد طيب بينهما الكتاب

كما أشاد ضمن الحوار بوطنية الشيخ حسن الصفار وعشقه للوطن، واصفا إياه بالابن البار لهذا الوطن، وأن انتماءه للوطن انتماء دون مزايدة. مبديا إعجابه بانفتاح الشيخ الصفار وابتعاده عن التعصب والانغلاق في طرح آراءه وأفكاره. مشيرا إلى أنه وجد نفسه متوافقا مع أفكار (الصديق) الشيخ الصفار وأطروحاته.

 

نص السؤال والجواب صفحة 358:

تحرص في لقاءاتك الإعلامية على التحدث عن الطائفة الشيعية في السعودية، ما السبب؟

لا أعتقد أن اهتمامي بالمواطنين الشيعة مستغرب لحرصي على مبدأ الوحدة الوطنية ومبدأ المواطنة، وتكافؤ الفرص.

الشيعة في السعودية ليسوا طائفة، والإسماعيلية في السعودية ليسوا ـ أيضاً ـ طائفة، هم ـ جميعاً ـ جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الأصيل بمختلف مذاهبه وتياراته وألوانه الفكرية والثقافية والسياسية.

من حق كل مواطن في المملكة العربية السعودية أن يتمتع بكل الحقوق والواجبات التي كفلها النظام الأساسي للحكم ـ كل المواثيق الدولية والحقوقية ـ من دون أدنى تمييز أو تفرقة. من حق أي مواطن شعر بالغبن ـ لحق به أو لحق بغيره ـ أن يطالب بالإصلاح والعدل.

في الأوطان المتنوعة، التي تتعدد فيها الأعراق والمذاهب والطوائفـ تصبح المواطنة هي الوسيط الذي يؤلف بين المتنافرات. وللمواطنة مقوّمات موضوعية، مثل: الجغرافيان والتاريخ، المصلحة المشتركة، الإدراك بضرورة التكامل الوجودي، وبأن  كل جزء يكمل الآخر ويقوى به، كما أن هنالك عوامل ذاتيّة، أهمها: الوعي المشترك بضرورة الاتحاد، والرغبة المتبادلة في تغليب الولاء الأكبر للوطن على الولاءات الأدنى (القبيلة، الإقليم، الطائفة). لذلك فإننا في حاجة ماسة إلى نسيج فكري، يتبنى هذه الحقائق ويؤمن بها، بل يذهب إلى أبعد من ذلك لفتح باب الاجتهاد للتوفيق بين ضرورات التأهيل والتحديث. وعلى الصعيد النظري علينا أن نجري اجتهاداً جماعياً يعالج ثنائية الوافد من الماضي والوافد من الخارج ليؤصّل مرجعية ثقافية جديدة.

السجين 32
غلاف الكتاب

إننا ـ في المملكة العربية السعودية ـ نتطلع أن نعيش في مجتمع واحد يجمعنا وطن واحد ودين واحد ومصير واحد، لتكون التربة مثالية لنمو غرسة السلم الاجتماعي، الذي أعني به التعايش السلمي بين جميع أفراد المجتمع وطوائفه، في الوقت الذي تبقى فيه الفروقات مسلمات واقعية، وتلك سنة الله في خلقه، وأمام ناظرينا تجارب الإنسانية الممتثلة في الكثير من المجتمعات الغربية والأوربية، وخير شاهد على ذلك، المجتمع الأمريكي الخليط بكل شتاته، من أعراق وجنسيات ومعتقدات وثقافات، تتعايش كلها في بوتقة واحدة متجانسة لا يضرب بعضهم رقاب بعض تمذهباً وتحزبّاً!

ولقد اعتور مسيرة المطالب الإصلاحية ـ مع كل الأسف والأسى ـ إرهاصات سلبية نراها ـ اليوم ـ في هذه الممارسات الضارة والقبيحة والتي تهدر الطاقات وتؤجج المشاعر في جدالات عقيمة حول السنة والشيعة، والأصوليين والتغريبيين، والسلفيين والليبراليين، وتكرّس الطائفية والقبلية والمناطقية والتعصب المقيت وكراهية الآخر.

وهذه الممارسات تهدد ـ بشكل تلقائي ـ الوحدة الوطنية التي ينبغي أن تسمو على كل الاعتبارات مهما كانت.

  • ربطتك ـ مؤخراً ـ علاقة وثيقة بالعالم السعودي (الشيعي) الشيخ حسن موسى الصفار...

إن أفكار ومعتقدات المرء قد تلتقي أو تتقاطع مع أفكار الآخرين، وللحقيقة أقول إنني وجدت نفسي في توافق تام مع أفكار سماحة الشيخ حسن الصفار الرافضة للتناحر المذهبي، الداعية إلى التعايش والوحدة الوطنية والسّلْم الاجتماعي، والعدالة، والحقوق المتساوية، والفرص المتكافئة، والمجتمع المتحاب.

وما يعزز هذا التوافق أن سماحة الصديق (الصفار)، ابن بار لهذا الوطن، عاشق له، منتم دون مزايدة، ويعلن آراؤه وأفكاره دون تعصّبٍ أو انغلاق.

- الكتاب:السجين 32 أحلام محمد سعيد طيّب وهزائمه
- المؤلف: أحمد عدنان
- الطبعة الأولى 2011م
- المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء -  المغرب